قال لقمان الحكيم لابنه: يا بني.. لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة يا عبد كم لك من ذنب ومعصية إن كنت ناسيها فالله أحصاها يا عبد لابد من ذنب تقوم له ووقفة منك تدمي الكف ذكراها إذا عرضت علي نفسي تذكرها وساء ظني.. قلت: استغفر الله وذلك: بالإقلاع عن الذنب, وترك العود إليه وتصحيح الخطأ وعدم التمادي فيه, لأن هذا من الأمور الواجبة علي الفور دون تأخير أو تكاسل عقب اقتراف الذنب أو مباشرة المعصية أو حدوث التقصير أو الخطأ بصفة عامة. حيث تظاهرت وتوافرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة علي هذا الوجوب. فقد قال سبحانه وتعالي:{ وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون[ النور:31]. أي: توبوا إلي الله فإنكم لا تخلون من سهو أو تقصير في أداء حقوق الله تعالي أو حقوق غيره سبحانه, فلا تتركوا التوبة في كل حال ويقول الله سبحانه وتعالي: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلي الله توبة نصوحا عسي ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعي بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك علي كل شيء قدير[ التحريم:8] فقد أمرهم سبحانه وتعالي بالتوبة كما يقول الخطيب الشربيني وهي فرض علي الأعيان في كل الأحوال وفي كل الأزمان. ولقول النبي صلي الله عليه وسلم: بصيغة الأمر الواجب النفاذ فورا: يا أيها الناس توبوا إلي الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة قال لقمان الحكيم لابنه: يا بني.. لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة يا عبد كم لك من ذنب ومعصية إن كنت ناسيها فالله أحصاها يا عبد لابد من ذنب تقوم له ووقفة منك تدمي الكف ذكراها إذا عرضت علي نفسي تذكرها وساء ظني.. قلت: استغفر الله * ويلاحظ أن التوبة علي ثلاث درجات: أولها: التوبة. وأوسطها: الإنابة. وآخرها: الأوبة. فكل من تاب.. لخوف العقوبة فهو صاحب توبة وكل من تاب.. طمعا في ثواب فهو صاحب إنابة وكل من تاب.. مراعاة للأمر لا للرغبة في الثواب أو الرهبة من العقاب: فهو صاحب أوبة. ويقال كذلك: التوبة: صفة المؤمنين قال تعالي وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون[ النور:31] والإنابة: صفة الأولياء والمقربين.. قال تعالي وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب[ ق:33]. والأوبة: صفة الأنبياء والمرسلين قال تعالي:{ واذكر عبدنا أيوب إذ نادي ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب* اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب* ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكري لأولي الألباب* وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب}, ص [email protected]