أثار اعلانالحكومة الاثيوبية بشكل مفاجئ تحويل مجري النيل الازرق أمس الأول لاستكمال تنفيذ مشروع سد النهضة دون الانتظار للتقرير النهائي للجنة الثلاثية الدولية المنعقدة علي ارضها حاليا ردود فعل غاضبة لدي خبراء المياه الذين اتهموا أديس ابابا بالتلاعب وخداعدول المصبطوال15 شهرا مضت هي عمر اللجنة الدولية, فيما قللالجانب الحكومي من إجراء تحويل المجري, حيث اكد الدكتور محمد بهاء الدين وزير الموارد المائية والري ان هناك سيناريوهات مصرية جاهزة للتعامل مع كل النتائج المتوقعة والمبنية علي التقرير الفني الذي سترفعه اللجنة الثلاثية خلال أيام. واتهم الدكتور علاء الظواهري أستاذ الهيدروليكا بهندسة القاهرة وعضو اللجنة الثلاثية لتقييم سد النهضة الحكومة الاثيوبية بخداع مصر واللجنة الثلاثية باعلانها تحويل مجري النيل الازرق الذي يمد مصر ب85% من حصتها المائية دون انتظار لتقرير اللجنة الثلاثية المنعقدة علي ارضها حاليا وهو ما يؤكد ان اديس ابابا لن تأخذ بتوصيات اللجنة التي تعمدت عدم تقديم دراسات تنفي تضرر مصر من السد بل طالبت بمد عمر اللجنة ثلاثة أشهر لكسب مزيد من الوقت. من جانبه, اكد الدكتور حسين العطفي وزير الري الأسبق أن القضية ليست في اعلان تحويل مجري النيل الأزرق ولكن في عدم التوافق مع اثيوبيا حول كيفية تلافي الأضرار السلبية للسد خاصة وانه سيؤثر علي قدرة السد العالي في انتاج الطاقة الكهرومائية بنسة تصل الي30 الي40%, فضلا عن نقص وارد مصر من المياه خلال سنوات ملء بحيرة سد النهضة والتي تصل الي73 مليار متر مكعب. من جانبه, اكد نصر الدين علام وزير الري الأسبق أن الاعلان المفاجئ لاثيوبيا يحمل في طياته نوايا سيئة لمصر لاستباقها تحويل المجري قبل صدور تقرير اللجنة الثلاثية الا ان ما يزيد من شكوكنا هو صمت المفاوض المصري التائهالذي اغري دولة مثل اثيوبيا ب المساس بامن مصر المائي. ومن جانبه قال الدكتور محمود ابو زيد رئيس المجلس العربي للمياه ووزير الري الأسبق: لابد ان يعي المفاوض المصري ان القضية ليست في سد النهضة فقط خاصة ان هناك4 سدود أخري تعتزم اثيوبيا انشاءها وهو ما يعني تحكمها في200 مليار متر مكعب من مياه حوض النيل في غضون عام2025. في غضون ذلك, أكد الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية والأراضي ان الخطورة الأكبر من تحويل مجري سد النهضة أنه مقام علي منحدر شديد الوعورة وبالتالي فإن إحتمالات إنهياره عالية للغاية ومعامل أمانه لا يزيد علي1.5 درجة مقارنة بمعامل أمان السد العالي الذي يصل إلي8 درجات. وقال: إنه في حالة إنهيارالسد فسوف يمحو مدينة الخرطوم من الوجود ويستمر دماره لجميع المدن التي تقع شمالها وصولا إلي السد العالي ومدينة أسوان. وطالب نورالدين القيادة السياسية بتبني فكرة فصل إدارة النيل الأبيض عن الازرق, وهو ما يعني أن إقامة أي سدود علي روافد النيل الازرق الذي يمد مصر والسودان ب85% من حصتهما المائية مقصورة علي خمس دول هي: مصر واثيوبيا والسودان وجنوب السودان واريتريا, دون دول النيل الأبيض التي وقعت علي اتفاقية عنتيبي دون أن تكون لها أي مصلحة من مياه النيل الأزرق. من جانبه, قال الدكتور هاني رسلان رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان مصر سوف تواجه مأزقا استراتيجيا لايستهان به في مدي زمني قصير لا يتجاوز عشر سنوات, ان لم تسارع الي تبني تحركات نشطة تستثمر فيها الموراد المتاحة الي حدها الاقصي. وانتقد رسلان موقف الحكومة المصرية المتجاهل لأزمة القاهرة مع دول حوض النيل بعد توقيع دول المصب علي اتفاقية عنتيبي لاعادة تقسيم مياه النيل.. مشيرا الي ان تصريحات الدكتور محمد بهاء الدين وزير الري تجاه سد النهضة واللجنة الثلاثية متناقضة ومضللة للرأي العام المصري لكونها تصب في اطار التهوين من اثار السد الاثيوبي رغم تحذير الدراسات العملية التي اجراها علماء المياه الدوليون والمصريين من اثارة الكارثية علي مصر.