وسط ترحيب إيطالي رسمي وشعبي, يلتقي الرئيس حسني مبارك غدا الثلاثاء مع الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو في مستهل زيارة للعاصمة الإيطالية روما علي رأس وفد وزاري رفيع المستوي يلتقي خلالها رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني, حيث سيتم التوقيع علي حزمة من الاتفاقيات والبروتوكولات لتعزيز التعاون بين البلدين. وقال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس مبارك يعقد القمة الثنائية الثالثة التي تأتي كموعد سنوي ثابت في قصر فيلا ماداما بروما مع رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني بعد غد الاربعاء, حيث تتركز علي سبل تعزيز العلاقات في مختلف المجالات ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة, وتنفيذ برامج التعاون بما في ذلك مرحلة إنشاء الجامعة المصرية الإيطالية للتعليم الفني, كما ستشهد القمة توقيع(24) اتفاقية للتعاون ومذكرات التفاهم في مجالات عدة من بينها مجالات التجارة والطاقة والبنية التحتية والعمل والهجرة الموسمية وعلاقات المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي, والقضايا الإقليمية بالتركيز علي جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في العراق والسودان والصومال, والتطورات ذات الصلة بملف إيران النووي وعلي الساحة الأفغانية. وتأتي أهمية القمة المصرية الإيطالية في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين إلي مستوي الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين لتوطيد التعاون المشترك, وتبادل الزيارات بين المسئولين ورجال الأعمال في البلدين, لتحقيق المزيد من التعاون في شتي المجالات, وجذب مزيد من الاستثمارات الايطالية إلي مصر, والاهتمام الكبير من مسئولي البلدين بتطوير منظومة النقل بينهما خلال الفترة المقبلة لزيادة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة, كما تبلور القمة وتتوج الاتصالات والزيارات والمشاورات الثنائية المستمرة بين البلدين طوال العام الحالي في إطار الاهتمام المشترك بتحقيق أكبر قدر من التعميق والتعزيز, خاصة أن إيطاليا الشريك التجاري الأول لمصر في أوروبا والثاني في العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتعد القمة المصرية الإيطالية فرصة للاستماع لرؤية وتقييم الرئيس مبارك حول مجمل القضايا الدولية وخاصة قضية المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين, كما ستكون القمة فرصة لبحث تعزيز الاتحاد من أجل المتوسط. كما تعتبر القمة ذات مدلول استراتيجي لأنها تتحدث عن رؤية استراتيجية لشراكة مصرية إيطالية للتعامل مع القضايا المرتبطة بالتعاون الثنائي ثم قضايا المنطقة. وتربط مصر وإيطاليا مصالح استراتيجية كبيرة لمستقبل حوض المتوسط, وأيضا مكافحة الإرهاب واستقرار منطقة القاهرة والإرادة القوية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي. ويعقد الرئيس مبارك وبرلسكوني مؤتمرا صحفيا في ختام أعمال القمة. وأعرب الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو عن سعادته لزيارة الرئيس حسني مبارك المرتقبة لروما, واصفا الزيارة بأنها تأتي في إطار العلاقات المتميزة, واصفا مصر بأنها دولة رئيسية ومهمة إقليميا ودوليا, كما تقوم بدور بارز من أجل احتواء الأزمات وتسوية المنازعات في ضوء دورها القيادي وموقعها المتميز. كما استقبلت الحكومة الإيطالية زيارة الرئيس مبارك ببيان أعرب فيه رئيس الوزراء الإيطالي عن ترحيبه البالغ بمباحثات القمة مع الرئيس مبارك وتطلعه للاستماع للرئيس مبارك ورؤيته لتطورات الأوضاع الدولية والإقليمية للتعاون بين ضفتي المتوسط. ومن جانبه, أكد رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة أهمية العلاقات بين مصر وإيطاليا, مشيرا إلي أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة كبيرة للتعاون الاقتصادي مع إيطاليا, خاصة أن إيطاليا تعد الشريك التجاري الأول لمصر بين دول الاتحاد الأوروبي, وأن هناك علاقات متميزة بين مصر وإيطاليا علي المستويين السياسي والاقتصادي. وقال إن مصر من أكبر الشركاء التجاريين لإيطاليا, حيث بلغ حجم التبادل التجاري عام2008 قبل الأزمة العالمية أكثر من5 مليارات يورو, وأن مجالات التعاون الاقتصادي متنوعة وشاملة وتغطي قطاعات الصناعة والسياحة والطاقة والخدمات المصرفية, وأن الاستثمارات الإيطالية في مصر شهدت زيادة كبيرة في عام2009, حيث شاركت في إنشاء49 مشروعا مشتركا جديدا خلال هذه الفترة علي الرغم من التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية, كما تعتبر إيطاليا الشريك الأول لمصر علي المستوي الأوروبي, كما يتدفق إلي مصر سنويا نحو مليون و2000 سائح إيطالي, وأعلن وزير التجارة أنه سيتم يوم الخميس المقبل وعلي هامش زيارة الرئيس مبارك لإيطاليا تدشين أول ناقلة بضائع إيطالية( سريعة) بين ميناءي فينسيا الإيطالي والإسكندرية في زمن وصول يقل عن ثلاثة أيام, وأنه سيتم إنشاء مناطق تخزينية مجهزة للسلع المصرية في فينسيا ليتم نقلها بعد ذلك إلي الأسواق الأوروبية عبر الطرق البرية في زمن وصول يقل عن ثلاثة أيام, وأنه سيتم إنشاء مناطق تخزينية مجهزة للسلع المصرية في فينيسيا, ليتم نقلها بعد ذلك إلي الأسواق الأوروبية, عبر الطرق البرية في زمن قياسي, مما يزيد من القدرة التنافسية للصادرات المصرية في الأسواق الأوروبية سواء من حيث تكلفة النقل أو سرعة الوصول مقارنة بالسلع الواردة من أسواق جنوب شرق آسيا أو الأمريكتين, وأن هذا يأتي في إطار تنفيذ خطة الوزارة لمضاعفة الصادرات المصرية لتصل إلي200 مليار جنيه في عام2013. وأضاف أن المباحثات التي يجريها الرئيس مبارك في روما مع رئيس الوزراء الإيطالي, وكبار المسئولين الإيطاليين تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين لتوطيد التعاون المشترك, وتبادل الزيارات بين المسئولين ورجال الأعمال في البلدين لتحقيق المزيد من التعاون في شتي المجالات, وجذب مزيد من الاستثمارات الإيطالية إلي مصر, وكذلك زيادة مساهمة إيطاليا في تطوير وتحديث الصناعة المصرية, وأشار إلي أنه يجري حاليا تطوير منظومة النقل بين مصر وإيطاليا لضمان سرعة وصول السلع المصرية إلي السوق الإيطالية, ومنها إلي الأسواق الأوروبية, في هذا الإطار سيتم تشغيل أول خط ملاحي سريع لنقل البضائع بين ميناءي فينيسيا, والإسكندرية يوم20 مايو الحالي, والذي من شأنه أن يزيد من كفاءة منظومة النقل بين البلدين, ويسهم في زيادة القدرة التنافسية للسلع المصرية ليس في إيطاليا فقط, ولكن في أوروبا كلها حيث تم الاتفاق مع شركة إيطالية لتسويق ونقل السلع المصرية من فينيسيا إلي باقي المدن الأوروبية, كما تشهد المجالات الاقتصادية دفعة كبيرة خلال المرحلة المقبلة, خاصة في مجالات التجارة والصناعة ونقل التكنولوجيا والاستثمارات المشتركة والسياحة وتدريب الكوادر المصرية والتنمية البشرية, وإيجاد فرص العمل فضلا عن التعاون العلمي في إطار إنشاء جامعة إيطالية في مصر خلال السنوات القليلة المقبلة وبدء خطوات التنفيذ بعد الاتفاق علي تخصيص الأرض وكوادر هيئة التدريس, وأضاف رشيد أن العلاقات المصرية الإيطالية علي المستوي التجاري تشهد نموا ملحوظا حيث تضاعف حجم الصادرات المصرية لإيطاليا4 مرات في الثلاث سنوات الماضية, كما أن هناك500 شركة إيطالية تعمل وتستثمر الآن في مصر بحجم استثمارات اقترب من6 مليارات يورو في مجالات البترول, والطاقة المتجددة من الرياح والشمس والسياحة والصناعة, خاصة الصناعات الهندسية والملابس والدباغة ومنتجات البلاستيك منها200 فقط في مجال الصناعة, وقال إن المرحلة المقبلة ستشهد منها200 فقط في مجال الصناعة, وقال إن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة كبيرة من خلال عدة محاور أولها ربط الصناعة المصرية بالصناعة الإيطالية, والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة لتطوير وتحديث الصناعة المصرية, حيث تمت إقامة6 مراكز لنقل التكنولوجيا الإيطالية لمصر, وكذلك تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة, وثانيها الاستفادة من القرب الجغرافي بين الموانئ المصرية والإيطالية لنقلها وتسويقها في الدول الأوروبية من خلال الممر الأخضر الذي يمنح تيسيرات كبيرة لسرعة نقل ودخول المنتجات المصرية للموانئ الإيطالية لنقلها بعد ذلك لأوروبا وثالثها دخول العمالة المصرية بطرق مشروعة إلي إيطاليا وفقا لاتفاق بعد إعدادها وتدريبها تدريبا جيدا ورابعها التنسيق مع إيطاليا في كل ما يتعلق اليورو المتوسطي, وفي هذا الإطار تساند مصر الآلية الإيطالية لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالإضافة إلي العمل معا في إطار سياسة الجوار لمواءمة المواصفات الأوروبية بالنسبة للمنتجات المصرية لتسهيل دخولها للسوق الأوروبية فضلا عن الجهود المبذولة لإنشاء منطقة صناعية إيطالية في منطقة برج العرب, يخصص كل إنتاجها للتصدير. كما تعد إيطاليا من أكبر الدول المشاركة في المشروعات الاستثمارية بمصر حيث يبلغ عدد المشروعات المصرية الإيطالية المشتركة نحو199 مشروعا, ويبلغ إجمالي رءوس أموالها نحو1,1 مليار جنيه مصري بنظام الاستثمار الداخلي. بينما تبلغ رءوس أموال المشروعات المنشأة بنظام المناطق الحرة نحو69 مليون دولار أمريكي. كما تسهم إيطاليا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الساحل الشمالي وهو مشروع في غاية الأهمية. كما سوف تعطي إيطاليا نموذجا للدول الأخري المساهمة في التعامل مع مشكلة الألغام والتي تأتي في مقدمة اهتمام مصر بتنميتها لكونها تشغل خمس مساحة مصر, وهي منطقة استراتيجية واسعة للتنمية سواء للزراعة أو للسياحة والفندقة ولمشروعات العلاقات المصرية الإيطالية هي علاقات وطيدة وتعد نموذجا لكل الدول علي ضفتي البحر المتوسط. مصر وإيطاليا تنتهجان سياسة متناغمة منذ سنوات, حيث أولتا اهتماما كبيرا للحوار المتعدد الأطراف, وتوجد علاقات تعاون بين البلدين في جميع المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية, كما يحرص كل من البلدين علي توطيد اتفاقية المشاركة بينهما, وتفعليها بشكل دائم. وتحرص إيطاليا دائما علي توطيد علاقاتها مع مصر, التي تستند علي ثوابت ومعطيات جغرافية وتاريخية واقتصادية وأمنية وسياسية تأكيدا لمكانتها ودورها المحوري في دعم الاستقرار والأمن في المنطقة, وتمثل العلاقات المصرية الإيطالية أحد أبرز محاور هذه الأجندة باعتبار أنها تقوم علي أسس من المشاركة الحقيقية وتتسع فيها مساحات الفهم المتبادل, وتمثل مصر وإيطاليا قوتين ثقافيتين عظميين في العالم, وهو ما ينعكس أيضا علي علاقات الصداقة والاحترام الشخصي المتبادل بين القيادات السياسية للبلدين.