صمت الحيرة.. والاندهاش مازال يسيطر علي أنا وصديقي النجم الهاديء. ونحن ننظر إلي ذلك الشوال الراقد أمامنا في الظلام في بلكونة صديقي.. وبداخله هذا الهيكل العظمي.. لإنسان!! وبعدين.. ما هو الحل؟! قالها صديقي وهو واقف بلا حركة أمام الشوال في الظلام.. سألته.. من أين جاء لك هذا الشوال؟! وما هي حكاية وجوده أمامنا الآن؟ وردد لي ما حدث نحن نقيم في هذه الشقة منذ أكثر من20 عاما.. وهي آخر دور في العمارة.. وأمام الشقة سطوح العمارة.. وبه حجرة كانت توجد في أسطح العمارات القديمة لكل شقة.. فهي حجرة الغسيل وتعتبر مخزنا لكل شقة في العمارة ولم تكن هناك إلا غرفة وحيدة تخص شقتي وهي مغلقة باستمرار وبداخلها بعض المنقولات والأخشاب.. وأشياء قديمة.. كتلك التي تحرص عليها الأسر المصرية بلا مبرر.. وتبقي في هذا المخزن بلا استعمال.. مع باقي الحجرات التي تخص باقي شقق العمارة.. المغلقة هي الأخري.. وتبقي بها هذه الأشياء بلا بيع أو التبرع بها. وأمس طلبت من الشغالة التي تحضر إلينا مرتين في الأسبوع أن تحاول تفريغ ما بهذه الحجرة.. وتأخذ هي منها ما ينفعها وترسل الباقي لمن يحتاجه من أقاربها ومعارفها.. وكانت زوجتي وابنتي في اجازة عند والدها وأسرتها لعدة أيام لمرض والدها.. فوجئت بالشغالة تنادي علي وهي تحمل هذا الشوال وهي في حالة من الفزع.. الذي انتقل إلي من هولها وخوفها وهي تقول بصمت مكتوم خوفا وفزعا.. الشوال فيه قتيل يا أستاذ.. عثرت عليه ملقي في الحجرة وسط الكراكيب.. وعندما أردت رفعه كان ثقيلا جدا.. وكأنه لا يريد أن يترك الغرفة.. وعندما نظرت بداخله.. وجدت جثة القتيل عظاما كاملة لإنسان فها هو الشوال بما فيه.. وأنا لن أستطيع أخد شيء وأنا مرعوبة.. واسمحلي بالانصراف.. ووضعت الشوال في البلكونة وهمت بالانصراف.. فأمسكت بها وقلت لها لا تخبري أحدا بهذا الشوال وما فيه.. حتي اتصرف فيه ولا تخبري زوجتي وابنتي أيضا حتي لا يصابوا بالهلع والخوف.. وانصرفت وهي تجري بطريقة غريبة من رعبها.. وخوفها.. وجلست أفكر منذ خروجها حتي الآن.. كيف اتصرف في هذا الهيكل العظمي.. وكيف وصل إلي حجرة الخزين؟! ولمن تكون هذه العظام؟!.. وتواردت أفكار كثيرة أرهبها ان هناك جريمة قتل.. وان هذه الجثة لقتيل وضعها القاتل في هذه الحجرة قبل أن نسكن في العمارة أو بعد ان سكنا فيها.. وعندما وصلت إلي كيفية التصرف ولم أجد وسيلة للخلاص.. استنجدت بك لتجد معي طريقة الخلاص.. والتصرف في هذه الجريمة.. قلت له بعد صمت محير.. علينا أن نبلغ الشرطة.. ونخبرهم بتخيلاتنا ونروي لهم القصة بكاملها.. وعليهم هم حل المشكلة!! وصاح صديقي الهادي في وجهي.. الشرطة.. أنت لا تعلم ما الذي سيحدث عند تدخل الشرطة في هذا الموضوع.. تحقيق.. ومعاينة.. وسين وجيم معي ومع الشغالة ومع أسرتي.. ومع سكان العمارة.. ثم تأتي تداعيات الموضوع عندما ينشر الخبر في الصحافة.. ومانشتات حمراء.. جريمة قتل في شقة الفنان الهادي فلان الفلاني.. والعثور علي هيكل عظمي للقتيل ان كان رجلا أو سيدة.. وعلاقة النجم بها أو به.. والبحث عن كل علاقاتي القديمة والجديدة وبعثرة بلا حدود لحياتي الشخصية والأسرية.. وهذا ما سوف يحدث.. وطبعا مع الشرطة الحق في كل ما تعمله وصولا لحل لغز الهيكل العظمي في منزل النجم الهادي. هذا ما سوف يحدث عندما نبلغ الشرطة.. قلت له.. طيب والحل؟! نظر إلي ثم بعد صمت قال.. أنا سوف أتصرف بطريقة أخري للخلاص من هذه الحادثة. ونظرت إليه.. في انتظار كيف سيتصرف في حل هذه الجثة والجريمة.. والهيكل الذي يرقد في الشوال في ظلام البلكونة! وإلي العدد القادم