ليس الاهلي والزمالك وحدهما صانعي المجد الكروي لمصر, وللتاريخ صفحة ذهبية ستبقي الي نهاية الدهر, كلما ذكرت فيها الكرة المصرية اسمها الاسماعيلي أول بطل مصر في افريقيا. فعندما يحتفل الاهلي بلقب نادي القرن العشرين في افريقيا وينافسه الزمالك ويحتل الوصافة فكلاهما لم يعرف طعم البطولات الافريقية الا بعد أن اصبح لمصر بطل صعد لمنصة التتويج اسمه الاسماعيلي. هذا هو الوجه الذهبي للنادي الاسماعيلي الذي لن ينسي له التاريخ انه امتلك جيلا ذات يوم نجح في انهاء جزء من احزان المجتمع المصري عقب نكسة يونيو1967 وفي وقت توقفت خلاله كرة القدم تماما من بطولات محلية ليذهب الي العالمية عبر تتويجه بطلا لمسابقة دوري الابطال الافريقية في نسختها القديمة المسماة كأس افريقيا للاندية أبطال الدوري. الاسماعيلي هو الفريق الذي حطم توقف النشاط واكتفي بمعسكر في مركز شباب الجزيرة يتدرب خلاله اللاعبون بخلاف السفر الي العواصم العربية لخوض مباريات ودية تحت شعار دعم المجهود الحربي ايضا لتوفير عملة صعبة للقيادة السياسية في البلاد. لم يشك الاسماعيلي من غياب النشاط المحلي وقرر خوض المنافسات بتشكيلة شابة من اللاعبين امتلكت طموحا كبيرا في كتابة تاريخ جديد لها. الاسماعيلي في عام1969 كان لديه الفريق الفائز ببطولة افريقيا لاول مرة في تاريخ مصر فريق كان يقوده علي عثمان مديرا فنيا وصلاح ابوجريشة وممدوح خفاجي. وتشكيلته ضمت كلا من حسن مختار وعلي ابوجريشة وسيد عبدالرازق بازوكا وميمي درويش واميرو وهنداوي والسناري وامين ابراهيم وانوس وحودة وسيد حامد ونصر السيد وريعو وعبدالستار وسيد السقا ومصطفي درويش ورأفت اللبان والعربي ومحمد عباس, هذه التشكيلة خاضت منافسات البطولة لنسخة موسم1970/1969 ي وكانت البداية من بنغازي الليبية حيث نقطة انطلاق رحلة الفوز بالبطولة الافريقية عندما ألتقي الاسماعيلي نظيره التحدي الليبي في ذهاب دور الستة عشر للبطولة, وكانت تجربة مثيرة للدراويش حققوا فيها الفو ز بخمسة أهداف مقابل لاشيء سجلها ميمي درويش3 أهداف هاتريك وهدف لسيد عبدالرازق بازوكا وعلي ابوجريشة. وفي لقاء الاياب فاز الاسماعيلي في ملعب الزمالك علي التحدي بثلاثة اهداف مقابل لاشيء وقع عليها أميرو وعلي ابوجريشة وسيد عبدالرازق بازوكا ليحصد تأشيرة العبور لدور الثمانية بالعلامة الكاملة بعد أن فاز في مباراتي الذهاب والاياب. وفي دور الثمانية كان الموعد مع جورماهيا الكيني, في تجربة بدت سهلة للدراويش وحسموا من خلالها العبور الي المربع الذهبي بسهولة. ففاز الاسماعيلي في لقاء الذهاب بثلاثة اهداف مقابل هدف سجلها علي ابوجريشة هاتريك وفي لقاء الاياب في ملعب الزمالك بالقاهرة نجح الدراويش في التأهل عبرالتعادل الايجابي بهدف لكل فريق ووقتها سجل سيد عبدالرازق بازوكا هدف الاسماعيلي الوحيد في المربع الذهبي كان الموعد مع كوتوكو الغاني, وفي محطة اخري صعبة توقع الخبراء ان تتوقف عندها مسيرة الاسماعيلي, ولكن الدراويش نجحوا في العودة من كوماسي بتعادل ايجابي في عقر دار كوتوكو الرهيب بهدفين لكل فريق وسجل وقتها الهدفين علي ابوجريشة وأنوس. وفي جولة الاياب وعلي ملعب الزمالك, فاز الفريق بثلاثة اهداف مقابل هدفين من توقيع علي ابوجريشة وهنداوي هدفين لتحصد الاسماعيلية علي بطاقة التأهل الي الدور النهائي. في النهائي كان الموعد مع الانجلبير بطل زائير وقتها والكونغو حاليا, وهو فريق كان الخبراء يعتبرونه الفريق الاول في القارة السمراء والمرشح الاول حظا للفوز باللقب. وجرت مباراة الذهاب في ملعب دولو موباشي, في الحادي والعشرين من ديسمبر1969, ونجح الاسماعيلي في تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل بعودته بنتيجة التعادل الايجابي بدفين لكل فريق. وسجل ثنائية الدراويش في الشباك الزائيرية كل من سيد عبدالرازق بازوكا وهنداوي وبات الاسماعيلي يكفيه فقط الفوز باي نتيجة او التعادل السلبي في الاياب من اجل التتويج. واقيمت مباراة الاياب في استاد القاهرة ووقتها تخطت الجماهير السعة الرسمية بعد ان احتشد130 ألف متفرج في المدرجات من الاسماعيلاوية وباقي المحافظات لمساندة الدراويش بحثا عن أول لقب قاري في تاريخ الكرة المصرية علي صعيد الأندية.