وتمضي الأيام ويتبقي وقت قليل علي تحقيق آمال أهالي أسوان ووادي حلفا في مصر والسودان, لتحطيم الحدود المصطنعة بين شعبي وادي النيل, بعد أن اقترب موعد افتتاح طريق قسطل أشكيت في شرق بحيرة ناصر والمحدد له الشهر المقبل, فمنذ شهر تقريبا كان وزير النقل واللواء مصطفي السيد محافظ أسوان قد قاما بتفقد طريق قسطل والمنشأت الحدودية التي تقام عليه, وأعلنا عن مولد إنجاز جديد يضاف للقيادة السياسية, علي الرغم من الظروف السيئة التي تحيط بالبلاد ويأتي افتتاح الطريق الاستراتيجي في إطار الرغبة الحكومية والشعبية للبلدين, لتيسير حركة انتقال المواطنين, وتوسيع حركة التبادل التجاري بينهما, بما يخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكامل المنشود ومن أجل تفعيل بروتوكول التعاون في مجال النقل البري والركاب الموقع في فبراير الماضي بين البلدين الشقيقين, عقدت لجنة المنافذ الحدودية المصرية السودانية اجتماعا بمدينة أبو سمبل السياحية بحضور السفير محمد السيد عباس المشرف علي قطاع التعاون العربي والإفريقي بوزارة التخطيط والتعاون الدولي بمصر عن الجانب المصري, والسفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية بجمهورية السودان عن الجانب السوداني وبمشاركة نحو50 شخصية من المستشارين والمختصين في المجالات المختلفة بمصر والسودان لعرض ومناقشة كافة أوجه التعاون والتبادل التجاري بين البلدين وعلق عدد من المواطنين المصرين علي هذا الحدث العام ووصفوه بأنه نقلة تاريخية ستفتح أبواب الخير بين مصر والسودان, وقال محمد صبري سرور من أبناء أسوان والنوبة إن وجود الطريق البري بين وادي حلف وأسوان سيكون هو معبر مصر للانفتاح علي الدول الإ فريقية الشقيقة التي طالما أهملتها الأنظمة السابقة, وأضاف قائلا إن الطريق الشرقي وقرب الانتهاء من الطريق الغربي سيعيد أمجاد التكامل التجاري والزراعي بين أسوان وشمال السودان, في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط مابين أهالي المنطقتين. وأكد أبو بكر محيي الدين أمين حزب البناء والتنمية بأسوان أن افتتاح هذا الشريان, فأل طيب بالنسبة لتقوية العلاقات الإفريقية المصرية, كما أنه سيعمل علي تنمية الحركة التجارية بين السودان ومصر وسيكون هو النواة الحقيقية لتنمية جنوب السد العالي, فصلة الرحم التي تربط أسوان والنوبة والسودان والموروثات الثقافية بين البلدين ستكون عاملا مهما لكي تكون منطقتي أسوان ووادي حلفا منارة تجارية وعلمية بوجود جامعتي أسوان ودنقلة وأشار إمبارك علي رئيس مدينة أبو سمبل السياحية إلي أن أعمال لجنة المنافذ الحدودية تضمنت معاينة مباني ومنشآت منفذ أشكيت قسطل في الجانبيين المصري والسوداني, لافتا إلي أن اللجنة أعربت عن تقديرها للأعمال الإنشائية في الجانب المصري التي تضمنت إقامة منشآت ومباني خدمية وإدارية ليصبح المنفذ جاهزا للتشغيل اعتبارا من الشهر القادم, في الوقت الذي وعد فيه الجانب السوداني باستكمال الإنشاءات الأخري في أقرب وقت ليتسني تشغيلها أيضا في نفس التوقيت. وأضاف رئيس المدينة أن اللجنة قامت أيضا بمعاينة منفذ أرقين البري الغربي والطريق المؤدي إليه حيث تعهد الجانب المصري بالانتهاء من أعمال رصف هذا الطريق نهاية العام الحالي, وهو الطريق الذي يبدأ من مدخل مدينة أبو سمبل وينتهي عند حدود أرقين المصرية, فيما تعهد الجانب السوداني بالانتهاء من رصف هذا الطريق من أرقين إلي دنقله في السودان مع نهاية شهر مايو المقبل, أوضح أن الجانبين اتفقا أيضا علي عقد اجتماع في أقرب وقت بين مسئولي المرور في مصر والسودان, لبحث ودراسة تفاصيل وترتيبات العمل في المنفذين وكذا المستندات المطلوبة للمرور من خلالهما سواء بالنسبة لسيارات الركاب أو نقل البضائع, كما وافق الجانب السوداني علي نقل أي حالات مرضية حرجة من الجانبين إلي مستشفي وادي حلفا, نظرا لقربه من منفذ أشكيت قسطل, وأكد رئيس المدينة أن تشغيل الطريق البري سيثري مدينة أبو سمبل وسيجعل منها منطقة تجارية حرة تقوم علي تعدد الأنشطة بدلا من الاعتماد علي دخل السياحة فقط. رابط دائم :