نوح راح لحاله والطوفان استمر.. مركبنا تايهة لسة مشي لاقية بر ة من الطوفان واهين يا بر.. الأمان ازاي تبان والدنيا غرقانة شر.. وعجبي.. كلمات لشاعر الغلابة صلاح جاهين بيرددها الغلابة وهما بيسألوا نظام راح لحاله ولسه الطوفان مستمر.. امتي برك يا مصر يبان ونشوف فيكي حقوقنا ويجني الشقيانين من زرع شقاهم في ارض خيرك؟. عامان مرا بعد طوفان25 يناير2011 دوت فيها هتافات المطالبة ب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. الأهرام المسائي قرر ان تكون الكلمة في ذكراه الثانية للغلابة.. نسمع منهم ونرصد حركة أحوالهم بلسانهم ومن خلال حكاياتهم.. ذهبنا للسيدة نفيسة والدويقة وتجولنا بين مساكن سعد المصري بالوحايد والاثنينات والشرق الأوسط ومحطة القهوة والايواءالأخيرة تحديدا تحمل كل التناقضات لبلد فيها كل حاجة وعكسها فكما تقول الحاجة فهيمة لطفي كامل اسمها ايواء لكنها بقت مكاننا من34 سنة فأنا أعيش هنا مع أولادي الخمسة وزوجي بعقد اقامة مؤقتة من الحكومة بعد قرار اخلاء اداري منذ عام1979 بعد ان كنا ساكنين في المدبح و بيتنا تهدم والمسئولون وقتها قالولنا شهرين ثلاثة ونجيبلكم بديل دائم, لكن الشهرين أصبحوا32 سنة في2011 ومشفناش الدائم ولا مياه ولا كهرباء ولا صرف صحي, وتستكمل في25 يناير كنت خايفة علي البلد والعيال في التحرير وحاسة ان الموضوع كبير وكل اللي قدرت عليه اني كنت أجمع الستات جيراني اللي خايفين وأصلي بيهم وندعوا جميعنا لمصر ربنا يسترها ويكرم ولادها, وعن رئيس الجمهورية قالت محمد مرسي مش وحش, احنا بس خايفين من اللي وراه ولو قابلته هقوله عارفين ان الشيلة تقيلة وبندعيلك في الصلاة ربنا يعينك بس يا ريت تستعجل حقوقنا.. احنا غلابة ولو مجيبتلناش حقنا مش عارفين ايه اللي ممكن يحصل المرة الجاية. مطلوب ضبط البلد هنا تدخلت ياسمين وهي تحمل طفلتها الرضيعة قائلة احنا اللي نجحنا الثورة وكانوا بيقولوا علينا بلطجية رغم اننا غلابة مشفناش في حياتنا غير الشقي والتعب ومخدناش حاجة من حقوقنا في بلدنا ولقينا فرصتنا في الثورة لعل اللي ييجي بعدها خير بعد ما تخلص البلد من الحرامية اللي نهبوها, أهلي في هموم المساكن من30 سنة بعد ما بيتهم في باب الشعرية اتهدم فبدأت مأساة الأسرة المكونة من أب وأم و8 عيال منهم5 بنات وثلاثة أولاد معرفوش عيشة البني ادمين, وتستطرد نزلنا التحرير وقلنا لأ علشان نفسنا نلاقي عيشة طيبة في بلدنا اللي بنحبها واللي علشانها ماتوا اخواتنا وجيراننا واتصابوا أهالينا لما حسوا ان حقوقنا هترجع وفي انتخابات الرئاسة انتخبنا مرسي لما قال انه مع الغلابة وحقوق الشهداء والمصابين وبنقوله فين وعدك يا ريس عايزينك تضبط البلد شوية وتحس بالغلابة كتير ؟, احنا الغلابة اللي بقالنا سنين بنسمع مجرد كلام من المسئولين ما بين هنوديكم النهضة وأكتوبر ومساكن سوزان مبارك وغيرها وغيرها ومشفناش حاجة لغاية ما فقدنا الأمل واحنا مش عارفين نعيش في القريب من أكل العيش طب ازاي هنروح المدن الجديدة ونعيش منين في الصحراء هناك؟. وبنبرة صوت تحمل من الغضب الكثير قالت ياسمين نسمع أن هيكون فيه مظاهرات في25 يناير بس احنا لسة مش عارفين هنشارك ولا لأ, الا أن عبد الرحمن محمد تلميذ الصف الرابع الابتدائي بمدرسة الصفا بالدويقة جاء رده حاسما هنزل التحرير مع المتظاهرين لأن البلد عايزة تتعدل وأهالينا تعبوا ومش عارفين يعملوا ايه في مصاريفنا وأكلنا وشربنا. الحاج حسين أحمد مندور قال حاسما موقفه هنشارك مع أي حد بيطالب بحقوقنا واستطرد أنا علي المعاش من12 سنة وكبرت في السن وعايز أرتاح اخر أيامي لأن عمري قضيته في الشقا ومشفتش الراحة, بقالي30 سنة عايش هنا بعد ما تهدم بيتي اللي كان في الدرب الأحمر والحكومة جابتني هنا ومسألتش عليا بعدها ولا تفعل شيئا سوي ان الموظفين كل فترة يأتون للحصر وتسجيل أسمائنا ليسكتونا فقط لا غير أو يخرسونا بمعني أدق, وكلما نسألهم يقولوا لنا هنوديكم المساكنالجديدة في النهضة أو السادس من أكتوبر اللي بالنسبة لنا اخر الدنيا بعيدا عن أهالينا وولادنا وأكل عيشنا اللي بيساعدنا في المعيشة سواء في باب الشعرية أو الدرب الأحمر والدراسة فكيف سنعيش اذا ذهبنا هناك في النهضة أو السادس من أكتوبر؟.. هل سنأكل من طوب الحيطان؟ العيشة تعبانة والغلا بقي علي الجميع والغلابة بقوا عايشين علي مفيش. إعلام يصور ولا شئ يحدث نهلة كمال التي قابلتنا بعبارة ياما جاء لنا صحافة وتليفزيون يصورونا ويأخدوا منا أحاديث عن حالنا اللي بيصعب عليهم ثم لا يحدث شيء ولا يتغير الحال ابدا.. يظهر هنفضل عايشين في الغلب علي طول ومش هيفرقنا, وبتنهيدة أسي استطردت استبشرنا خير ب25 يناير وقلنا الفرج قرب لكن ماخدناش من اللي بيطلعوا في التليفزيون وبيتكلموا عن حقوقنا غير الكلام وبس وكأنهم بيتاجروا بينا.. محدش بيساعدنا غير ربنا دا حتي فلوس الضمان الاجتماعي اللي باخده مع أبنائي اليتامي لا يكفي العيش الحاف.. فكيف لولد تلميذ في الصف الثالث الاعدادي أن يكون ما يحصل عليه من معاش عن والده من الدولة40 جنيها في الشهر لا تكفي مصاريف مواصلاته فقط للمدرسة والدروس؟. وأضافت نهلة علشان أعرف أوفر لهم الطعام أستيقظ مبكرا للوقوف في طابور العيش المدعم أبو5 قروش للرغيف وبعد بهدلة أجيب عيش لا يرضي أحدا من الكبار أن يمسكوه في يدهم.. والأسعار كلها في الطالع دا البصل ب4 جنيهات وكذلك الأرز وغيره وغيره.. طب أعيش ازاي مع أولادي الأربعة في الأوضة اللي سقفها بينزل علينا مياه المطر من الشقوق وبنغرق فيها.. طب فين الثورة اللي الشباب عملتها وماتت علشانها حتي يتغير حالنا للأحسن ونشعر أننا بني ادمين في بلدنا؟. عندما سألنا لماذا يهجم عليكم البلطجية وماذا يأخذون منكم وهذا حالكم؟ بسرعة ردت رشا محمد أهو بلطجة وخلاص.. الناس فقدت الأمل دا جوزي تحمل العيشة دي سنوات طوال وعاش علي أمل يحصل علي شقة من الحكومة للعيال ثم مات ولم يحصل علي شيء.. ونفسنا نمشي من هنا عايزة أربي ولادي في مكان نظيف وعيشوا عيشة غير اللي شفتها. الحاجة أم سامح أشارت الي المساكن التي تم بناؤها بجانب الدويقة قائلة ليه مناخدش شقق فيها واحنا اللي ساعدنا الجيش وقت الثورة وبعدها علي اخراج البلطجية اللي فتحوها واحتلوها وبعدها ظلمونا ووزعوها علي ناس تانية غيرنا وفي الاخر عايزين ينقلونا للصحراء في6 أكتوبر والنهضة.. ازاي وأنا ست عجوزة ومريضة وبيساعدني ويخدمني بناتي المتزوجات في مناطق قريبة وجيراني اللي بينا عشرة عمر.. طب أروح هناك أعيش ازاي وحدي؟. سهام حمدي جاءت اجابتها سريعة قائلة عن نفسي لو ودوني الشلالات هروح بس ألاقي مكان كويس وباب مقفول عليا مع عيالي الثلاثة اللي الكبيرة فيهم يسرا في سنة3 اعدادي وبتتكسف تجيب صديقاتها يزوروها وأنا خايفة عليها تتعقد نفسيا في سنها ده.