لم يقدم العامري فاروق طيلة8 أشهر سوي ما يحقق لوزير الرياضة البقاء فقط في دائرة الأضواء ويلبي هواياته.. وبرغم وصوله إلي عالم يعد تركة ثقيلة جدا كانت من أهم أدوات الدعاية للنظام السابق ورئيسه المخلوع حسني مبارك ووسيلة دعائية للترويج إلي ملف التوريث قبل الثورة لجمال مبارك. العامري فاروق كان له قرار واحد فقط لم يستطع تنفيذه عندما أتي إلي منصبه أعلن عن عودة النشاط الكروي ومسابقة الدوري الممتاز لموسم2013/2012 في سبتمبر الماضي, وحدد مطلع أكتوبر موعدا لاستئناف المنافسات.. وهو الاختبار الحقيقي الوحيد لوزير الرياضة.. وخسره باكتساح عندما رفضت رابطة ألتراس أهلاوي إقامة البطولة المحلية قبل صدور أحكام قضية مذبحة ستاد بورسعيد.. واضطر اتحاد الكرة لإهمال وزير الرياضة, خاصة بعد تأكيد وزارة الداخلية استئناف النشاط في العام الماضي وسط هذه الأجواء المتوترة ليتم تأجيل الدوري حتي عاد في الثاني من فبراير2013, وهي عودة لا دخل فيها لوزير الرياضة.. فأتت بعد صدور أحكام الإعدام في26 يناير وإعلان الجماهير قبولها لعودة الدوري الممتاز من جديد. والمثير أن وزير الرياضة لم يفتح فمه عندما أعلن استئناف النشاط في أكتوبر ورفضت قيادات بالحزب الحاكم قراره لخطورته علي الأمن العام.. وحاول الترويج منذ فبراير الماضي لدوره الكبير في عودة الحياة الرياضية بتعليمات من رئيس مجلس الوزراء. وبعد الفشل في الاختبار الحقيقي ننتقل إلي المهام التي يعتبرها العامري فاروق انجازات له.. ففي مساء يوم الجمعة الماضي كانت آخر أنشطة وزير الرياضة هي احتفاله ب يوم اليتيم, وهي لفتة إنسانية لا تحسب عليه.. وقبل الاحتفال بعيد اليتيم, حدث ولا حرج عن زيارات العامري فاروق للشو فقط التي لا تحمل فكر يقدمه الرجل.. فهو من أشهد العالمين بأزمة نادي الزمالك المالية منذ عدة سنوات ولديه تفاصيل دقيقة عن مشكلة التمويل وإهدار المال أيضا في صفقات الكرة فقط.. ولم يحاول العامري فاروق التحدث مثلا عن رؤية لإنقاذ النادي الجيزاوي الكبير, وعندما ارتبط اسمه بالقلعة البيضاء, كان الأمر يرتبط بالشو فقط عند تلبية دعوة ممدوح عباش رئيس النادي لحضور حفل افتتاح صالة جيم في الزمالك.. والمؤسف أن وزير الرياضة اصطحب آلته الإعلامية لتغطية الحدث ضمن أهم أنشطته ولم يتحدث مطلقا عن كيفية مساعدة النادي أو النهوض بالخدمات المقدمة إلي أعضاء الجمعية العمومية, والمؤسف أيضا حضور وزير الرياضة لحفل افتتاح جيم كانت سببا في سخرية لاعب الكرة أحمد حسام ميدو من الواقعة وكتب عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر: الأهلي يفتتحفرعه الثالث في أكتوبر.. وميلودي مان يفتتح صالة جيم في النادي. ولا أحد ينسي لوزير الرياضة سفره إلي محافظة أسوان في الوقت الذي كانت مصر كلها تنتظر أحكام قضية مجزرة بورسعيد التي بسببها توقفت الكرة لنحو عام لافتتاح منشآت رياضية في النادي الصعيدي.. وكان حصاد رحلته هناك والصور التذكارية دون التطرق لأسباب غياب أندية الصعيد الشعبية, وفي مقدمتها أسوان, عن المشاركة في بطولة الدوري الممتاز منذ سنوات طويلة.. ولم يتطرق مطلقا إلي تداعيات الأحكام الصادرة في مجزرة بورسعيد والدماء التي سالت هناك. بل المثير في الأمر, أن وزير الرياضة تذكر فجأة أن هناك ناديا بورسعيديا جماهيريا تضرر كثيرا من أحداث ستاد بورسعيد, وهو نادي المريخ الذي يملك فريق كرة في دوري القسم الثاني.. ولم يهتم العامري فاروق مطلقا بوجود أزمة مالية طاحنة يعاني منها المريخ بسبب إجباره علي خوض جميع مبارياته خارج المحافظة.. وظهر الدعم المالي وقدره100 ألف جنيه مقدمة من العامري فاروق إلي نادي المريخ إلا عندما تدهورت علاقته مع رابطة ألتراس أهلاوي وقيامها بالهجوم عليه العامري فاروق اصطحب أصدقاءه في الأندية لحضور لقاء الدكتور مرسي رئيس الجمهورية مع الرياضيين وكان الغرض الرئيسي منه هو انتزاع ضوء أخضر من القيادة السياسية لإلغاء بند الثماني سنوات حتي يتسني لحسن حمدي رئيس النادي الأهلي واستاذه الأول خوض انتخابات النادي الأهلي. وشهد اللقاء شجاعة منطقة النظير من الملاكم الاوليمبي محمد الباز الذي أكد لرئيس الجمهورية ان الرياضة المصرية تعاني من سوء إدارة وغياب الرعاية للابطال الرياضيين والمواهب.. في وقت كانت باقي الكلمات عبارة عن مطالب فئوية مثل طلب حسن حمدي تطبيق الميثاق الاوليمبي وكذلك طلب ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك إلغاء الضرائب التي تمثل كما كبيرا من ديون ناديه بخلاف طلبات اصدقاء العامري فاروق من رئيس الجمهورية الابقاء عليه في منصب وزير الرياضة حتي نهاية فترته الرئاسية عام.2016 ومن انشطة وزير الرياضة ايضا ذهابه إلي الإسكندرية لافتتاح صالة مغطاة في النادي الاوليمبي بناء علي دعوة طارق السيد رئيس أحد اقدم الاندية المصرية.. وخلاله ثارت الإسكندرية ضد وزير الرياضة لانشغاله بافتتاح صالة مغطاة في وقت يشتعل النادي الجماهيري الأول في المحافظة وهو الاتحاد السكندري بسبب الانشقاق داخل مجلس الإدارة وظهور استقالات بالجملة وانهيار لفريق الكرة واتهامات بالتمرد.. ولم يحاول العامري فاروق عقد جلسة استماع في زيارته لمجلس عفت السادات لرأب الصدع.. وعندما عاد إلي القاهرة ووجد تشويها في رحلته إلي الإسكندرية لم يحاول البحث عن حلول حقيقية ولجأ إلي تقديم ما لا يملك وهو المال العام بإعلانه عن تقديم دعم مالي للاتحاد السكندري لتصل الأزمة إلي استقالة رئيس النادي واقتراب تعيين لجنة مؤقتة والمثير أن وزير الرياضة يقدم الملايين لاندية يفترض انها تمارس العمل الاحترافي والاستثماري عبر قطاع كرة قدم وتصل ايراداتها إلي ارقام ضخمة من وراء حقوق الرعاية والبث الفضائي وشراء وبيع اللاعبين. لكن هذه الملفات خارج حسابات وزير الرياضة الذي يري في افتتاح منشآت الاندية وكذلك حضور مباريات الكرة مع النادي الأهلي الي شغل منصب عضو مجلس الإدارة به12 عاما كاملا هي المهمة الترويجية له فهو علي سبيل المثال لم يدخر جهدا في الانتقال إلي نادي بنها لافتتاح صالة لديه..وكذلك سافر إلي محافظتي الدقهلية والغربية في اندية المنصورة والمحلة للسبب نفسه ووجود في لقاء الأهلي مع إنبي في كأس السوبر المصري في برج العرب العام الماضي مناسيا وعده لأهالي الشهداء من جماهير الأهلي قبل وصول لمنصب الوزاري بانه لا نشاط قبل القصاص ووقتها انقذ مديرية أمن الإسكندرية المحافظة من كارثة بعد اعتراض الالاف علي إقامة مباراة السوبر في برج العرب. ووجود العامري فاروق في تونس نوفمبر الماضي تحت مسمي توقيع بروتوكول تعاون رياضي مع طارق دياب وزير الرياضة التونسي لم تظهر له أي ملامح حتي الآن لكن في حقيقة الأمر كان الهدف هو دعم فريق الكرة الأول بالأهلي عند ملاقاة الترجي التونسي في إياب الدور النهائي لدوري ابطال إفريقيا والاحتفال بعد اللقاء بفوز الأهلي1/2 والتتويج بطلا للبطولة. ووجود وزير الرياضة برفقة الأهلي ايضا في ستاد برج العرب عند ملاقاة ليوبار الكونغولي علي لقب بطل كأس السوبر الافريقي التي فاز فيها الأهلي ايضا1/2 واحتفل العامري فاروق برفقة حسن حمدي واللاعبين باحراز القب القاري برغم رفض وزير الرياضة التقليل من دعمه للفرق الرياضية والسخرية من حضوره المباريات والسفر خارج مصر واعتباره لها مهمة عمل إلا إنه لم يحاول المساواة بين الأهلي في تونس والآن في بنزرت ومنتخب الشباب في الجزائر عندما خاض الاخير منافسات كأس الأمم الإفريقية الماضية ولم يسافر لدعم الفريق واكتفي تقديم التهاني بعد كل فوز وسط ذهول له ولمصر كلها مما يقدمه منتخب الشباب في البطولة حتي عندما تأهل إلي نهائي البطولة ليواجه غانا لم تكن هناك ثقة في حصوله علي اللقب, لكن بعد التتويج اصبح ربيع ياسين ولاعبيه مدللين لوزير الرياضة الذي ذهب إلي مطار القاهرة لاستقبالهم هناك واضافة انجازهم إلي خريطة انجازاته التي يحاول تقديمها إلي النظام الحاكم, والاغرب أن يرأس الوزير وفدا إلي انجلترا لحضور ندوة حول أمن الملاعب وكان الأولي أ يرسل أي كادر من الوزارة أو حتي اتحاد كرة القدم. محمد أبوالعينين رابط دائم :