تزايدت في الآونة الأخيرة الاتهامات بشأن تصدير رمال السيليكا أو المكونات الاساسية في صناعة الزجاج بأسعار زهيدة تصل الي20 دولارا للطن الواحد واستيرادها مرة أخري علي هيئة منتجات زجاجية مكتملة التصنيع, حيث اعتبرها البعض كارثة اقتصادية نظرا لأن الرمال البيضاء السيليكا المصرية تعتبر من أجود أنواع الرمال في العالم وتدخل في العديد من الصناعات كصناعة الكريستال والزجاج المسطح فضلا عن دخولها في صناعة السيراميك والبورسلين, وتعالت صرخات أصحاب المصانع بضرورة وقف تصدير الرمال الخام بأسرع وقت ممكن حفاظا علي ثروتنا المعدنية. وقال محمد خطاب, رئيس لجنة الزجاج بالمجلس التصديري لمواد البناء, ان صناعة الزجاج في مصر تواجه العديد من التحديات في الفترة الحالية من نقص المواد الخام المتمثلة في الرمال فضلا عن تفاقم أزمة الطاقة وارتفاع أسعارها والتي يصعب معها نقل المواد الخام من المناجم بسيناء بمنطقة أبوزنيمة إلي مصانع الزجاج, مشيرا الي تعدد المطالبات من قبل القائمين علي الصناعة لوزارة الصناعة بالبحث عن الحلول الجذرية للنهوض بهذه الصناعة التي لم تكمل عامها الثالث في مصر ولكن دون جدوي. وأوضح ان حجم الانتاج السنوي لمصانع الزجاج في مصر يصل الي حوالي600 ألف طن, ونسبة استهلاك السوق المحلي منه تقدر ب250 ألف طن تقريبا, ونسبة ال350 ألف طن المتبقية يتم تصديرها للخارج. من جانب آخر أشار حمدي زاهر, رئيس المجلس التصديري للصناعات التعدينية, الي وجود أنواع متعددة من الرمال داخل الاراضي المصرية منها ما يدخل بشكل أساسي في صناعة الزجاج وبعضها يستخدم في الاغراض الزراعية, فضلا عن استخداماتها المتعددة في مجال البناء, موضحا ان حجم صادرات مصر من الرمال بكافة انواعها لا يتعدي ما قيمته200 مليون جنيه تقريبا. وأضاف ان نسبة الاستهلاك المحلي من رمال السيليكا العنصر الاساسي في تصنيع الزجاج لا تزيد علي900 ألف طن سنويا, نظرا لقلة عدد مصانع الزجاج الموجود في مصر حيث انها تعد صناعة حديثة. وأكد زاهر انه نظرا الي ان انتاج مصر من الرمال يكفي لتغطية الانتاج المحلي بأكمله مع وجود فائض ضخم, فلا مجال امام المصدرين والمصنعين سوي تصدير الرمال بمختلف أنواعها للاستفادة من هذا الفائض كأحد مصادر الدخل من العملات الاجنبية. رابط دائم :