التفرقة بين ذاتية المعتقد وبين فهم خاطئ من بعض أتباع المعتقد فلا يتحمل المعتقد وأتباعه الكثرة الكاثرة أوزار مفاهيم مغلوطة ولا أفكار خاطئة من قلة تتأول تأويلات خاطئة وتصدر عنها تصرفات محرمة مجرمة من الإفساد في الأرض.مما تقرر شرعا وجوب توقير سادتنا الأنبياء والمرسلين عليهم السلام فهم صفوة الخلق لدلالة الخلق علي الحق, ويعني بتوقيرهم تعظيمهم وإكرام ذكرهم, وتجنب أي قول أو عمل يغض من أقدارهم, قال الامام ابن تيمية رحمه الله تعالي: حقوق الأنبياء في توقيرهم ومحبتهم محبة مقدمة علي محبة النفوس والأهل وإيثار طاعتهم ومتابعة سنتهم وغير ذلك, وأن من آذي نبيا أو سبه, أو استخف به, أو كذبه أو جوز عليه الكذب, فقد كفر, لأن الله عز وجل فضلهم علي الخلق أجمعين, قال سبحانه وتعالي وكلا فضلنا علي العالمين الآية86 من سورة الأنعام, ويجب تعظيم حرمة النبي الرسول سيدنا محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم, لعلو مقام النبوة والرسالة, قال الله تقدست صفاته إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. لتؤمنوا بالله ورسوله وتعززوه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا سورة الفتح. ويحرم تحريما قطعيا تنقص النبي محمد صلي الله عليه وسلم أو الاستخفاف به, وقد لعن الله تبارك وتعالي فاعل التنقص والاستخفاف به, إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا سورة الأحزاب, ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون سورة التوبة, وأن المسلم اذا فعل أو قال أو أتي بأي تصرف يدل صراحة علي الاستهزاء به صلي الله عليه وسلم مع العلم والعمد مرتد عن دين الإسلام مستحق للعقوبات الدنيوية المقررة من استتابته وقتله ان أصر علي جريمته النكراء, وفعلته الشنعاء, ويفرق بينه وبين زوجه, ومصادرة أمواله, ومستحق للعقوبات الأخروية من غضب الله عز وجل ومقته وادخاله العذاب الأليم وأن غير المسلم إذا فعل إساءة أو استهزاء مع العلم والعمد لمقام النبوة والرسالة الخاتمة فمستحق للعقوبات الدنيوية من نقص عهده فلا حرمة لدمه وفق الرأي الشرعي المعتبر, والحكم القضائي المعتمد. إن المتطاولين علي مقام سيدنا الرسول صلي الله عليه وسلم سفهاء العقول, أقزام فكر, يبعثون فتنا والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها لأن الفتنة أكبر من القتل وأشد من القتل! هؤلاء الشتامون لا يقيمون للأعراف الانسانية وزنا, ولا يدركون قبائح تعديهم علي مقدسات الناس وآثارها السلبية وعواقبها الوخيمة, من احداث القلاقل وتهديد السلام العالمي, وإشعال خصومات وبعث شحناء وبغضاء وكلها أسباب يستغلها البعض لمزيد من عنف فكري وعنف مسلح! إن علي المجتمع الدولي الإسراع في تجريم ازدراء الثوابت والأصول الدينية وتقديم فاعلها إلي القضاء الدولي العادل وإنزال أشد العقوبات الرادعة الزاجرة فالمصلحة العامة مقدمة علي المصلحة وفق نظر صاحبها الخاصة وعلي المؤسسات العلمية والدعوية والرعوية والروحية لاتباع الشرائع سواء المنسوبة إلي السماء أو غيرها الإعلام بحقائق مهمة: زمالة الشرائع وامكانية التعايش السلمي التفرقة بين ذاتية المعتقد وبين فهم خاطيء من بعض أتباع المعتقد فلا يتحمل المعتقد وأتباعه الكثرة الكاثرة أوزار مفاهيم مغلوطة ولا أفكار خاطئة من قلة تتأول تأويلات خاطئة وتصدر عنها تصرفات محرمة مجرمة من الإفساد في الأرض. تفعيل حوار الحضارات وإعلاء القدر المشترك والذي علي أسسه يكون احترام معتقدات الآخر. تقنين حرية الرأي بضوابط سليمة من مؤسسات علمية عالمية بما لا يؤدي إلي جعلها فوضي رأي لا حرية رأي. عدم الخلط بين ما يمكن نقده وبين ما لا يمكن نقده, بين المقبول والممنوع, المعقول ونقيضه بدعاوي يرفضها العقول الراشدة. مناهضة التمايز الطائفي, والتعصب الديني جعل مقارنة الأديان عملا أكاديميا بحثيا وليس عملا إعلاميا ولا أداء دعويا لمسلمين ولا رعويا لغير مسلمين. إن الأمن والأمان, والسلم والسلام, حق أصيل للبشرية, وإن احترام العقائد الدينية من أعلي الواجبات, وكل هذا يوجب بذل الجهود لمنع من يسعي بغباوة وتطرف وعنف فكري لتقويضه, ويعني بها الجهود والعلمية والقضائية والإعلام الحر المحايد. ستذهب تصرفات حمقي أدراج الرياح, وتبقي الثوابت والأصول باقية رغم محاولات عبثيين وسفهاء, والله غالب علي أمره. أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر