استطاع بكلامه المعسول وخفة ظله أن يجعلها تنبهر به وبشخصيته التي وجدت فيها فتي أحلامها, واطمأنت لحقيقة مشاعره فهو ابن خالتها الذي لن يرضي لها الفضيحة وسط اهلها وجيرانها. سلمت فاطمة نفسها لحبيبها أحمد الذي كان حريصا في كل زيارة مع والدته لخالته بمسكنها بعين شمس, أن يتأكد أنه مازال هو المسيطر علي جوارحها مستغلا صغر سنها التي لم يتجاوز ال17 عاما وقلة خبرتها في قراءة نفوس البشر. بدأ أحمد في إقناع فاطمة بمقابلتها خارج المنزل, غير أن الأخيرة كانت تخشي بأس أخويها من الأب اللذين كانا يسكنان معها بنفس العقار بعين شمس ومراقبتها في أوقات خروجها ودخولها. تمنعت فاطمة في بادئ الأمر أمام طلبات الحبيب التي ستثير الشكوك حولها, ومع إصراره علي مقابلتها استجابت له, وقابلته في أحد المقاهي القريبة من منزله بمنطقة الهرم وتبادلا عبارات الحب وإمساك الأيادي.. كانت فاطمة تشعر في كل مرة تقابل فيها ابن خالتها بأنها تعيش في حلم لا تستيقظ منه سوي لحظه تركهما لبعض. رغبت فاطمة في اختبار مشاعر حبيبها فطالبته بالتقدم لخطبتها, غير أنه أوهمها بأن صغر سنها وعدم إكمالها لدراستها سيحول دون موافقة خالته ووالدها علي الزيجة, وأقنعها بأن يستمر حبهما حتي تنتهي مراحلها الدراسية. لعب الشيطان بعقله وقرر أن يغير اتجاه دفة حبه لإشباع غرائزه الشيطانية بعدما أصبحت فاطمة لقمة سائغة يفعل بها ما يشاء تحت مسمي الحب. حاولت فاطمة مصارحة أمها بحقيقة حبها لابن خالتها, إلا أنها فور سماعها لما تقوله نهرتها, وطالبتها بالتركيز في استذكار دروسها والبعد عن مشاعر المراهقة التي تمر بها. لم تستجب لنصائح أمها واستمرت في سماع كلمات العشق والغرام من ابن خالتها الذي بدأ يلمح لها برغبته في استضافتها في منزله بالهرم. انتفضت فاطمة غضبا من طلب حبيبها الذي سرعان مالحق نفسه بادعائه بأنه يفتقدها كثيرا, وأن كل ما يصبو إليه هو رؤية وجهها وملامحها البريئة. ردت فاطمة عليه بأن ذلك سيجعلها في دائرة الشبهات أمام أسرتيهما, خاصة إذا ما رأتها خالتها وهي في المنزل من دون علمها غير أنه أقنعها بأنه سيستضيفها في الأوقات التي تخرج فيها خالتها من المنزل. تملكت مشاعر المراهقة من فاطمة فجازفت بإطفاء لهيب شوقها لحبيبها ونفذت رغبته بمقابلته في منزله بعد قضاء يومها الدراسي, لتسقط معه في وحل الحرام ويسلب منها أعز ما تملك. تعددت اللقاءات بين الحبيبين حتي لاحظ والدها القعيد تكرار تأخر ابنته عن المنزل بعد يومها الدراسي, فطلب من ابنه محمد21 سنة عامل كاوتش مراقبتها وبالفعل استجاب الابن لطلبات الوالد ورغبة منه في الحفاظ علي شرف الأسرة حتي لاتصبح سيرتها علي الألسن بين أهل المنطقة, ليصطدم بالجرم الذي ترتكبه شقيقته وهو مقابلتها لأحد الأشخاص لم يتعرف علي هويته لأنه عند مشاهدته لشقيقته ينتظرها شخص ما فور خروجها من المدرسة غلي الدم في عروقه وصاح فيها ولم ينتبه للشخص الذي سلمت عليه شقيقته حيث لاذ بالهرب. اصطحب محمد شقيقته عنوة إلي المنزل ولقنها علقة ساخنة أمام والدها وأمها اللذين قررا حبسها بالمنزل وسحب هاتفها المحمول منها. عجزت فاطمة عن استرداد ثقة والديها فيها وإقناعهما بضرورة إكمال دراستها, وشعرت أنهما يفرضان عليها سجنا يحرسه أخوها من أبيها القعيد الذي كلفه بمراقبة أخته حتي لا تجلب الفضيحة لهم. عقدت فاطمة العزم علي ترك المنزل والذهاب لحبيبها, وانتظرت حتي أسدل الليل ستائره وخلود جميع أفراد الأسرة إلي النوم وتسللت إلي باب العقار, ولاذت بالهرب إلي مسكن حبيبها بالهرم الذي قابلها بكل ترحاب وأكد لها أنها سوف تقيم معه في المنزل وعاهدهاعلي أنه لا يمكن أن يتخلي عنها. استيقظت أسرة فاطمة علي الخبر الفاجعة وهو اختفاؤها عن المنزل وبحثوا عنها لدي كل الأصدقاء والأقارب حتي فكرت الأم في مراجعة ذاكرة هاتف ابنتها المحمول وتطلب الأرقام التي به لعلها تهتدي لمكان اختفائها, لتصطدم بالصاعقة الكبري وهو رد ابن شقيقتها عليها وإخبارها بأن ابنتها لديه بالمنزل وأنه يحبها ويرغب في الارتباط بها, ولن يعيدها إليهم مرة أخري. أخبرت الأم زوجها وابن زوجها بالصدمة التي تلقتها واتصلت بشقيقتها وزوجها وعاتبتهما علي ما يفعله ابنهما فأقسما لها بأنهما لايعرفان هذه القصة إلا منها وتوصلا لاتفاق بأن تعود فاطمة إلي مسكنها معززة ثم يقوم أحمد بالتوجه إليهم لخطبتها, حفاظا علي شرف الأسرة ودرءا لأحاديث أهل الحارة. اصطحب والد أحمد فاطمة إلي منزل أسرتها بعين شمس تنفيذا للاتفاق, وما أن وطأت قدم فاطمة الشقة حتي انقض عليها أخوها من أبيهامحمد وأحكم قبضته علي رقبتها أمام أبيه القعيد قليل الحيلة وهو يصرخ فيها جلبت لنا العار يا فاجرة! ورغم محاولات زوج خالتها تخليصها منه وتوسلات فاطمة لشقيقها أن يتركها, لم يكترث محمد لمن حوله حتي فارقت شقيقته الحياة, لتخمد نيران قلبه ويخمد لهيب انتقامه من شقيقته, ثم يتوجه محمد ليسلم نفسه إلي قسم شرطة عين شمس الذي أحاله إلي جاسر المغربي مدير نيابة حوادث شرق القاهرة. وأمام إبراهيم صديق وكيل النيابة اعترف محمد بجريمته وعللها بغسله لعاره ليقرر محمد جمال رئيس نيابة الحوادث حبسه احتياطيا علي ذمة التحقيقات وعرض جثة فاطمة علي الطب الشرعي.