أسوأ أنواع الحروب تلك التي تقوم علي أسس دينية, حيث ترتكب الأطراف المتصارعة كل الفظائع باسم الدين.. والدين بريء من كل المتصارعين باسمه. فالأديان السماوية جاءت كلها من مصدر واحد, ويستحيل منطقيا أن يحرض الإله الواحد من يعبدونه علي قتل بعضهم البعض, بل يدعو كل المؤمنين به إلي التسامح والمحبة والتعايش السلمي وحسن الجوار واحترام الآخر, ويحرم عليهم إراقة الدماء إلا في الدفاع عن الدين والعرض والمال. الحروب المذهبية أسوأ من الدينية وهي تلك التي يقتتل فيها أبناء الدين الواحد, وكل منهم يتصور أنه ينتصر للدين ويرفع راية الجهاد ليستحل بها قتل أخيه. ذاقت البشرية ويلات الحروب الدينية في الهجمات الأوروبية الصليبية علي مصر والشام, وفي الحروب الدينية التي استمرت لأكثرمن131 عاما في أوروبا بعد ظهور حركة الإصلاح البروتستانتية والتي اكتوت بنيرانها كل من سويسرا وفرنسا وألمانيا والنمسا وبوهيميا وهولنداوإنجلترا وسكتلندة وإيرلندة والدنمارك. اليهود يطلقون وصف المقدسة علي الحروب التي تهدف للسيطرة علي كل الكائنات الحية من نساء ورجال وأطفال حتي الحيوانات ولا يتورعون عن حرق الممتلكات المادية ما عدا المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة والنحاس والحديد ويتوعدون من لا يشارك فيها أو يخالفها بعقوبات سماوية! والخلاصة أن الله حرم القتل إلا لأسباب معلومة ولهذا قال في سورة المائدة: بسم الله الرحمن الرحيم من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا صدق الله العظيم. الأحداث من حولنا تشير إلي قرب وقوع حرب مذهبية مجنونة بين السنة والشيعة علي الأراضي السورية بدأت إرهاصاتها بدفع حزب الله اللبناني بمقاتليه إلي سوريا لقتل السوريين السنة دعما للأسد العلوي ما دفع بتنظيمات سنية إلي إرسال مقاتليها للدفاع عن السنة, وبدأت أنهار الدماء تسيل من الجانبين مع تصاعد التجيش والدعوة للجهاد. مقاتلو حزب الله نسوا أن الصهاينة في إسرائيل هم العدو المشترك للمسلمين سنة وشيعة, ونسوا أن الجهاد لا يكون برفع السلاح في وجه أشقائهم المسلمين من دون سبب, ومع ذلك لم يبادرنصر الله لنصرة الفلسطينيين ضد إسرائيل بنفس الحمية التي اندفع بها لنصرة الأسد.. أليس هذا عبثا يا نصرالله؟ ألا تتقي الله الذي ترفع رايتك باسمه؟..أم تراك لا تعرفه؟ [email protected] رابط دائم :