مصر.. كنانة الله في أرضه.. هي.. ونهرها.. وشعبها.. في حفظ الله. اقرأ معي.. ما يكتبه الراحل العظيم جمال حمدان.. تحت عنوان ضمانات الطبيعة لمصر.. وسوف تهتف معي من كل أعماقك: الله أكبر.. فوق كل من تسول له نفسه أن يقف في وجه الله.. أن يخالف إرادة الله.. أن يعترض طريق النهر.. أن يمنع الماء من الجريان إلي مصر.. هذا قدر من أقدار الإله الجبار.. قدر قضاه منذ الأزل.. منذ رفع السماء.. وبسط الأرض.. وأنزل الماء.. وجعل منها كل شيء حي.. قدر كتبه العلي القدير علي وجه الزمن.. قدر أملاه علي طبقات الأرض نفسها.. قدر تجري الطبيعة به طائعة مختارة.. قدر محتوم.. وأمر واجب.. تقوم الطبيعة بتنفيذه.. لا تأبه بأحد إلا بخالقها.. ولا تسمع باتفاقات المنبع.. ولا تلقي بالا إلي تحريض الدخلاء.. يقول جمال حمدان: إن كثيرا من هذه السياسات الاستعمارية.. والتهديدات الصبيانية.. إنما ينبع من جهل تام بحقائق الطبيعة.. فمياه النيل تتجه إلي مصر في النهاية كظاهرة طبيعية.. وهي بهذا حق مكتسب شرعا.. يعترف به القانون الدولي.. والشريعة الجغرافية معا. إن الطبيعة.. قد أمنت حقوق مصر المكتسبة.. بوسائلها الخاصة.. وضماناتها الطبيعية.. بحيث يكون من المستحيل تهديدها أو النيل منها. وقد انتهت الأبحاث العلمية هكذا يقول جمال حمدان إلي أنه من المستحيل أن يعترض عدو أو غير عدو.. تدفق مياه الفيضان الموسمية الكاسحة المندفعة.. إذ يصيب نفسه بالغرق المدمر.. قبل أن يصيب مصر بالجفاف. ذلك أن مياه أنهار الحبشة.. في أثناء الفيضان.. تحمل كميات كثيفة من الطمي.. بحيث يكون من المستحيل تخزين هذه المياه هناك. وإذا تمت إقامة سدود لتخزين المياه.. فإن الطمي سوف يسدها ويقضي عليها تماما في سنوات معدودة.. ويتحول الماء إلي طوفان يغرق ويهلك. هذا الكلام ينطبق علي أي سدود تقام علي النيل الأزرق.. وكذلك علي نهر عطبرة. إن أنهار الحبشة.. لا تقع علي سطح الهضبة.. ولكن تقع تحتها.. ولهذا فإن أي محاولة لرفع أو سحب مياهها محكوم عليها بالفشل فنيا وهندسيا. قولو معي: الله أكبر. ونستكمل...