هناك من يشعر بالسعادة ويكون هذا الشعور المحبب إليه سببا في طيران النوم من عينيه,والواقع أن هناك فجوة كبيرة بين هؤلاء الذين يستطيعون النوم وأولئك الذين لايستطيعون وقد تتأرجح السعادة بين هؤلاء وهؤلاء, إلا أن هناك حقيقة ثابتة يقرها الجميع...ان النوم يعبر عن راحة البال. ولكن هناك شكاوي تنتشر وتشيع بين الأفراد, وهي شكاوي تتعلق بصعوبة الدخول في النوم أو الاستسلام له, فهناك من نراه يرقد في الفراش يقظان يعاني عدة ساعات يجافيه النعاس ويضنيه التعب...بينما نجد اولئك الذين ياوون الي الفراش ثم لايمضي عليهم اكثر من دقائق قليلة الا وقد استسلموا للنعاس( إن حركات الذين يعانون من مشكلات النوم تجعلهم يرقبون الساعة وهي تدق من بعد الساعة في تواتر ورتابة دون ان يمكنهم هذا الاستمرار الرتيب من النعاس. وهناك صورة من صور اضطراب النوم يتمثل في كثرة الاستيقاظ اثناء الليل, والناس من هذا الصنف يكون نومهم شديد السطحية ويظلون يضيقون المرة بعد المرة من النوم وهم في العادة يستأنفون النعاس بسرعة ولكنهم في بعض الأحيان يعانون من الرقاد مستيقظين في منتصف الليل وهناك صورة أخري نراها في ذلك الذي يستيقظ في ساعة مبكرة اكثر مما ينبغي في الصباح كأن يصحو شخص في الرابعة صباحا ثم يتعذر عليه مواصلة النوم بعد ذلك. واذا سألنا انفسنا بعد هذه الصور المتنوعة للنوم والاستيقاظ...هل من الممكن ان نقول ان سوء النوم عبارة عن شكوي تقوم علي الخبرة الذاتية شأنها شأن الألم وانه لمن المعقول والمجدي أن تستخدم المقاييس الموضوعية في تغيير مايشعر به هؤلاء الدين يطير النوم من عيونهم أم أننا لابد وأن نأخذ شكوي الذي لايعرف النوم طريقا لجفونه مأخذ الجد حتي ولوكان من غير الميسور التحقق من صحتها أوقياسا بطريقة موضوعية!! والآن كيف أقبض علي سارق النوم من عيني؟!! وإذا سألنا كيف يمكن معالجة الأرق الذي يعتبر اللص او الحرامي الذي سرق النوم من عيني؟ والي أي حد يستطيع الانسان بارادته وفكره ووعيه ان يحقق لنفسه سعادة النائم الذي يغط في سبات عميق؟ وقبل الاجابة عن كل هذه الأسئلة نقول: أن هناك بعض الأسئلة التي ينبغي أن يتحاور بها كل فرد مع نفسه وهذه الأسئلة هي: هل لدي مشاكل لا أستطيع أن اطردها من ذهني؟ هلي للتوترات في حياتي الشخصية أو المهنية أثر سلبي علي نومي؟ هل هناك أعمال مجهدة أو عصبية تشغل ساعات المساء في حياتي بحيث تكون نتيجة ذلك أن تظل المشاكل تدور وتدور في رأسي بالليل, ام أنني أفرط في التدخين في المساء وهذا هو السبب في أنني لا أستطيع النوم؟ وقد يكون من الممكن أن نصلح من النوم بمجرد اتباع قواعد الصحة المتصلة بالنوم وهي:1 كون لنفسك موعدا منظما للنوم: لابد وأن تنظم مواعيد النوم, فالنوم جزء من الايقاع البيولوجي للجسم علي امتداد أربع وعشرين ساعة بحيث تصبح مواعيد النوم غير المنظم لها تأثيرها السلبي علي النوم 2 اجعل ساعاتك الترويحية في المساء: لابد من تخصيص ساعات للأنشطة الترويحية والاسترخاء في المساء حيث تؤدي الأنشطة المجهدة جسميا أو ذهنيا الي سوء النوم كذلك ينبغي تجنب تناول الوجبات الثقيلة في المساء. 3 تجنب نوم القيلولة: كل من يجد صعوبة في النوم بالليل, وعليه أن يتجنب النوم اثناء النهار, وتجنب تناول الوجبات الثقيلة في المساء, وتجنب النوم اثناء النهار حتي لاينقص من حاجة الفرد الي النوم في الليل. 4 تجنب المشروبات التي تحتوي علي الكافيين: يجب أن نتجنب شرب القهوة والشاي والكوكاكولا وايضا الأفراط في التدخين, لأنها تحدث تأثيرا منبها علي الجهاز العصبي وينبغي تجنبها في ساعات المساء. 5 توفير الظروف المشجعة علي النوم. هناك بعض الملابسات والظروف التي تساعد علي تسلل النعاس كأن تكون الغرف مظلمة وهادئة, الاعتدال في درجة الحرارة, وأن تكون الغرفة جيدة التهوية, ومن الأفضل النوم علي مرتبة مسطحة وتكون أقرب الي الصلابة والقوة.