في الأسبوع الماضي كتبت عن الظروف المتشابهة في نشأة عبد الحليم حافظ الريفية ونشأة محمد رشدي الريفية والظروف المعيشية المتواضعة للإثنين وتقارب سنين العمر محمد رشدي من مواليد سنة1928 وعبد الحليم من مواليد سنة1929 وأضيف إليهما اليوم محرم فؤاد من مواليد سنة1931 يعني أبناء جيل واحد وظهورهم أثري الحياة الفنية مع وجود مطربين أمثال محمد عبد المطلب وعبد الغني السيد وعبد العزيز محمود ومحمد قنديل طبعا أنا لم أذكر محمد عبد الوهاب وأم كلثوم لأنهما خارج المنافسة وخارج المقارنة ولم أذكر أسماء المطربات لأن لهن ظروفا مختلفة في الوجود والمنافسة التي كانت موجودة بصورة علنية بين المطربين الرجال. وهذه المنافسة أفادت العمل الموسيقي والغنائي وبداية من عام1957 وبظهور برنامج أضواء المدينة وكانت أولي حفلاته بمسرح البلدية بطنطا وكان يشرف عليه بابا شارو والأستاذ محمد حسن الشجاعي ومعهما المذيع جلال معوض واستمر هذا البرنامج عشر سنوات لأنه توقف بعد نكسة1967 وتعتبر هذه السنوات العشر أرقي وأمتع وأجمل سنوات الغناء المصري والعربي حتي يومنا هذا وتعتبر سنوات النهضة المصرية والعربية في الموسيقي والغناء لأن القائمين عليها إداريا وفنيا يؤمنون بأن الأغنية أكثر الأدوات الفنية تأثيرا من الناس( وليست الكرة كما هو حاصل في هذه الأيام) والمنافسه الموسيقية والغنائية بين العندليب ومطرب الفلاحين والعمال والفتي الأسمر محرم فؤاد أثمرت أغاني رومانسية وشعبية نعيش بها ونرددها حتي الآن وهناك قصص كثيرة في خطف والحصول علي الأعمال بين الثلاثة ولكن أغلبها كان يصب في صالح العندليب وأقول هذا لأني في هذه الأيام أقرأ وأسمع في الصفحات الفنية والبرامج منافسة بين اثنين ممن يطلقون عليهم تجاوزا مطربين.. المنافسة بينهما في قيمة الأجر وفي( النيولوك) وفي مساحة التعرية الجسدية وإظهار العضلات والفحولة وتعرية الصدر والوشم علي الذراع وعدد الجوائز المضروبة ولم نخرج من هذه الهيصة بأغنية واحدة سواء كانت عاطفية أو شعبية أو وطنية أو فكاهية ولكن أغاني ليس لهاطعم ولا رائحة وأجهزة الإعلام والبرامج الفنية فقدت حاسة الفن الموسيقي والغنائي لأن كل شيء أصبح بالمقابل المادي في جميع المحطات الأغنية بكذا والكليب بكذا واللي معاه فلوس واللي ممعهوش في ستين داهية حتي لو كانت أغنيته أحسن من أغنية الأطلال والصراع الدائر بين الفتي( ت) والشاب( ع) يجب أن ينتهي وتبتعد وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية عن تغذية هذا الصراع وأنا أقول من( ت إلي ع) ياقلبي لا تحزن ولا يجب أن نعيش في فن يحطم الجيل فهناك فن يبني الأجيال وسأعود مرة أخري إن شاء الله في الأسبوع القادم للمنافسة الفنية الحقيقية والتي تثري العمل الفني ولابد أن نستفيد من التجارب السابقة والتاريخ. والله ولي التوفيق