داخل أحد أكثر أحياء القاهرة ازدحاما, وكذلك أكثرها سكانا, بدأت الجولة التي من الصعب أن تكملها في يوم واحد إلا بشق الأنفس, في الحي الذي لا يهدأ ليلا أو نهارا من حركة السير, سواء من السيارات أو المواطنين, وهو نفسه الحي الذي يشهد مخالفات من كل لون, وكأنها توزعت تلقائيا علي الشوارع.. فهنا تجد مخلفات البناء تقف سدا منيعا أمام الجميع, وتحول المكان لمقلب قمامة مهما اجتهد الحي في إزالته, وفي شوارع أخري تجد الإشغالات و حصار الباعة الجائلين كالوباء الذي لا علاج له. كانت البداية من محطة مترو عين شمس, التي تشهد انتشار عدد كبير من هؤلاء الباعة, بداية من مدخل المحطة نفسه الذي يفترشه مجموعة من البائعين, وصولا إلي السوق العشوائية التي تحيط بالمحطة من جميع الجهات, وهي سوق تتسع بشكل تدريجي وفقا لرواية الأهالي, وتجد فيها كل شيء من محال الجزارة, والسمك, وبائعي الفاكهة, وبيع الملابس, والأحذية, والشنط بأقل الأسعار! يري علي أحمد عباس( سائق لودر) أن أصعب مشكلة تواجه سكان الحي هي القمامة ومخلفات البناء, برغم محاولات عمال الحي القضاء علي هذه الظاهرة في بعض المناطق مثل مزلقان العشرين في شارع6 أكتوبر, ولكن يبقي تل مدرسة الإمام محمد عبده الابتدائية الأكبر والأشهر في شارع عين شمس, حيث فشلت كل الجهود لإزالة مخلفات البناء من هذا المكان المواجه لمدرسة أطفال من المفترض أنها علي فتحت أبوابها لاستقبال تلاميذها, حيث قام الحي بإزالته بالكامل أكثر من مرة, لكن سرعان ما كان يعود من جديد كما كان علي حد قوله. ويقترح عباس تخصيص ساحة لإلقاء مخلفات البناء حتي يمكن جمعها من مكان واحد, بالإضافة إلي ضرورة زيادة عدد صناديق القمامة لأنها قليلة مقارنة بكبر مساحة الحي, وعدد سكانه. وتوافقه الرأي نهلة محمد( موظفة) حيث تري أن مشكلة القمامة من أهم المشكلات, بالإضافة إلي إشغالات الباعة الجائلين الذين يفترشون الشوارع, خاصة شارع أحمد عرابي الذي احتله الباعة تماما, علاوة علي انتشار ورش النقل الثقيل التي تحتل الشوارع دون رقيب, الأمر الذي يعد إشغالا غير قانوني للطريق, بالإضافة إلي الأخطار الصحية والبيئية التي تسببها مثل هذه الورش. وتقول سوسن عجبان( موظفة): إن الوضع بدأ يتحسن تدريجيا بالحي, حيث أكدت أنها تري حملات تنظيف الشوارع في الفترة الأخيرة, لكنها لا تكفي علي حد قولها نظرا لعدم التزام كل المواطنين بقواعد النظافة, حيث يقوم البعض بإلقاء القمامة في أي مكان, الأمر الذي يحتاج إلي رقابة أكثر من الحي, بالإضافة إلي زيادة أعداد الصناديق. وتضيف انها تسكن في شارع أحمد عرابي, أن هذا الشارع تحديدا يشهد كل أنواع المخالفات التي من الممكن أن تجدها في أي حي علي حد وصفها حيث تجد تلال القمامة المتراكمة ولا تجد صندوقا واحدا للقمامة, برغم أنه من أهم الشوارع الحيوية في عين شمس, نظرا لاحتوائه علي العديد من المحال التجارية, بالإضافة إلي بروز المحال والأرصفة التي يفترشها الباعة الجائلين, مما يسبب شللا مروريا علي مدار الساعة في شارع عرابي. لمن جانبه قال اللواء عبدالرحمن طاحون رئيس حي عين شمس: إن الحي يواجه عدة مشكلات يحاول القضاء عليها في إطار خطة ال100 يوم بمحاورها الخمسة, مشيرا إلي أن الحملات بدأت بمشروع وطن نظيف الذي أعلنه الرئيس مرسي, حيث شارك الحي وممثلو الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني معا في حملة كلنا إيد واحدة: بهدف تطوير حي عين شمس وغيره من الأحياء الشرقية كالمطرية, ومدينة السلام, والمرج, وإزالة كل المخلفات والمخالفات التي انتشرت في الحي. ويقول طاحون: إن الخطة بدأت بتطوير شارع أحمد عصمت من خلال خطة لتطويره بالكامل من عمليات رصف, وتشجير, وإنارة, وذلك بعد التنسيق مع الصرف الصحي, والكهرباء لتبدأ عمليات الرصف بعد الانتهاء من كل الإصلاحات وعمليات الصيانة قبل الرصف, بالإضافة إلي بلاعات مطر, خاصة أن أمطار الشتاء تتسبب في أزمات مرورية هائلة في شارع أحمد عصمت, بالإضافة إلي شارع عين شمس حيث بدأ الحي عملية توسيعه علي الجانبين لتسهيل حركة المرور, وإزالة الإشغالات التي قامت بها بعض المحال التجارية, حيث احتلت الأرصفة إلي جانب مساحتها المرخصة. وتحدث طاحون عن شارع6 أكتوبر الممتد علي طول كيلومترين, الذي يعاني مشكلة أخري وهي مخلفات البناء الملقاة علي جانبي الطريق, حيث يؤكد أن حملات رفع هذه الأطنان استمرت3 أيام متتالية للقضاء عليها تماما, إذ كانت تقف عائقا أمام حركة المرور في الشارع, خاصة عند مزلقان العشرين. ويؤكد أن لحي يقوم بحملات تنسيقية مع الشرطة والمرافق في شارعي أحمد عرابي, ومصطفي حافظ, للقضاء علي الباعة الجائلين الذين يمثلون المشكلة الأكبر التي يعانيها الحي, حيث تقوم الحملات بإزالة الإشغالات, ورفع الباعة الجائلين الذين احتلوها, لكن لا تمر أيام قليلة إلا ويعود الوضع لما كان عليه, وبالتالي لابد من استمرار حملات الشرطة والمرافق لضمان إخلاء الشوارع, وتسهيل حركة المرور بعد استيلاء الباعة الجائلين علي الشوارع بما فيها الرئيسية. ويضيف طاحون أن حملات التفتيش أيضا مستمرة علي الأفران, والمجازر, ومحال الطيور من خلال لجان من الصحة, والتموين, والطب البيطري, حيث تمت مصادرة كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة.