في خطوة لتخفيض أسعار الدواجن واللحوم أعلنت وزارة المالية أخيرا عن إلغاء الرسوم الجمركية علي الأعلاف الحيوانية والتقاوي والبذور التي كانت تخضع لفئة ال5 %. مع خفض الجمارك علي المادة المصنعة لحضانات التفريخ اللازمة لإنتاج الدواجن من30% إلي10% فقط و إعفاء حبوب السرغوم اللازمة لتنمية الثروة الحيوانية من الجمارك. ويري البعض أن هذه القرارات من شأنها القضاء علي أزمة الخبز بشكل كبير بعد وقف استخدامه كعلف للماشية مع خفض أسعار الدواجن واللحوم الحمراء التي يري الخبراء أن العلف هو السبب الأول دوما في زيادة أسعارها. في البداية يؤكد سيد الظاهر مستورد لحوم, أن الغاء الرسوم الجمركية علي الأعلاف والتقاوي و البذور سيؤدي بلاشك إلي انخفاض أسعار الدواجن واللحوم الحمراء لأن الأعلاف هي جزء رئيسي من منظومة صناعة الدواجن واللحوم. ويوضح أن اللحوم المجمدة يتم تحصيل رسوم جمركية عليها تصل نسبتها إلي35%, داعيا إلي ضرورة سرعة تطبيق قرار الالغاء لأنها ستكون في صالح المواطن المصري في النهاية. ويؤكد أحمد طارق سكرتير عام رابطة مستوردي اللحوم- أن قرار الغاء الجمارك علي الأعلاف والتقاوي و البذور سيؤدي إلي انخفاض أسعار الدواجن و اللحوم الحمراء, لافتا إلي أن ذلك سيقضي علي ظاهرة منتشرة جدا بين المزارعين, خاصة في محافظات الصعيد وهي ذبح الماشية البتلو الصغيرة التي لا يتعدي عمرها3 أشهر بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف. ويدعو طارق وزارة الزراعة إلي إحياء مشروع البتلو الذي سيقضي علي كثير من المشكلات المتعلقة بالبيطريين, لافتا إلي أن إحياء المشروع يجب ألا يكون من خلال اقراض المزارعين لأنهم سيقومون بصرف قيمة القرض في أمور أخري, كما أن احياء هذا المشروع سيعمل علي استغلال المحطات الزراعية المعطلة التابعة لمركز البحوث الزراعية والمزارع غير المستغلة علي مستوي الجمهورية. ويضيف أحمد طارق أن مصر تستورد250 ألف طن سنويا من اللحوم الحمراء بخلاف الدواجن والكبدة والكلاوي وغيرها من أنواع اللحوم, مشيرا إلي أن قرار إلغاء الجمارك سيؤدي الي توفر اللحوم الحمراء و البيضاء بكميات كافية. ويقول دكتور نبيل درويش رئيس اتحاد منتجي الدواجن: إنه لا توجد جمارك علي الأعلاف الحيوانية المستوردة بل تفرض رسوم جمركية علي مستلزمات الأعلاف من صويا وذرة صفراء ومواد كيماوية, وأن الرسوم الإدارية علي الذرة الصفراء لا تتعدي ال1%, لذا فإن أسعار الأعلاف قد لا تتأثر بأي شيء, مشيرا إلي أن اتحاد منتجي الدواجن طالب كثيرا المسئولين بوزارة الزراعة بإلغاء الرسوم الجمركية علي المواد الكيماوية التي تدخل في صناعة الدواجن كالميثايونين واللايسين والتي تصل إلي10% ولكنهم لم يستجيبوا. ويشير إلي أن الرسوم الجمركية لا تؤثر في الأسعار لأن الأعلاف تمثل65% من سعر تكلفة كيلو اللحم, وطن العلف75% منه مكون مستورد و25% مكون محلي, ونظرا لارتفاع الأسعار في الدول المصدرة يرتفع سعر كيلو اللحوم البيضاء في السوق المصرية, مضيفا أن تفشي الأمراض بين الدواجن ونقص الوقود يعتبران من أهم الأسباب في زيادة الأسعار لعدم توافر التدفئة داخل المزارع بخلاف الانفلات الأمني وسرقة المزارع. ويقول دكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية إنه لا توجد رسوم جمركية علي الذرة والصويا وهما مكون أساسي للعلف الحيواني ولهما مثيل محلي,بل هناك عوامل أخري تتحكم في الأسعار سواء بالزيادة أو النقصان كسعر الدولار الذي دفع المستوردين إلي شراء مستلزمات الأعلاف من السوق السوداء لعدم توافرها. ويلفت إلي أن سعر طن العلف ارتفع إلي4.200 مقابل3.400 جنيه وطن الصويا وصل سعره إلي4.600 برغم إن سعره الثابت كان3.700 وطن الذرة الصفراء2.650 مقابل1.950, مؤكدا أن حل مشكلة ارتفاع الأسعار يكمن في استيراد أعلاف بنفس مواصفات الجودة المصرية. ويقول دكتور خالد منصور رئيس قطاع التنمية للثروة الحيوانية والداجنة: إن الأسعار لن تتأثر, وإن هناك مشكلة اخري يواجهها قطاع المنتجين وهي توفير الذرة الصفراء حيث يتم استيراد كميات كبيرة من الخارج كل عام, خاصة مع دخول الحبوب في إنتاج الوقود الحيوي( البايوجاز), موضحا ان سعر الذرة يتوقف علي السعر العالمي للدولار وبالتالي فكرت وزارة الزراعة في الاكتفاء الذاتي من الذرة الصفراء لتقلل من حجم الاستيراد. وأضاف أن قطاع منتجي الدواجن ابدوا استعدادهم لشراء اي كميات ذرة يتم إنتاجها في مصر حيث تم الاتفاق علي صورة تعاقدية بشروط وأسعار ترضي الطرفين المزارعين والمنتجين من خلال وزارة الزراعة ممثلة في الجمعيات التعاونية حتي تكون الوزارة حلقة الوصل بينهم, مشيرا إلي أن فائدة التعاقد ستعود علي مستقبل الثروة الداجنة في مصر بأنه سيكون هناك سعر ثابت للذرة في مصر بغض النظر عن اي تقلبات في سعر الدولار وتلافي أي تغيرات مناخية تؤثر علي كمية الذرة المزروعة في الدول الخارجية. رابط دائم :