img border='0' alt='خبير مصري يحل أزمة' البروتين'' title='خبير مصري يحل أزمة' البروتين'' src='/MediaFiles/mmm9637_16m_25_4_2010_48_6.jpg' استزراع شواطئ البحار والمحيطات هو الأمل في الاكتفاء من الغذاء البروتيني خلال العقود المقبلة بعد تقلص المخزون السمكي نظرا للاقبال عليه في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم, وبعد الزيادة السكانية التي لا تواكبها زيادة مماثلة في إنتاج الغذاء من المصادر الأرضية, وبخاصة مع نقص المياه العذبة. ويعد الامر مهما إذا علمنا أن معمل التحويل الغذائي في الأسماك يمكن أن يصل إلي كيلوجرام لحما لكل كيلوجرام من الغذاء, حيث إن الأسماك تتغذي في المياه علي العوالق النباتية والحيوانية التي توجد بصورة طبيعية في المياه, علما بأن هذا المعدل يصل إلي الثلث في بعض الحيوانات المرباة لإنتاج اللحم. وتربية الأحياء المائية البحرية أخذت بالفعل في الارتفاع, فقد زاد إنتاجها عشرة أضعاف علي مدي السنوات ال30 الماضية, ويتوقع أن يتجاوز نموها هذا المعدل في غضون الأعوام القادمة د. مصطفي محمد سعيد حسين أستاذ الاستزراع السمكي المتفرغ, بمركز بحوث الصحراء يقول: ان من أهم التطورات التي حدثت في العقود القليلة الماضية, التطور الكبير في تكنولوجيا تفريخ الأسماك البحرية, ولقد كان آخر العقبات التي تم التغلب عليها هي التشوهات التي تحدث في الأسماك الناتجة عن التفريخ الصناعي, ويرجع الفضل في ذلك إلي شركتين, إحداهما فرنسية والأخري يابانية, التي اكتشفت أن هذه التشوهات تحدث عند الانتقال من الغذاء الطبيعي في المفرخات إلي التغذية الصناعية, فقد وجدت أن نقص حمض أميني واحد يمكن أن يحدث هذا الضرر. وقد طورت أغذية لهذه المرحلة لتفادي حدوث تلك التشوهات وإن كانت المفرخات حتي اليوم تضطر إلي شراء هذا المنتج الذي أصبح من حقوق تلك الشركتين, وإن أدي إلي تفادي هذه المرحلة التي أخرت التفريخ الصناعي للأسماك لفترة طويلة. وقال: ان مصر تحتاج علي الأقل إلي5 مفرخات بحرية لمواكبة النهضة المنتظرة في الاستزراع السمكي البحري وبخاصة الأقفاص, وهذا يستلزم تفعيل التعاون الدولي لنقل تلك التكنولوجيا. كما كان لتطور الأبحاث الوراثية أيضا الفضل في إنتاج أنواع جديدة من الأسماك تتماشي مع متطلبات تلك الصناعة من حيث التوافق مع ذوق المستهلك وسرعة النمو وزيادة كفاءة الاستفادة من الغذاء. ويري أن الميزة الكبيرة لتلك الأقفاص هي أنها لا تشغل أي مساحات علي اليابسة, بل تكون داخل المياه في البحار وليس العذبة من الانهار التي تلوث المياه التي تستخدم في مختلف الاغراض, وبعضها يكون غاطسا لتفادي تأثير الأمواج. ويحتاج القفص خلال فترة تربية الأسماك, التي قد تمتد إلي16 شهرا, إلي أكثر من نوع من الشباك حسب حاجة الشباك, أو ما يعني اتساع فتحاتها, كما تختلف أحجام حبيبات العليقة حسب اتساع فم السمكة, حسب المرحلة العمرية, كما تستخدم التغذية الأوتوماتيكية في بعض أنواع الأقفاص لتقليل الخطأ البشري في انتظام التغذية. وأوضح انه يمكن ان يصل إنتاج المتر المكعب من مساحة القفص إلي20 كيلو جراما من السمك, وتستخدم أسماك الدنيس والقاروص في التربية بالأقفاص لارتفاع سعرها ووجود سوق واسعة في تسويقها, وبخاصة بالنسبة إلي دول أوروبا الشمالية التي لا تنتج سوي أسماك المياه الباردة, مثل السالمون والتراوت. مشيرا الي ان بعض الأبحاث بدأت في استخدام أنواع جديدة من الأحياء البحرية لتربيتها في الأقفاص, مثل الجمبري, وإن كان لا ينصح حتي الآن بذلك حتي تنجح تلك الأبحاث. وقد وصلت أعداد مزارع الأقفاص في تركيا, علي سبيل المثال, إلي300 مزرعة, وأقل من ذلك في اليونان, وأعداد كبيرة في قبرص وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال, كما أقيمت مزارع للأقفاص السمكية البحرية بالتعاون مع دول أوروبا في كل من تونس وعمان والكويت, وإن كان أهم مركز لإنتاج تلك الأقفاص هو النرويج, لذلك ينصح بعمل اتفاقات تعاون دولي مع تلك الدول لنقل تلك التكنولوجيا, مما يستلزم قيام تلك الدول بإقامة أقفاص سمكية في مصر, وإدارتها لمدة عام علي الأقل, وتدريب الكوادر الفنية عليها سواء في مصر أو الخارج. واشار الي ان الاشتراطات البيئية أهم عوامل نجاح تلك الأقفاص, حيث تتمثل في المحافظة علي البيئة البحرية, لذلك ينصح بتغيير موقع الأقفاص بعد3 سنوات من الإنتاج علي الأكثر, واستخدام طرز من الأقفاص المستخدمة في المياه المفتوحة لضمان ابتعاد الفضلات عن موقع الأقفاص. وقد طورت كندا طرازا من الأقفاص يتم التخلص فيه من الفضلات أوتوماتيكيا بعيدا عن الأقفاص بتكنولوجيا متطورة, ولكنها مكلفة. وعلي الرغم من بعض الآثار البيئية التي يمكن توقعها من التوسع في تربية الأحياء المائية البحرية, فإن هذه الآثار تعتبر متواضعة, ويمكن تلافيها, وذلك بالمقارنة بتلك الناجمة عن نقص إنتاج الغذاء علي الأرض.