لم تشعر فاطمة بطعم حياتها الزوجية مثل غيرها من الزوجات اللائي في سنها حيث تم زواجها وفق ا لتقاليد المجتمع الريفي لكنها كانت تفضل ان تحيا حياة رومانسية مع زوجها مثل التي تشاهدها في المسلسلات التليفزيونية خاصة أنها توقن انه لايعيبها ان تحب ولكن الشيء الوحيد الذي يعيبها لو فعلته هو ان تخرج عن النص وهو ما طردته من تفكيرها دائما لذا عانت فاطمة كثيرا مع زوجها الاول وحدثت مشكلات كثيرة بينهما كانت معظمها بسبب عدم التفاهم ورغم ذلك حاولت الاصلاح من نفسها حتي لاتفشل حياتها الزوجية وتلوكها الالسنة في القرية خاصة ان عددا من النسوة جيرانها واقارب الزوج يتربصن بها لغيرتهن الشديدة منها حتي انها اصيبت بحالة نفسية سيئة بسبب هذه الغيرة والفتن والمؤامرات التي تحاك ضدها كل يوم ورغم محاولاتها المستمرة لاصلاح علاقتها والتقرب منهن إلا أن الاحقاد كانت اكثر تأثيرا من كل ذلك ورغم إنجاب الأولاد إلا أن حياتها الزوجية كانت روتينية لاقصي درجة فكانت الزوجة دائما تعيش في حالة كآبة حيث لم تشعر بدفء الحب مع زوجها أو جيرانها من السيدات وأقارب الزوج وبعد سنوات قليلة بدأت الخلافات الزوجية تزداد حدتها وشعرت فاطمة بانه لاطعم للحياة وان مايربطها بزوجها هو الابناء فقط لا اكثر وحتي الابناء يخلون من الدفء العاطفي مثل اقاربهم فبدأت الفجوة تزداد حتي حدث مالايحمد عقباه حينما فوجئت الزوجة بزوجها يعاتبها ويطالبها بضرورة تغيير نفسها لانه لايشعر بالراحة معها فحتي العلاقة العاطفية بينهما ليست علي مايرام وانه يخشي علي نفسه من الوقوع فيما يغضب الله كان الزوج يتحدث وفاطمة تفكر كيف يحدث ذلك وهي تتحمل فوق طاقتها لاستمرار الحياة الزوجية حتي لا يشمت فيها أحدا كما انها لم ترفض له طلبا من وجهة نظرها بينما الزوج يري انها ذات عواطف ثلجية بعد كل ماتحملته لذا لم تنتظرالزوجة أكثر وفي نفس اليوم طلبت الطلاق من زوجها وبعد يومين فقط من الخصام قرر الزوج تلبية طلبها وارسل لها ورقة الطلاق واحتفظ بابنائه معه حتي يغنيه الله من سعته وكذلك فكرت هي حينما أن عادت الي منزل اسرتها وبعد انقضاء فترة العدة ذهبت فاطمة في احدالايام لاصلاح مروحة كهربائية عند احد الاشخاص فني تبريد فتبادلا الحديث في امورعدة فشعرت بارتياح شديد تجاهه وشعر بارتياح تجاهها وعندما فاتحها في امكانية الارتباط بها فأطلعته علي كل شئ واكدت له انها كانت متزوجة من رجل طيب ولكنهما لم يشعرا بالراحة سويا وافترقا من دون مشاكل ولم يغير ذلك من ميل الرجل الشديد لفاطمة وطلب منها تحديد موعد للقاء اسرتها وطلب يدها فاومئت براسها وحصلت علي رقم هاتفه وعندما عادت حكت لوالدها ماحدث فطلب منها ان تعطي له رقم تليفونه ليحدد له موعدا للزيارة وبالفعل تم ذلك ووافقت الاسرة علي زواج فاطمة من مصطفي وحاولت فاطمة اصلاح كل اخطائها التي شعرت بها في زواجها الاول وعقدت العزم علي ان تبذل كل مافي وسعها لاسعاد زوجها الثاني واستعانت بخبرتها في الحياة الزوجية لتلافي الانفصال للمرة الثانية لاقدر الله فكانت تبذل كل جهدها حتي لايصدر منها اي خطأ ولانها كانت تحب زوجها وهوكذلك كانت تتجاوز عن الكثير من اخطائه بينما كانت العقبة الوحيدة في طريقهما هي اسرة مصطفي التي تعيش معها في نفس المنزل والتي تعاني الامرين بسبب تدخلهم في شئونهما وعدم مقدرة الزوج علي اتخاذ موقف حاسم يعيد للزوجة هيبتها وفي نفس الوقت لاتغضب أسرته وكانت تفتقد زوجا ذو شخصية حازمة وفي نفس الوقت محبوبة منها ومن اسرته ولكن كلما مرت الأيام تشعر الزوجة في نفسها ان زوجها ضعيف وتسيطر عليه اسرته فعادت الي سيرتها الاولي مع زوجها الاول حيث الشعور بالحزن والكآبة ففي الاولي تزوجت رجلا شديدا حاسما فلم تشعر معه بالحب وعندما وجدت من يحبها وتحبه في الزيجة الثانية شعرت بانه لايحميها ورغم انه لم يمرالافترة قصيرة علي زواجها الثاني فإنها شعرت أن الشؤم وسوء العاقبة يحاصرها ومرت بظروف نفسية قاسية ذهبت علي اثرها الي منزل اسرتها غاضبة فاستقبلها والدها وباقي اسرتها بموجة شديدة من الغضب واللوم طالبين منها عدم تكرار ذلك ومؤكدين لها أن كل العيب منها وانها لاتريد ان تعيش مع اي رجل وانهم ليسوا علي استعداد لتحمل مشاكلها اكثر من ذلك خاصة انها في بداية حمل جديد ولكن الزوج لم يتحمل البعد عن زوجته ليلة واحدة فقد فجاء سريعا لمصالحة فاطمة عند اسرتها ولكنها كانت في حالة نفسية سيئة بعد ان اصبحت بين نارين كما يقولون فاما ان ترجع مع زوجها حيث المناخ الذي غضبت بسببه وإما ان تبقي في منزل اسرتها حيث اللوم والغم والنكد المستمرة وفي لحظة استسلمت فيها للشيطان ولم تصبر ونسيت ربها فدخلت الي احدي الحجرات الداخلية بمنزل أسرتها و كانت تعرف ان بها مبيدات يستخدمها والدها لرش المحاصيل الزراعية وقامت بتناول كمية كبيرة من زجاجة مبيدات سقطت بعدها علي الارض وشاهدتها ابنة شقيقها فقامت بالصراخ عمتو شربت سم فجري والدها وزوجها وتم نقلها الي المستشفي الاانها فارقت الحياة فحزنا زوجها حزنا شديدا وبعد العزاء عاد الي منزله وحيدا واصابته حالة من الاكتئاب الشديد ذهب بعدها الي عدد من الاطباء ولكن لم تفلح معه الادوية التي تناولها في تهدئته ولم يصبر علي مصيبته التي ابتلي بها هو الاخر فقام بعد يومين من وفاة زوجته بتناول مادة سامة ففارق الحياة ولحق بزوجته. كان اللواء محمد الشاذلي مدير أمن كفر الشيخ قد تلقي اخطارا من مأمور مركز سيدي سالم يفيد بمصرع فاطمة 22 سنة ربة منزل نتيجة تناولها مادة سامة لمرورها بحالة نفسية سيئة واكدت التحريات التي اشرف عليها اللواء امجدعبدالفتاح مدير ادارة البحث الجنائي بكفر الشيخ والرائد خالد مصطفي رئيس مباحث سيدي سالم ان المتوفية كانت علي خلاف مع زوجها وانه كانت غاضبة عند اسرتها بسبب مشاكل مع اسرة زوجها وعندما حضر زوجها لمصالحتها ومحاولة اهلها الضغط عليها دخلت احدي الحجرات وتناولت مبيدا احضره والدها لرش المحاصيل الزراعية وأكد والدها ان حفيدته رأت عمتها وهي تصرخ بعد تناول المادة السامة وان زوجها قام بمساعدته في نقلها الي المستشفي وتم عمل الاسعافات المطلوبة لها الا انها فارقت الحياة وحزن زوجها حزنا شديدا عليها وبعد يومين تلقي مدير الامن بلاغا من مأمور مركز الرياض يفيد بانتحار مصطفي30 سنة فني تبريد مقيم بقرية ابو احمد التابعة للوحدة المحلية بام سن مركز الرياض دلت تحريات المقدم رضا النويشي مفتش المباحث بالمديرية و النقيب احمدسيف رئيس مباحث الرياض ان المتوفي هو زوج السيدة المنتحرة منذ يومين وانه انتحر بنفس الطريقة التي توفيت بها زوجته عن طريق تناول مادة سامة وأمرت النيابة بدفن الجثة بعد تشريحها.