أرقي وأسهل وأحلي الأعمال والمؤلفات التي تصل إلي الجمهور هي المونولوجات الغنائية وكبار الفنانين في بداية عملهم الفني بدأوا بإلقاء المونولوجات كوسيلة للنقد الاجتماعي والسياسي وفي منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي تم انشاء الإذاعة المصرية وأصبح هناك إدارة للموسيقي والغناء وبدأت بالغناء التقليدي من كبار الفنانين( صالح عبدالحي أم كلثوم وعبدالوهاب) وبدأ نشاط الإذاعة في إقامة حفلات تذاع علي الهواء مباشرة وبدأت فكرة التنوع بحيث يضم كل حفل مطربة ومطربا ومونولوجست ومن هنا ظهرت أهمية هذا العمل الموسيقي وكان لابد للمونولوجست ان يجتاز اختبار صلاحية الصوت وحسن الأداء وليس كل ما هو حاصل الآن من أصوات لا تصلح للميكروفون ولا تقدم ما يستحق ان يذكر لأن القائمين علي هذه النوعية من الفنون مشغولون بأمور خاصة وابتعدوا عن البحث أو تقديم هذه النوعية من الفنون الراقية وبداية هذا اللون من الغناء يبدأ من عند المونولوجست الأسمر سيد سليمان ولمع فيه إذاعيا وجماهيريا اسماعيل يس واصبح نجما من نجوم الحفلات واضاف الي فن المونولوج إلقاء النكتة وجمع في مونولوجاته الاجتماعية والعاطفية والسياسية ومن أشهرها مونولوج( من أين لك هذا من أين ولماذا) يعني هذا المونولوجست سبق المحاكم الثورية الذين يحاكمون بسبب الكسب غير المشروع وأنا لا اكتب عن حياة اسماعيل يس لأنها قصة كفاح كبيرة ذاق فيها طعم الشهرة والسعادة وانتهت نهاية مأساوية لفنان فكاهي ولكن أريد ان اكتب عن حالة الغيبوبة الفنية التي نعيشها فتذكرت جانبا من البهجة التي كان يضيفها علينا هؤلاء الظرفاء من الفنانين وكانوا نجوما ملأوا الساحة بأعمال ترفيهية تخفف عنا بعض مشكلات الحياة فهل ننسي هذا الفنان الشعبي والذي اصبح له تماثيل وذاعت شهرته واسعة الانتشار انه المونولوجست محمود شكوكو واستغل حرفيته الأصلية( نجار) وعمل أول مسرح عرائس في الشرق الأوسط. إسماعيل يس لون من ألوان الفكاهة وشكوكو لون مختلف ويأتي بعدهم المونولوجست الصعيدي عمر الجيزاوي بلون مختلف ولكنها ألوان ملأت الساحة وأنعشتها وكان مع هؤلاء الثلاثة ثريا حلمي بديعة صادق وسعاد مكاوي والجيل الحديث فيروز ولبلبة وأحمد غانم وسيد الملاح أكتب ذلك لأقول اننا نحتاج للابتسامة حتي تغيب عنا الغيبوبة الفنية وكي أري الابتسامة علي وجوه الجميع يارب يارب. رابط دائم :