تحولت سوق البازار.. أقدم أسواق بورسعيد علي الإطلاق.. إلي بؤرة عشوائية, وساحة مفتوحة لفوضي الإشغالات التي تجتاح بورسعيد بأسرها, وزاد الوضع سوءا أخيرا مع هدم بعض العمارات القديمة الموجودة بالسوق. وهو ما اضطر الباعة لاحتلال نصف الشارع الرئيسي للسوق, وأسهم في تعقيد الأزمة المرورية لتقاطع السوق مع شارع صفية زغلول( أوجينا), ويتحسر مواطنو بورسعيد قاطنو حي الشرق( الذي تقع السوق في نطاقه) علي الحالة المتردية للبازار الذي كان بأسواقه المغطاة ونظافته ورواده الأجانب قاطني المدينة, واحدا من أجمل وأرقي الأسواق في بدايات القرن الماضي, وعلي الرغم من وجود هذه الأسواق المغطاة( سوق البلدية, وسوق عباس) حتي الآن, فإن الوضع انقلب تماما بخروج باعة وتجار المحلات لشارع البازار ببضاعتهم, وانضمام المئات من الباعة الجائلين وأصحاب الإشغالات لهم, مما حول السوق إلي مستنقع قمامة في نهاية الأمر. وقال محمد العربي( أحد قاطني المنطقة القريبة من السوق): إن فساد الإدارة المحلية علي مدار الحقب الماضية كان وراء ما حدث للبازار القديم بعدما ترك المحافظون ورؤساء الأحياء السابقون الحبل علي الغارب للنازحين والوافدين علي المدينة, والذين أقاموا الأكشاك, واحتلوا الأرصفة, ولم يتركوا شبرا واحدا إلا والتهموه وخصصوه لمعروضاتهم دون وجه حق, والنتيجة في النهاية دفعها المواطن البورسعيدي الذي تحول مشوار قضاء حاجاته ومسلتزماته بالبازار لمهمة شاقة وصعبة. ومن جانبه, أكد اللواء محمد متولي رئيس حي الشرق الجديد أن شكاوي مواطني بورسعيد والحي, خاصة من أوضاع سوق البازار في محلها تماما, ولا يمكن إنكارها أو الادعاء بعكسها, وهي موضع بحث ودراسة شاملة بالحي لإيجاد حلول عاجلة لها, في إطار التنفيذ الفعلي لمشروع تطوير البازار المعتمد بالحي. وأضاف أن جميع الحلول ستظل مرهونة في النهاية بإطلاق حملة مكبرة لإزالة الإشغالات, والإطاحة بالمخالفين للقانون من باعة السوق الغرباء, وهذا ما يحتاج في الأساس لمعاونة شرطة المرافق لإدارات الحي المختلفة المتعاملة مع الأزمة, وعلي رأسها إدارة الإشغالات, كما يحتاج لمتابعة الحملات للتخلص نهائيا مما يشكو منه المواطنين, ويعود البازار لسابق عصره الذهبي. رابط دائم :