حسنا يفعل السيد وزير الاعلام الأستاذ صلاح عبدالمقصود عندما يبدأ من الآن التخطيط للاحتفال بمرور ستين عاما علي انشاء اذاعة صوت العرب ومن أجل هذا الغرض أجتمع سيادته بكوكبة من قدامي نجوم هذه الاذاعة الرائدة في مجال توثيق الصلات, وتقوية الأواصر بين أبناء لغة الضاد وصاحبة السبق في رفع راية الاستقلال والتحرر لكل الشعوب التي كانت ترزخ تحت نير الاستعمار حيث كانت منبر المناضلين, وصوت المكافحين الذي هزم المحتل وجعله يضع عصاه علي كاهله ويرحل عن كل شبر من الأراضي والدول التي كان يحتلها, وما معركة صوت العرب ببعيدة عن الاذهان عندما حارب هذا الصوت الاستعمار الفرنسي في الجزائر مما أدي إلي العدوان الغاشم سنة1956 وكان أول ما فعله المعتدون هو شن الغارات علي أبراج ارسال الاذاعة المصرية في أبو زعبل ليكتم الصوت الذي أقلقه وأقض مضجعه, وكم أرجو ان يكون احتفالنا بصوت العرب في عيده الستيني احتفالا شامخا باذخا يذكر الامة العربية بما كانت عليه من وحدة وتوحد عندما كان صوت العرب يعبر عن أمانيها ويعكس طموحاتها في مستقبل مشرق, وغير مأمول, وأعود إلي ذكرياتي مع اذاعة صوت العرب منذ النشأة, وكيف انطلق هذا الصوت في يوليو1953 في حيز اذاعي لم يزد علي ثلاثين دقيقة يوميا أقتطعت من ارسال الاذاعة الام هنا القاهرة وأذكر هنا الرائد الاذاعي والأديب والشاعر صالح جودت الذي كان له السبق في تقديم هذه الثلاثين دقيقة يوميا, كان الرجل يرأس الشئون الأدبية في الاذاعة, وأوكل إليه أمر تقديم هذا البرنامج فتولاه بروح قوية وعزيمة صادقة وسريعا ما انضم إليه نجم نجوم صوت العرب الرائد الاذاعي أحمد سعيد, والذي علي يديه أصبحت صوت العرب قوة اذاعية لها بسطة نفوذ اعلامية أشعلت المشاعر وضاعفت العزائم ودعت شعوب الامة العربية إلي القيام من رقدتها لتطارد المستعمر الدخيل, وأزعم أن فكرة هذا الصوت كان صاحبها السيد فتحي الديب أحد الضباط الأحرار الذي كانت له يد طولي في مجال المخابرات العامة المصرية, وهو الذي سهل المهمة, وزود البرنامج بكثير من الأسرار والأخبار التي فضحت المستعمر, وأشعلت ضده نيران الغضب والثورة وسنة بعد سنة اتسعت دائرة بث هذا البرنامج لتصبح الثلاثون دقيقة المقتطعة من الاذاعة الام اذاعة قائمة بذاتها لها برامجها العديدة وكنائب مذيعها ومقدمي برامجها ولعلي أتذكر هنا رائدة اذاعية كانت لها سبق العمل في صوت العرب في أواخر خمسينيات القرن الماضي وهي الزميلة الفاضلة نادية توفيق أمد الله في عمرها فقد ربطت بينها وبين أبناء الامة العربية ببرنامج منوعات غنائي أطلقت عليه اسم مايطلبه العرب وكانت رسائل هذا البرنامج تأتي من أنحاء العالم العربي يحملها السعاة من دار البريد إلي الاذاعة في زكائب, وكل يطلب الاغنية المحببة له وجاءت كوكبة أخري من المذيعين أثرت المجال أذكر منهم إبراهيم مصباح وسعد زغلول نصار وأحمد حمزة وأمين بسيوني ونزاجي عباس ومحمد الخولي وكامل البيطار وعادل ماهر وعصمت فوزي التي قدمت برنامجا ربط أبناء مصر ممن يعملون في أنحاء البلدان العربية بأسرهم في مصر وهو برنامج ألف سلام ولمع في صوت العرب نجوم عديدة اضافة إلي من ذكرتهم مثل حلمي البلك ومحمد مرعي وحمدي الكنيسي وأمينة صبري ونجوي أبو النجا وبالطبع وجدي الحكيم وفؤاد فهمي وبهاء طاهر, وتفنن وجدي الحكيم في تقديم برنامج ليالي الشرق الذي تناوب الكثيرون علي تقديمه. وأذكر برنامجا جميلا ورائعا كان يقدمه عمنا حسن امام عمر علي مدي حوالي عشرين عاما وهو برنامج ثلاثة أيام في القاهرة حيث كان مسابقة أدبية وثقافية والفائز من البلدة العربية يستضيفه صوت العرب لمدة ثلاثة أيام في القاهرة يلتقي فيها من يحب من الأدباء والفنانين والشعراء وغيرهم وتسجل الزيارة وتذاع في صوت العرب, وكم أبلي صوت العرب أحسن البلاء في كل المعارك السياسية التي خاضتها الشعوب المقهورة ليس علي مستوي الشعوب العربية ولكن كل الشعوب التي ناضلت الاستعمار وأذكر ايضا تلك الجولات الميكروفونية لصوت العرب حيث كان شهريا يبعث بمجموعة من أبنائه إلي أنحاء العالم العربي ليلتفوا بنجوم الأدب والفن والغناء في البلدان العربية ويسجلون معهم سهرات جميلة تذاع بعد عودتهم وكم ربطت هذه الزيارات ووثقت أواصر المحبة والاخوة بين أبناء الامة العربية, وكم أود ان يعود صوت العرب إلي مثل هذه الزيارات, وان يكون همزة وصل ثقافية واجتماعية بين أبناء العروبة خاصة وان من يديره الآن اذاعي قدير هو ابننا عبدالرحمن رشاد, تحية لصوت العرب في عيده الستيني وشكرا لوزير الاعلام ان يلتقي بقدماء النجوم لنشهد احتفالا باذخا لهذه الاذاعة التي أدمت قلوب المستعمر ووثقت الصلات بين أبناء العروبة. رابط دائم :