شحات الغرام.. ماما زمانها جاية.. ذهب الليل.. بلدي أحببتك يابلدي, إنه المطرب والملحن والممثل السينمائي محمد فوزي الذي عرفته وتعاملت معه في أول حفل لأضواء المدينة في أغسطس7591, في مسرح البلدية في مدينة طنطا, وبمناسبة ذكراه لأنه توفي في02 أكتوبر6691 وأنا لا أؤرخ ولكن أكتب بعض أعماله والمواقف لأنه كان من ظرفاء الفنانين, وهو قصة كفاح وصعد السلم في فترة يصعب علي أي فنان ملحن أو مطرب في وجود العمالقة أمثال عبدالوهاب والقصبجي والسنباطي ومحمود الشريف وهذا الشاب المرح يأخذ مكانه ويدخل في طابور عظماء النغم المصري بلون حديث من الأغاني الخفيفة, ومنذ وصوله من طنطا والتحاقه بمعهد فؤاد للموسيقار وهو يكافح والتحق بفرقة بديعة مصابني ثم التحق بفرقة فاطمة رشدي ولحن بعض الاسكتشات ثم تقدم للاذاعة ورسب في الامتحان كمطرب, ولكن تم اعتماده ملحنا ولما قدمه يوسف بك وهبي في فيلم سيف الجلاد كمطرب وملحن وممثل نجح وأخذ طريقه في السينما وقام ببطولة أكثر من ثلاثين فيلما, ونجاحه في السينما فتح الطريق له في الاذاعة ولحن للمطربة نازك كل دقة في قلبي, ولحن للاذاعة( المسحراتي) ويكفيه فخرا أنه صاحب النشيد القومي لدولة الجزائر وكان من المطربين الذين يخشون أو يرهبون مواجهة الجماهير, مثل عبدالوهاب وليلي مراد, وكان يفضل التسجيلات وفي أوائل الستينيات قدمه الأستاذ حسن إمام عمر الذي كان يعد برنامج( علي شط النيل) اخراج سامي أبوالنور وتقديم المذيعة أماني ناشد, وفي أغنية( عوام ياللي علي بحر الهوا) حصل خطأ موسيقي وسرعة الايقاع وكان البرنامج علي الهواء فأراد أن يلفت نظري للخطأ, فقال( عرام ياللي علي بحر الهوا عرام) فكانت لفتة ظريفة وشعر بها الجمهور, ومحمد فوزي شعلة من الحركة ودائما يبحث عن الجديد وانسان في مواقف كثيرة وعلاقته طيبة مع جميع زملائه, وموقفه مع مداح القمر الملحن بليغ حمدي وتقديمه لكوكب الشرق أم كلثوم وفتح الطريق أمامه ليكون من كبار الملحنين موقف إنسان وفنان لا يتكرر كثيرا إلا من فنانين مخلصين, وانتج فيلما للمطربة فايزة أحمد وقام بتلحين( الفيلم) الموسيقار محمد الموجي, وهذا يعني أنه ينكر ذاته وهو قادر علي القيام بكل هذه الأعمال دون الاستعانة بالآخرين, وجرأته في التلحين والغناء للأطفال جرأة لم يقدر عليها الآخرون, وألحانه التي قدمها في الأفلام للمطربة ليلي مراد وأغاني الفرانكو آراب هذا الفنان متعدد المواهب, والذي ملأ حياتنا بهجة وسرورا, وأول من أنشأ مصنعا للاسطوانات بعد أن كنا نطبع أعمالنا في الخارج في اليونان وانجلترا وفرنسا, وكان أول مصنع في الشرق الأوسط وبناء استوديو للتسجيلات( مصرفون) ومكانه كام أمام البوسطة في ميدان العتبة, وللأسف دوام الحال من المحال, فقد قامت الدولة بإصدار قرار بتأميم الاستوديو والمصنع وتسميته شركة صوت القاهرة وأنا لا أعرف سبب التأميم حتي الآن, وكان هذا سببا في مرضه وتدهور حالته النفسية وفي احدي البروفات في معهد الموسيقي وجدت هذا الفنان هيكلا لا يزيد وزنه علي ثلاثين كيلو وشاحب الوجه وكدت أبكي علي حاله, ومع ذلك كان لايزال حبه لعمله الفني يدفعه للعمل, انه نموذج لفنان يحتاج للدراسة وتعريف الأجيال بقصة كفاحه وحياته الخاصة مليئة تصلح لعمل مسلسل أو فيلم يؤرخ لحياته. رحم الله محمد فوزي شحات الغرام. رابط دائم :