وصف عدد من المثقفين الوضع الثقافي المصري بأن حضوره أصبح باهتا وغير فعال بسبب الأحداث السياسية المتلاحقة وما يمر به المجتمع المصري من متغيرات. واستتبع ذلك طرح الكتب الجديدة بنسبة أقل مما تعود عليها القارئ والمتابع وبالتالي باتت فرص اقامة الندوات أضعف. وهي نفس النتيجة التي أقرها مؤتمر الشعر المصري في دورته الأولي والتي حملت إسم فؤاد حداد وأقيمت بالمجلس الأعلي للثقافة وشهدت حضورا ضعيفا بسبب اعتذار العديد من المشاركين في الفعاليات حيث أكد جانب منهم ان ارتباك المشهد السياسي والثقافي يؤثر علي المبدع وأشار البعض الآخر إلي أن عدم دعم المؤسسات المعنية للثقافة والمثقفين أدي إلي نفس النتيجة. يقول الشاعر شعبان يوسف أحد أعضاء لجنة الشعر أري أن الحياة الثقافية والسياسية مرتبكة بسبب الأحداث الجارية وأن السلطة لا تدعم الثقافة بشكل رئيسي وهذا ما جعل الحراك الثقافي يظهر بشكل باهت وهذا ما دلل عليه مؤتمر الشعر الذي أقامته لجنة الشعر الأسبوع الماضي فكان الحضور قليلا جدا وباهتا مشيرا إلي أن الثقافة موجودة بشكلها التقليدي من نقد واصدارات وفي رأيي لا يوجد دعم جيد للثقافة والمثقفون لديهم احباط لكن الأماكن التي تصدر حراكا ثقافيا مازالت موجودة وهناك مراكز مستقلة ولو كانت ضعيفة وعدم الالتفات لها لأ كل يوم هناك أحداث سياسية. وأضاف قائلا: اما بالنسبة للمؤتمر فلم يكن هناك إعلام جيد ليغطيه ولم يكن له حضور جيد بسبب الموضوعات التي تناقش فلم تكن لها علاقة بالحركة الشعرية الجديدة والناس تحتاج إلي موضوعات تعبر عنهم فمازالت لجان المجلس تفكر بعقلية قديمة وهناك حالة فتور بين المؤسسات الثقافية والشارع الثقافي وانتقل هذا الفتور إلي الحضور. وأكد الناقد د. مدحت الجيار أن أحداث الثورة شغلت المثقفين عن أي قراءة أخري وبالتالي كان التركيز علي ما يشغلهم من أخبار وأحداث تبث علي شبكات الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي بأنها تعطي الحالة الموجودة الآن الأمر الثاني أن أن المؤلفين إنشغلوا عن الكتابة بسبب إنشغالهم بتفهم الأمور وبالتالي قل عدد الكتب المنشورة لدي مؤسسات الدولة ولدي الأفراد كما حاول البعض أن يركز علي تاريخ الثورة بدل السرد أو الشعر الذي تعودوا أن يكتبوه بالاضافة إلي أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تجعل القارئ والكاتب في حالة بحث دائم عن لقمة العيش من هنا انشغل الجميع فقل المنتج الثقافي وإذا تخلصنا من هذه الاسباب يمكن أن تعود الكتابة مرة أخري إلي الحياة الثقافية كما أن المؤتمرات تقام دون تخطيط جيد فمثلا لم تتم دعوتي لمؤتمر الشعر الأخير بالمجلس الأعلي للثقافة رغم أنني ناقد متخصص نحن نحتاج من مؤسسات الدولة أن تحترم نفسها والمثقفين وترسل للنقاد المتخصصين بصرف النظر عن محبة المرسل إليه أو كراهيته.