وعلي طاقة المشاهد الذي لا تمكنه قدرته الاستيعابية علي مشاهدة كل هذا الكم من الأعمال وإن تفرغ لها تماما وعلي العكس من ذلك قد نواجه هذا العام بسبب التأثير غير المباشر لما فعله صناع الدارما التليفزيونية العام المنقضي. عاما دراميا شديد الفقر لابتعاد العديد من الجهات المنتجة عن الإنتاج ويأتي في مقدمتها جهات الإنتاج الحكومية بمؤسساتها الثلاث قطاع الإنتاج, مدينة الإنتاج وصوت القاهرة ويري بعض صناع الدراما أن الموسم الدرامي هذا العام سوف يكون شديد الفقر والبعض الآخر يري أنه عام درامي كارثي. ويؤكد الكاتب محفوظ عبد الرحمن أننا بصدد مشهد درامي شديد الفقر ويرجع ذلك للقنوات الفضائية التي لا ترغب بشكل كبير في الدراما وقال الموقف السياسي الراهن ألقي بظلاله علي الفضائيات وجعلها تلهث وبقوة ناحية البرامج السياسية وبرامج التوك شو ويري عبد الرحمن أن حل أزمة الدراما لابد وأن يتحمله تليفزيون الدولة وهو للأسف متعسر بشكل كبير فقطاع الإنتاج الذي كان أكثر الجهات تعبيرا عن الدراما لا يستطيع عمل مسلسل وصوت القاهرة تحاول إنتاج ثلاثة أو أربعة أعمال بينما المدينة تحلم بعمل عشرة أعمال من أرباح تأجير أستديوهاتها وكل هؤلاء ينسون أن الدراما كانت مصدر دخل هائل لمصر وكانت تمثل القوة الناعمة لمصر. وهذا ما قاله السينارست فيصل ندا الذي أكد أن الموسم الدرامي هذا العام سيكون فقيرا جدا وأن المنتجين سيبتعدون عن الإنتاج بسبب الخسارة التي لحقت بهم في العام الماضي معربا عن أسفه الشديد لهذا لأن ذلك سيفتح بابا للدراما التركية علي مصراعيه و وصفها بأنها سرطان تفشي في الأمة العربية وارجع تفشي هذا السرطان للسياسة الخاطئة التي يتبعها الإنتاج الدرامي في مصر بتقديم صورة سيئة عن مصر في الدراما وتسليط الضوء علي القبيح وبؤر الفساد والمشاكل وقال تركيا بها مشاكل وأماكن أقبح مما لدينا ولكنهم يسلطون الضوء علي الأماكن الخلابة ويرتكزون علي موضوعات رومانسية تمس المشاعر المصرية التي نفتقدها وسط الزحام الشديد والصراع في لقمة العيش. ومن جانبه أكد محسن الجلاد أن الإنتاج سيكون ضعيفا ولكن يتمني أن يقابله إنتاج متميز أفضل مما أنتج في العام الماضي وقال لا يهمني الكم الدرامي المعروض لأن المشاهد يبحث دائما عن الجيد من الأعمال وإن كان عملا أو عملين وأكد أن حالة الكساد في الإنتاج سببها أن المحطات الفضائية لم تسدد للمنتجين ما عليها من مستحقات لهم ولهذا فالمنتج لا يجد أموالا لينتج بها أعمالا جديدة. ويؤكد السينارست فتحي الجندي أن الأمل مازال موجودا مؤكدا أنه علي أي ظرف عدد الأعمال المنتجة سيكون قليلا ولن يقترب منه إلا الذين ضمنوا التسويق مثل الفنان عادل إمام أو الذين بدأوا بالفعل إنتاجا من العام الماضي ثم توقفوا عن الإنتاج وقال الجندي من المؤكد هذا الكم الضعيف في الإنتاج الدرامي سيفتح الباب علي مصراعيه للدراما التركية والهندية أيضا وقال للأسف المنتجون يخشون الإنتاج بسبب الظروف السياسية غير المستقرة وما يحزنني هو خروج8 مليارات جنيه من مصر لاستثماراتهم في الخليج وأخشي أن تهاجر طيورنا كلها من مصر بسبب لعبة سياسية غيرحكيمة أثرت في أرزاقنا جميعا. من جانبه يري السينارست وليد كمال أن الغالبية العظمي هذا العام ستكون للأعمال الكوميدية وأعمال الست كوم لأن صناع الدراما يدركون جيدا الظرف السياسي الذي أثر علي الناس ويرون أنهم بحاجة إلي أعمال بعيدة عن الدراما الاجتماعية التي تحمل موضوعات ثقيلة ويحتاجون إلي نوع من الترفيه خاصة في شهر رمضان الذي تعودنا فيه علي مشاهدة أعمال بعينها من سنوات فائتة ليست شديدة الدسامة كما رأينا في السنوات المنقضية وأكد كمال أنه مازال يملؤه التفاؤل ويظن أن صناع الدراما كثير منهم قد يبدأ التصوير شهر مارس كما فعل الكثير منهم العام الماضي خاصة وأن هناك صناعا للدراما شغلتهم الإنتاج الدرامي لا يعرفون غيره.