فيما دانت مصر أمس العدوان الإسرائيلي علي سوريا معتبرة انه نتهاك للمبادئ والقوانين الدولية دعت الجامعة العربية مجلس الامن الي تحرك فوري لوقف الاعتداءات الاسرائيلية. ودعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس مجلس الامن الدولي الي التحرك الفوري من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية علي سوريا. وأدان العربي, في تصريح صحفي, عمليات القصف الاسرائيلية للأراضي السورية محذرا من التداعيات الخطيرة الناجمة عن تلك الاعتداءات العسكرية الاسرائيلية وطالب مجلس الأمن بالتحرك الفوري من أجل وقفها ومنع تكرارها. وفي دمشق اعتبرت الحكومة السورية أمس ان القصف الجوي الاسرائيلي علي مواقع عسكرية شمال غرب دمشق فجر أمس يفتح الباب علي جميع الاحتمالات, ويجعل من الوضع المعقد في المنطقة اكثر خطورة, وذلك في بيان اصدرته علي اثر اجتماع استثنائي. وجاء في البيان الذي تلاه وزير الاعلام عمران الزعبي ان حكومة الجمهورية العربية السورية تؤكد ان هذا العدوان يفتح الباب واسعا امام جميع الاحتمالات, وخاصة انه يكشف بما لا يدع مجالا للشك حجم الارتباط العضوي بين مكونات الحرب علي سوريا, في اشارة الي النزاع المستمر لاكثر من عامين. واعتبرت دمشق أمس ان القصف الجوي الاسرائيلي الذي طاول ثلاثة مواقع عسكرية في شمال غرب دمشق فجر أمس, دليل علي التنسيق بين اسرائيل والمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد, وحتي مع عناصر جبهة النصرة التي بايعت تنظيم القاعدة. وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين بعثت بهما الي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الامن ان هذا العدوان الاسرائيلي السافر يأتي تأكيدا علي التنسيق بين اسرائيل والمجموعات الارهابية والتكفيريين التابعين لجبهة النصرة, احدي اذرع القاعدة, بحسب النص الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية السورية( سانا). ووصف مسئول سوري الهجوم الإسرائيلي بأنه بمثابة إعلان حرب من جانب إسرائيل. وفي مقابلة مع محطة سي إن إن الإخبارية الأمريكية قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أمس إن هذا الهجوم يعد دليلا جديدا علي التحالف الذي يجمع بين إرهابيين إسلاميين وإسرائيل. وتابع المقداد حديثه قائلا إن بلاده ستنتقم من إسرائيل في الوقت الذي تراه مناسبا. من ناحيتهما, طالبت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين أمس الدول العربية وإيران بالتدخل العاجل وتحمل المسئولية لحقن الدماء في سوريا, والخروج من الأزمة هناك بحل سلمي يحقق خيارات الشعب السوري في الحرية. ودعا الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس الدول العربية إلي الوقوف بشكل موحد ضد العدوان الإسرائيلي علي سوريا. وأضاف الزهار- في تصريحات خلال مؤتمر عقد أمس في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة في ذكري النكبة الفلسطينية- أن إسرائيل أغارت علي العديد من الدول العربية, مشيرا إلي قصفها العراق وفلسطين وسوريا ولبنان والأردن. ومن جانبها أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, العدوان الإسرائيلي علي سوريا فجر امس الأول وما سبقه من عدوان. بينما يري محللون ان الغارات الاسرائيلية علي مشارف دمشق تبعث رسالة واضحة الي ايران وسوريا بانها لن تسمح بوصول أي شحنات اسلحة الي حزب الله اللبناني, مقللين من المخاوف من ان تؤدي هذه الغارات الي رد فعل واسع. وفي لندن أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس ان الغارات الجوية التي يبدو ان اسرائيل شنتها علي سوريا علي حد قوله تظهر ان السلام في المنطقة باكملها مهدد ويظهر ضرورة رفع الحظر علي إرسال الاسلحة الي المسلحين السوريين. واضاف ولكن ما استطيع ان اقوله هو ان هذه الاحداث وغيرها من الاحداث التي وقعت في الايام القليلة الماضية تظهر ازدياد الخطر علي السلام في المنطقة باكملها بسبب زيادة التدهور في الازمة السورية. وتابع لبنان مهدد باستمرار بزعزعة استقراره, ومع تدفق اعداد هائلة من اللاجئين عبر الحدود فان الاردن يتعرض لضغوط كبيرة.. واسرائيل اوضحت انها ستتحرك اذا اعتقدت انه يتم نقل انظمة اسلحة مهمة الي حزب الله. وقال هيغ ان اسرائيل ستتحرك لحماية امنها القومي وعلينا احترام ذلك. وفي فيينا اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية الكسندر شالنبرج أمس ان النمسا تعارض الاقتراح المقدم خصوصا من بريطانيا, بان يرفع الاتحاد الاوروبي الحظر المفروض علي شحنات الاسلحة الي مسلحي المعارضة السورية. وابلغ وزير الخارجية النمساوي مايكل سبيدليجر هذا الموقف أمس لوزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني الموجودة في النمسا لتدشين نصب جديد في معتقل ماوتهاوسن النازي قرب فيينا. وقال مايكل سبيدليجر لتسيبي ليفني بحسب ما اعلن المتحدث لا علاقة بين مسالة حظر تقديم السلاح الي المسلحين السوريين المعارضين وبين الغارات الجوية الاسرائيلية في سوريا. علي العكس, ذلك يظهر ان هناك الكثير من الاسلحة في سوريا. وكان وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند اعتبر أمس في تصريح للبي بي سي ان الغارات الاسرائيلية تدل علي الخطر المتنامي علي السلام وبالتالي فان الحظر الاوروبي علي شحنات الاسلحة الي المسلحين السوريين المعارضين ينبغي رفعه. واضافة الي بريطانيا, فان فرنسا تؤيد ايضا اعادة النظر في الحظر علي الاسلحة في حين تبقي المانيا والنمسا معارضتين لذلك. من جانبه استنكر تجمع جبهة العمل المقاوم في لبنان الاعتداء الاسرائيلي علي دمشق, محملا مسؤوليته للفتاوي التي تنادي بالتدخل الأمريكي والاسرائيلي في البلاد العربية قبل أن تتحمل مسؤوليته إسرائيل والدول الغربية التي تكيد للأمة المكائد وتسعي لزرع الفتنة بين أبناء المنطقة. رابط دائم :