تحفة معمارية تضم جميع الحرف النوبية التي تكاد تنقرض هذه الأيام, إنه البيت النوبي الذي يقع في المدخل الجنوبي لمدينة الأقصر, بالقرب من القري التي تضم أهالي النوبة المهجرين. وأنشيء البيت النوبي للحفاظ علي الحرف التراثية النوبية التي تتميز بجمالها وروعتها. ويهدف إلي تعويض أهالي وابناء النوبة المهجرين عن بيئتهم الطبيعية التي افتقدوها بعد تهجيرهم من مناطق السد العالي والأقصر. افتتح في جنوب مدينة الأقصر علي الحافة الشرقية لنهر النيل عام2007 كمشروع للارتقاء بصناعة الحرف النوبية من خلال استخدام خامات البيئة في احياء فنون التراث ويضم المشروع عددا من الحرف اليدوية مثل مشغولات الخوص والجريد ومشغولات الخرز والسجاد والكليم والفركة والفخار والجلود ورسم الحنة. يفتح البيت أبوابه مجانا لجميع الزائرين مع عرض المنتجات اليدوية التي تقوم بتصنيعها الفتيات بأسعار بسيطة جدا. ويقع البيت النوبي علي مساحة4800 م2, ويشتمل علي مبني مكون من طابقين منشأ علي الطراز النوبي, فالطابق الأول تتوسطه مندرة لاستقبال الزائرين و6 غرف لتصنيع المنتجات اليدوية وأما الطابق الثاني فمخصص لعقد الدورات التدريبية للفتيات علي الصناعات والحرف التي يضمها البيت ويتم التدريب فيها علي تصنيع منتجات من الخيش والجريد والخوص والكليم من الصوف والقصاقيص وتصنيع منتجات الفركة باستخدام النول اليدوي وتصنيع منتجات الفخار والخرز والحلي النوبية وتصنيع منتجات من الجلد, بالإضافة إلي قسم خاص للرسم بالحنة سواء علي النظام النوبي أو العربي أو الفرعوني. وتم بناء البيت النوبي بنظام القباب التي كانت تبني عليها البيوت النوبية القديمة والتي تسمح بمرور الهواء بما يجعله دائم التهوية ويميزه بجو ملائم طوال فترات السنة, وتحيط بالبيت النوبي من الخارج مساحات خضراء وسياج من الأشجار الخضراء تعطي احساسا بالمعيشة في الحياة النوبية القديمة. ويعتمد المركز علي القري المحيطة والفتيات ذوي الأصول النوبية ويضم47 فتاة يعملن بالحرف المختلفة الموجودة بالبيت النوبي. ويهدف البيت النوبي إلي احياء تراث النوبة عن طريق تأهيل وتدريب الفتيات علي الحرف التي اشتهر بها أهالي النوبة, تعريف المجتمعات الدولية بالثقافة النوبية, تنمية وتحسين دخل الفتيات واكساب المرأة النوبية مهارات الاتصال والتفاوض وتنميتها فنيا وفكريا بالإضافة إلي إنتاج مشغولات يدوية وتسويقها للأجانب والمصريين. وقالت المهندسة إيمان عياد مديرة مشروع البيت النوبي اننا نقوم بواسطة الفتيات العاملات بصنع منتجات تتناسب مع جميع الأذواق سواء للمصريين أو الأجانب, فالبيت النوبي يقصده الكل, لكن في الفترة الأخيرة زاد عدد المصريين وانخفض عدد الأجانب مع حالة الركود التي يشهدها القطاع السياحي.