شهد الطريق الزراعي صباح أمس حادثا مأساويا حيث لقي10 أشخاص مصرعهم وأصيب26 آخرون في تصادم مروع بين8 سيارات نقل و4 أجرة وملاكي امام قرية أبوالجود بأبوحمص وذلك بسبب الشبورة المائية الكثيفة وانعدام الرؤية. وقع الحادث في الساعة السابعة صباحا عندما اختلت عجلة القيادة في يد سائق السيارة115727 نقل غربية بمقطورة رقم52450 مما ادي إلي انقلابها بنهر الطريق, وتوقفت السيارات القادمة من الخلف الا أن سيارة نقل أخري محملة بالرمال كانت تسير بسرعة زائدة ونظرا لكثافة الشبورة المائية لم يتمكن قائدها من رؤية السيارات المتوقفة فاطاح ب4 سيارات أجرة هي4512 و5841 و5980 و7024 وجميعها أجرة بحيرة ميكروباص كانت تقل موظفين وعاملين من شبراخيت وإيتاي البارود والرحمانية في طريقهم لمقار أعمالهم بالاسكندرية وتوالي اصطدام السيارات15138/17409 نقل بمقطورة غربية و20807 نقل دقهلية و413236 ملاكي الاسكندرية و80550 نقل بحيرة و68/1991 نقل سوهاج و151947/156454 نقل غربية و33319 نقل منوفية مما أسفر عن مصرع10 أشخاص من بينهم3 شرطيين بمديرية أمن الاسكندرية وإصابة26 آخرين بعضهم في حالات خطرة. انتقل اللواء مجدي أبوقمر مدير أمن البحيرة والعميد محمد بدراوي مدير المباحث إلي موقع الحادث كما هرعت سيارات الاسعاف لنقل المصابين والضحايا. شهد موقع الحادث ملحمة من الاهالي ومستقلي السيارات الذين نزلوا لنجدة المصابين حيث واجهوا صعوبة بالغة في انقاذ ركاب سيارة ميكروباص بعد انقلاب مقطورة السيارة النقل الطائشة والمحملة بالرمال علي الجزء الخلفي لها حيث استعانوا بأحد الحفارات الذي تصادف سيره في الاتجاه المقابل وقاموا باستخدامه في كسر باب السيارة وانقاذ من كان بداخلها بعد بقائهم لأكثر من20 دقيقة بداخلها فيما غطت الدماء أسفلت الطريق وتطايرت بعض أشلاء الضحايا في مشهد مأساوي للغاية. تسبب الحادث في شلل الحركة المرورية علي الطريق الزراعي تماما حيث اصطفت السيارات في طابور طويل تعدي طوله أكثر من10 كيلومترات. الناجون يروون تفاصيل الحادث وداخل معهد دمنهور الطبي وعلي أحد الاسرة يرقد خالد جمال عبدالناصر25 سنة فيقول: شاء القدر أن أكون ضمن الضحايا حيث ركبت السيارة المنكوبة من موقف ايتاي البارود متجها إلي مستشفي الشرطة بالاسكندرية حيث اعمل ممرضا بها مشيرا إلي الشبورة الكثيفة التي كادت تحجب الرؤية تماما صباح امس ويوضح انه سمع صوت ارتطام قوي نتيجة اصطدام السيارة بسيارتهم الأجرة وبعد ذلك غاب عن الوعي ولم يدر بنفسه الا وهو داخل معهد دمنهور الطبي. ويقول وليد صلاح عبدالعزيز18 سنة مبيض محارة أصغر المصابين والمقيم بعزبة الجمل بايتاي البارود. خرجت مع7 من أبناء العزبة مبكرا متجهين إلي ايتاي البارود ومن هناك ركبنا السيارة الاجرة متجهين إلي الاسكندرية ومنها إلي الساحل الشمالي للعمل في احدي القري السياحية وعندما اقتربنا من مركز أبوحمص اكتشفنا انقلاب سيارة نقل بنهر الطريق أمامنا فتوقفت سيارتنا الميكروباص وما هي الا لحظات حتي فوجئنا بمقطورة سيارة نقل محملة بالرمال تنقلب علي الجزء الخلفي بينما تسربت حمولة الرمال إلي ركاب باقي المقاعد. تنهمر الدموع من عيون وليد وهو يقول ظللنا لاكثر من20 دقيقة في ظلام دامس والجميع يصرخ طلبا للنجدة موضحا أن قدمه انحشرت بين ركام السيارة ولم يستطع التحرك حتي تمكن الاهالي من نجدته. أما اسماعيل محمد طاهر30 سنة مبيض محارة فيقول: صرخنا في البداية طلبا للنجدة ولما استشعرنا اننا في موقف صعب للغاية لكوننا اسفل مقطورة محملة بالرمال ظللنا نردد الشهادة وسط الظلام طالبين من الله النجاة ويضيف ان الله كان رحيما وبشقيقيه واللذين كانا معه بنفس السيارة وفور خروجه منها سجد لله شكرا علي نجاته. علي سرير مجاور يرقد مصطفي محمد مصطفي35 سنة سائق السيارة نصف نقل رقم156454 غربية ويقول: كنت شبه متوقف بسيارتي عندما اصطدمت النقل الطائشة بالاجرة والتي توالي اصطدامها بي ويكشف أنه أمضي15 عاما يعمل سائقا ولم ير حادثا مروعا بهذه البشاعة وبجواره يقف ابن عمه والذي يعمل سائقا هو الآخر فيؤكد أن الطريق ضيق للغاية خاصة مع وجود تشوينات من الرمال علي الجانب الايسر لتنفيذ اعمال توسعة به موضحا أن الطريق الزراعي بحالته لا يستطيع استيعاب الالاف من السيارات والحركة المرورية الكثيفة التي تستخدمه ويؤكد ان الحادث لن يكون الاخير في مسلسل نزيف الاسفلت. علي الجانب الاخر حلق طائر الحزن علي المنطقة المحيطة بمشرحة معهد دمنهور الطبي حيث تجمع عدد كبير من اهالي الضحايا لستلم جثث ذويهم من بين هؤلاء: مسعد اسماعيل ابن خالة السائق محمود سلامة ابراهيم والمقيم بأورين شبراخيت فيقول: نزل علينا الخبر كالصاعقة وفور علمنا اسرعنا إلي مكان الحادث هالنا ما رأينا حيث تحولت سيارة محمود إلي كومة من الصفيح ويكشف ان محمود متزوج ولديه طفلتان لا تزالان في عمر الزهور مشيرا إلي سابقة وقوع3 حوادث لمحمود في نفس المكان المشئوم لكنها ارادة الله ولا نقول الا ما يرضي ربنا. وعلي باب المشرحة كانت صرخات( لبني محمد علي) تكاد تنقطع لأجلها نياط القلوب وعيونها تفيض من الدموع حزنا علي شقيقها علي والذي يعمل سائقا بشركة مصر للطيران وشاء القدر ان يكون من بين الضحايا ويستقل إحدي السيارات الاجرة التي أطاحت بها النقل قالت لبني إن شقيقها متزوج ولديه أربعة أولاد هم محمد ومحمود وخلود وآلاء أما الحاج سعيد فكان يجلس علي الارض بجوار المشرحة وكل من حوله يحاولون تهدئته بعد فقده لشقيقه عبدالكريم محمد السيد ويوضح ان شقيقه يعمل شرطيا بادارة تنفيذ الاحكام بالاسكندرية ولديه طفلتان هما أماني وأمنية. وقد أوفد المحافظ اللواء محمد شعراوي مدير عام التضامن الاجتماعي ونائب رئيس مدينة دمنهور لمتابعة الحادث وصرف5 الاف جنيه لاسرة الضحايا و500 جنيه للمصابين. من جانبه قرر المستشار ياسر زكي المحامي العام لنيابات وسط البحيرة التصريح بدفن الجثث وانتداب مهندس فني من المرور لمعاينة السيارات لتحديد أسباب الحادث. وقد شيع أهالي قري معنية ودمسنا وخليل بشبراخيت وايتاي البارود جثامين الضحايا إلي مثواهم الاخير وسط الدموع والنحيب.