تتصاعد حدة الأزمات في الوسط الفني بسبب الظروف السياسية, والأمنية التي كانت عاملا مؤثرا في السباق السينمائي هذا العام, وسببت خسائر كبيرة للقوة الناعمة, وبرغم أن إيرادات هذا العام تخطت ال140 مليون جنيه,إلا أن هذا الرقم في ظل الظروف التي تعاني منها السوق السينماية يعبر عن خسارة كبيرة, لان معظم الأفلام التي تم انتاجها وهي32 فيلما لم تحقق نجاحا ماديا, فمثلا الفيلم الأعلي إيرادا وهو المصلحة ب21 مليونا تكلفة انتاجه تخطت ال15 مليون جنية كما تجاوزت ميزانية انتاج بعض الافلام20 مليون جنيه ومع هذا لم تحقق ايرادات تذكر. تقول المنتجة إسعاد يونس:إن إيرادات هذا العام ضعيفة جدا بالنسبة لتكلفة إنتاج هذه لأفلام, حتي ان اخر الأفلام التي تم عرضها وهو حفلة منتصف الليل لم تتجاوز إيراداته حتي الان200 ألف جنيه, وهذا مؤشر خطير, كما ان هناك تدهور كبيرا في الصناعة, بالاضافة للمشاكل التي نعاني منها,وطالبنا كثيرا بحلها مثل القرصنة علي الانترنت, وتؤكد أن من أسباب التدهور هذا العام هو توقف السوق الخارجية وتسويق الفيلم المصري في الخارج, بالاضافة لظهور مجموعة من القنوات الفضائية التي تبث الأفلام المعروضة في السينما, كذلك توقف القنوات الفضائية عن شراء الأفلام, أما عن إيرادات السينما نفسها فمن أسباب ضعفها الحالة العامة في الشارع المصري, وتاثر الجمهور بالجو السياسي, والشعور بالاحباط كذلك عدم الاقبال علي حفلات منتصف الليل, وما بعد منتصف الليل بسبب الشتاء وبرودة الجو, لكننا نأمل في أن تستقر الأوضاع, وان تحدث انتعاشة في العام الجديد. ويقول المنتج والموزع محمد حسن رمزي: هناك الكثير من الأفلام التي تكلفت مبالغ ضخمة, وكان بها العديد من النجوم لم تغط تكلفتها وإجمالي ايرادات السينما هذا العام حتي لو تجاوز ال150مليون جنيه, فهو ضعيف بالنسبة لتكلفة الأفلام, مضيفا أن جزءا من المشاكل هذا العام هو التوزيع الخارجي, وهذا مؤشر يوضح الحالة السيئة التي تعاني منها السينما, ورغم أن هناك منتجين حاولوا التغلب علي مشكلة الانتاج بميزانية ضخمة, وانتجوا افلام قليلة التكلفة, وتعتمد علي نجوم شباب إلا أنهم لم يحالفهم الحظ, فمكسب السينما لايعتمد فقط علي إيرادات دور العرض السينماية, وهناك عوامل أخري مثل تسويق الفيلم في الخارج, الذي توقف بسبب سرقة الأفلام وهي مازالت معروضة, وكذلك بيع الأفلام للقنوات الفضائية الذي توقف أيضا, ونتمني أن يحمل العام القادم رواجا لهذه الصناعة التي تفتح بيوت عشرات الآلاف من العمال, وغيرهم ممن يقدمون خدمات تعتمد عليها الصناعة. ويقول المنتج كريم السبكي: كان هناك العديد من المخاوف لدي المنتجين وإجمالي الإيرادت أوضح ذلك بشكل كبير, خاصة فيما يتعلق بعدم اقبال القنوات الفضائية علي الشراء مما سبب خسائر كبيرة للمنتجين, وأتمني ألا تسبب هذه الخسائر تراجعا كبيرا في الانتاج, لان هذه الصناعة كبيرة, ويجب علي الدولة, وعلي وزارة الثقافة, وغرفة صناعة السينما أن تتكاتف مع المنتجين حتي لا تنهار هذه الصناعة. وقال المنتج محمد العدل ان هذا كان متوقعا بسبب الحالة السياسية التي يعيشها الشارع المصري, والمشاعر المتضاربة للجمهور بين الفرح والاحباط والخوف والقلق, واعتقد أن إيرادات الأفلام نفسها كانت مؤشرا لعزوف قطاع كبير من الجمهور عن الذهاب للسينما, ومعظم الإيرادات الكبيرة كانت لأفلام مواسم الأعياد, مؤكدا ان الدولة يجب أن يكون لها دورا فعالا حتي لاتنهار هذه الصناعة, فالسينما هي القوة الاقتصادية الناعمة, وفي وقت من الأوقات كان إيرادها يعادل دخل قناة السويس, بالاضافة لأهميتها الثقافية والاجتماعية, والحضاريه أميرة العادلي