استمرارا لمسلسل إقالات قيادات وزارة الثقافة بداية من الدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب والدكتور صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية والدكتورة ايناس عبد الدايم رئيس دار الاوبرا المصرية وصولا الي انهاء ندب الشاعر المتميز عبده الزراع الحاصل علي جائزة الدولة التشجعية واقالته من منصبة كمدير عام لفرع ثقافة الجيزة فكان معه هذا الحوار: * لماذا تم انهاء ندبك ؟ انتهي تكليفي بغتة يوم31 مايو2013 ولم اعرف الاسباب, وقد أبليت بلاء حسنا في موقعي الوظيفي بعد ان قدمت رؤية جديدة تتفق وطبيعة المرحلة التي يمر بها الوطن, وآن الأوان أن أعود إلي بيتي وعشقي لمجلتي الحبيبة قطر الندي. * هل الوظيفة بقطاع الثقافة تعطل الابداع ؟ بالتأكيد العمل الوظيفي يعطل نسبيا عن الابداع, لأن الفن بطبيعته يحتاج إلي تأمل كبير ومعايشة, خاصة الشعر, بل يجعلك تؤجل مشاريعك الابداعية إلي وقت غير معلوم, فتفقد تحمسك لها بعد مضي وقت طويل عليها, فالمبدع الذي يعمل في عمل وظيفي لابد وأن يحافظ علي وقت القراءة المنتظمة حتي لا تضيع موهبته هباء منثورا في دهاليز الوظيفة. * أين انت بعد حصولك علي جائزة الدولة التشجيعية ؟ أنا موجود لم أتغيب عن الساحة الأدبية, فقد حصلت علي جائزة الدولة التشجعية في سن مبكرة وعمري38 عاما, في حين حصل عليها آخرون في سن60 عاما, وبعدها أصدرت العديد من الدواوين الشعرية للاطفال, منها الشجر طارح أخضر, الوردة الصديقة, صفر يا وابور, والعديد من المسرحيات منها حديقة الأسرار وإمبراطور البلي علي مسرح ثقافة السادس من أكتوبر إخراج يوسف أبو زيد, و القلم المغرور إخراج أحمد عبد الوارث والتي عرضت العام الماضي علي مسرح قصرثقافة المنيا, وقمت بكتابة أغان مسرحية حديقة الأذكياء للمسرح القومي للطفل عام2010 من تأليف وإخرج صلاح الحلبي, وبطولة الفنان الكبير الراحل عمر الحريري كما أصدر لي قصة للأطفال بعنوان نخلة الشيخ فارس. هل مسرح الدولة يعاني من ازمه حقيقيه ؟ بالتأكيد المسرح بشقيه مسرح الدولة ومسرح الثقافة الجماهيرية يعاني من أزمات وليست أزمة واحدة, وتتمثل في ضعف الميزانيات المرصودة للعروض المسرحية تجعل العرض المسرحي فقير فنيا خاصة مسرح الطفل الذي يحتاج إلي الابهار في معظم عناصره من ديكور, وموسيقي, ونص, وملابس وغيرها, مما يؤدي إلي انصراف الطفل عن العرض ولا يستطيع تكملته وايضا قلة الجمهور المتمثلة في عدم اهتمام الأسرة المصرية بالمسرح, واكتفوا بالجلوس في المنازل أمام التليفزيون. وسبب المعاناة نقص النصوص الجيدة في مجال الكتابة للمسرح الذي يحتاج إلي موهبة كبيرة وأفكار جديدة حتي يستطيع كتاب مسرح الأطفال إن يصلوا إلي الطفل من خلال تحريك خياله وعقله ووجدانه. * ما هي أهم المشاكل التي واجهتها بقطاع الثقافة ؟ هناك مشاكل كثيرة تواجهنا وهي ليست وليدة اليوم بل هي نتاج سنوات طويلة مضت, وقد استفحلت من جراء تركها بدون حلول شافية, فمعظم المواقع الثقافية تحتاج الي إحلال وتجديد وهذا يكلف الوزارة الكثير في ظل تقلص الميزانيات لمواجهة النقص في الموازنة العامة, فلا يوجد مسرح لتقام عليه العروض فمثلا فرع ثقافة الجيزة به أكثر من عرض قومي وعروض مسرح الطفل وكان في الماضي مسرح النيل هو المتنفس الوحيد لنا ولكن بعد تعرضه لحريق أثناء إحداث الانفلات الأمني, أصبح لا يعمل مما جعلنا نبحث عن أماكن أخري بديلة مثل الأندية الرياضية أو مراكز الشباب. * متي ننهض بالثقافة ؟ تقيم وزراة الثقافة العديد من المهرجانات والمسابقات سنويا, لكن كل هذا يقابله عزوف كبير من الجماهير وهذه ظاهرة يجب دراستها بعناية والتوصل لحل لها, فهناك نقص كبير في العناصر المتخصصة التي تستطيع أن تنهض بالعمل الثقافي, ووجود كثرة الشكاوي من الموظفين الذين لا يعملون ولا يجيدون سوي كتابة المذكرات الكيدية, قد تستهلك القيادات بشكل كبير برغم حصولهم علي200 في المائة من رواتبهم التي كانوا يحصلون عليها قبل الثورة. ماهي الجائزة التي تتمناها بعد التشجيعية ؟ الجوائز لا تأتي بترتيب, ولكنها اجتهاد من المبدع الذي يعمل بجد دون النظر لأي شيء سوي تجويد مشروعه الأدبي, الذي يؤهله للحصول علي الجوائز المختلفة, وقد فزت بعدد كبير من الجوائز خلال مسيرتي الإبداعية, منها الجائزة الذهبية في مجال ديوان العامية كان نفسه يكون عصفور عام2009 وللحق أقول أن تقدير جائزة الدولة التشجيعية لا يعادلها تقدير آخر, فهي إعتراف رسمي من الدولة بأنني أسير في الطريق الصحيح, وأنني قدمت منجزا جيدا ينظر إليه بعين الاعتبار, وإنني لم أنفق عمري سدي في كتابات ليست ذات قيمة, وأتمني أن أفوز بجائزة التفوق الأدبي عن مجمل أعمالي في الشعر وأدب الأطفال من شعر ومسرح * وما الجديد لديك في مجال الشعر ؟ لدي العديد من المشاريع الأدبية المؤجلة, والتي عطلني عن إنجازها المنصب الاداري بعض الوقت, لكنني بعد تركي هذا المنصب, أعمل الآن علي انجاز هذه المشاريع وإعدادها للنشر, وقد انتهيت بالفعل من إعداد بعضها وسوف أدفع به قريبا للطبع, فلدي كتاب نقدي في الشعر ومعطل بهيئة الكتاب منذ6 سنوات, ولي أكثر من ديوان بالعامية, وديوان للأطفال, وايضا مسرحية معدة للنشر قريبا. رابط دائم :