سنوات طويلة من التجاهل التام لصعيد مصر طوال30 عاما يدفع فاتورته أهالي قري الأقصر وخاصة في مدينة اسنا وقراها النمسا والدير والشغب والمعلا. من حيث انعدام الخدمات والبنية الأساسية من مرافق وصحة وتعليم وعيش وأزمة في البوتاجاز مما أصاب المواطنين بحالة من الاستياء الشديد والغضب والغليان منذ أن كانت تابعة الي محافظة قنا وبعد أن انضموا حديثا الي محافظة الأقصر كان من حقهم أن يروا النور وبصيصا من الأمل في تحسن الخدمات.. ونظرا لكثرة قري مدينة اسنا حاولنا رصد بعض المشاكل التي يعاني منها الأهالي في حياتهم اليومية. يقول محمد أبوالسعود حسنين علي المعاش منذ أكثر من30 عاما وقري اسنا تعاني من الإهمال منذ أن كنا تابعين الي محافظة قنا والأهالي يشربون من الطلمبات الحبشية والابار نظرا لتهالك مرشح المياه لقرية الشغب والذي يغزي أيضا القري المجاورة مما أصاب الأهالي بأمراض الفشل الكلوي والكبد ومستشفي اسنا متهالك ولا توجد به الإمكانات العلاجية لعلاج أمراض الفشل الكلوي. ويسافر الأهالي الي الأقصر للعلاج ومن أهم المشاكل أيضا الوحدة الصحية مبنية من الطوب اللبن ومبانيها متهالكة ولا توجد بها أي إمكانات لعلاج المرض من لدغات العقرب وسم الثعبان نظرا لوجود قري اسنا بجوار الجبل وتنتشر الآفات التي تصيب المواطنين ولا يجدون الطبيب المعالج أو الأمصال التي تشفي الأهالي ولذلك نطالب بإزالة الوحدة الصحية المتهالكة وانشاء وحدة جديدة وخاصة ان هذه الوحدة تعالج ثلاث قري مجاورة. ويقول محمد جمال الدين مدرس من قرية المعلا إن أغلب المخابز الأهلية تغلق أبوابها مبكرا ولا يستطع الأهالي الحصول علي رغيف العيش وأصبح أصحاب المخابز يتحكمون في نقص وزن الرغيف وسوء احواله الذي يأخذ اشكالا هندسية غريبة, وقال كان الأمل في مخبز المليون الذي سمعنا عنه في الأقصر بأنه سوف يحل المشكلة التي لم نجد لها حلا في قري اسنا. وطالب المواطن عبدالدايم السيد من قرية الرزيقات أرمنت بتخصيص طبيب مقيم للوحدة الصحية بقرية الرزيقات لعلاج المرضي في الفترة المسائية وتوفير سيارة اسعاف لتحويل الحالات الحرجة الي مستشفيات الأقصر, ومن جانبه أشار الدكتور محمد ربيع وكيل وزارة الصحة بالأقصر لمشاكل الوحدات الصحية في قري اسنا فقال: إن الأقصر توجد بها110 وحدات صحية منها56 وحدة مطورة تطويرا عاليا توجد بها كل الإمكانات اما باقي الوحدات التي لم تطور فأغلبها في مدينة اسنا وقراها ولقد تم اختيار وحدتين للتطوير وهما في قريتي الهنادي وكمير وباقي الوحدات سوف يتم تطويرها بمجرد توفير الدعم المالي وعن هروب الأطباء من العمل في الوحدات الصحية في الفترة المسائية قال إن أغلب الأطباء من أبناء الأقصر وهم يهربون من العمل في الفترة المسائية ورغم ذلك هناك تفتيش عليهم ويتعرضون للتحويل الي الشئون القانونية للمساءلة. ومن ناحيته أكد الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر علي أن قري اسنا حرمت كثيرا من الخدمات نظرا لتبعيتها الي محافظة قنا علي مدار طويل من الزمن ومنذ انضمامها الي الأقصر, ونحن نحاول إعطاءها كل الاهتمام في مياه الشرب والخدمات الصحية, وقال لا توجد في الأقصر وقراها مشكلة رغيف عيش ولكن المشكلة في الرقابة وخاصة علي المخابز الأهلية نظرا لنقص في مفتشي التموين وهذه المشكلة يتم التغلب عليها من خلال تكثيف الحملات وخاصة في القري, وقد تم افتتاح مخبز المليون رغيف بتكلفة12 مليون جنيه يعمل عبر6 خطوط ولكن لا توجد له حصة دقيق وهو الآن يعمل من خلال حصص المخابز المخالفة المحرومة من حصص الدقيق وانتاجه يوزع علي قري اسنا وباقي المدن والقري علي مستوي المحافظة, وعن مشكلة انابيب البوتاجاز فقال هذه أزمة عانت منها جميع الجمهورية لنقص الكميات الواردة للأقصر. أكد المحافظ أن هناك تحسنا كبيرا بعد عقد اجتماع مع اللجان الشعبية والجمعيات الأهلية علي مستوي المحافظة, والآن اللجان الشعبية هي التي تقوم بعملية التوزيع من خلال كشوف لكل منطقة وقرية بمواعيد محددة وبذلك تم كسر حدة المشكلة وخاصة في القري التي تضخ يوميا كميات كبيرة من الأنابيب لسد احتياجات الأهالي.