مكتوب علي أن أضحك.. وأن أضحك الجمهور.. قدري أن أظل مبتسما.. قدري أن أجعل الجمهور ضاحكا حتي لو كان ذلك ضد احساسي وحالتي النفسية.. حتي لو كانت أحزان الدنيا تملأ قلبي.. علي أن أضحك.. وأضحك الجمهور.. أنهم يقبلون علي تشغيلي كثيرا.. حتي أضحك الجمهور.. وعلي أن أؤدي وظيفتي الاضحاكية.. علي الرغم من كل شيء!! وسكت صديقي نجم الكوميديا المشهور.. وأخذ نفسا عميقا له أبعاد حزينة تعبر عنها عينك.. ونظر الي.. واستطرد يقول.. تصور مطلوب منك أن تضحك الجمهور في أي وقت وأنت علي المسرح مثلا طوال ثلاث ساعات من الضحك المتواصل.. هكذا يقول الأفيش الاعلاني للمسرحية.. وعلي أنا أن أجعل هذا الاعلان صادقا.. وأقف أبحث حولي عن ضحكة هنا.. وأخري هناك.. ألتقط بكل حواسي مشاعر الجمهور وأبحث عن زوايا الاضحاك في كل لحظة.. مهمة شاقة علي ممثل الكوميديا أن يظل يضحك ويبحث عما يضحك الجمهور كل لحظة يواجه فيها الجمهور.. وعذاب الكوميديان.. عندما يقف مثلا في اشارة بسيارته.. ويكتشف وجوده أحد الجماهير.. ويسرع اليه ويطلب منه أن يقول له نكتة.. يمزق بطلبه احساس الكوميديان وهو في حالة سكون وهدوء خاص به.. ولايملك الا أن يبتسم للاشارة أن تتحول الي اللون الأخضر ليهرب من الموقف بأي شكل.. تاركا حالة الاستغراب التي يعانيها من طلب النكتة. من ممثله الكوميديان!! تصور أنه ذات مرة.. كانت دموعي تنهمر مني حزنا علي عزيزي نجم فقدته.. والجمهور يضحك يحسبها دموعا للضحك.. ولمدة عرض المسرحية كلها.. وأنا متماسك وعندما أغلق الستار.. أصبت بالاغماء.. ولم أفق الا وأنا في احد المستشفيات. حتي أمام الكاميرا.. لابد لي من الاضحاك.. والبحث عن مناطق الضحك في حوار أي فيلم أو من خلال شكل أي شخصية أقدمها في الفيلم!! محاصر أنا بالضحكات.. انها أحيانا تصبح كالسياط.. ولكنها ضرورة الاضحاك.. مللت الاضحاك ولكني لا أستطيع مغادرته!! أنا في النهاية سلعة للضحك وهو مهم.. ومهم جدا.. ورسالة.. ولكن عندما يكون سعدك بقدر ماتضحك.. عندما تحاصر حياتك بالضحكات.. عندما يفرض عليك في البيت.. في الشارع.. في السيارة.. في المسرح.. أمام الكاميرات.. في حضور المجتمعات حتي عندما تجلس وحيدا.. تصبح في جحيم الكوميديا وضحكها!! وصمت صديقي نجم الكوميديا الشهير.. وقلت له.. مارأيك في ممثل البكائيات.. ضحك من قلبه.. ضحكة صافية.. مدوية وقال.. نار الضحك ولاجنة البكاء!!