باتت سياسة التعاقدات مع اللاعبين الاجانب تسير داخل النادي الاهلي تحت مسميات مختلفة, منها من يقال انه جري اختباره فنيا في التدريبات ومنهم من يقال انه جري متابعته عبر سي ديهات لمباريات سابقة له.. ومنهم من يقال عنه انه صاحب اسم كبير ومعروف. الاهلي هذة الايام يتحدث عن صفقة افريقية لتدعيم هجومه بناء علي توصية من حسام البدري المدير الفني للفريق الكروي الاول الذي يحاول التعاقد مع لاعب جديد سواء قبل غلق باب الانتقالات الصيفية او مع يناير المقبل عند بدء الانتقالات الشتوية. الاهلي هذه الايام يريد استقدام مهاجم افريقي جديد وهو من القلائل الذين يملكون في خط هجومه لاعبين اجانب بالفعل, وهما دومينيك داسيلفا الموريتاني من اصل سنغالي واوزو كونان الايفواري الوافد من مصر المقاصة ويريد الآن اضافة مهاجم إفريقي ثالث. هي مهزلة بكل المقاييس, ان يكون الاهلي المنبع الاول لتقديم المهاجمين السوبر الي المنتخب يعتمد دفعة واحدة علي3 مهاجمين افارقة. ولكن بعيدا عن المهزلة الادبية والخسارة الفنية للكرة المصرية, هناك ملف آخر يستحق القاء الضوء عليه وهو التاريخ الاسود للاهلي مع عالم المحترفين الاجانب. الاهلي يريد التعاقد مع مهاجم اجنبي الآن وهو لا يحاول ان يحدد اهدافه من الصفقة, هل هي استثمارية في المستقبل فيتعاقد مع لاعب صغير يجري تسويقه فيما بعد بأموال طائلة. ام يريد مهاجما يعتمد عليه لأطول فترة ممكنة وبعدها يرحل عن الفريق. وكلاهما مبدأ يتناقض تماما مع فكرة امتلاك هجوم الاهلي في الموسم المقبل ل3 رءوس حربة اجانب, مما يعني القضاء علي المهاجمين المصريين. وفي الساعات الاخيرة بدأ الاهلي يراقب الغاني انطوي, وهو لاعب يقال انه سيجري اختباره علي الطبيعة قبل التعاقد معه, ولكنها ليست فقط السياسة الافضل فنيا. وقبل اتخاذ قرار بالتعاقد مع مهاجمين افارقة جدد يجب ان ينظر الاهلي الي تاريخه الاسود وخسائره المالية الضخمة التي عاني منها بسبب تركه ملف التعاقد مع لاعبين اجانب دزن ضوابط. الاهلي عاني الكثير من مدربيه في الاعوام الاخيرة بسبب نظرتهم السيئة في اللاعبين الذين جري التعاقد معهم, وكلفوا النادي ملايين الجنيهات وتعد الالفية الثالثة التي مر منها12 عاما الآن هي الاكثر خسارة مالية للنادي, الذي لم يقدم خلاله مواهب حقيقية سوي فلافيو امادو واستفاد من وراء بيعه للشباب السعودي بمليوني ونصف المليون دولار, وجليبرتو الانجولي واستفاد منه الاهلي فنيا ولكنه في النهاية رحل مجانا في صيف عام2010 وبعد15 مليون جنيه انفقت علي اللاعب مابين رسوم ضمه من بترو اتلتيكو في2002 ورواتبه السنوية ومصاريف علاجه في البرتغال والمانيا وحوافز ومكافآت البطولات حسام البدري الذي يريد الآن الحصول علي هجوم افريقي خالص له تجارب عديدة مع اخفاقات المحترفين الاجانب في مصر. فالبدري هو من استغني عن جيلبرتو سبيستاو مجانا في صيف عام2010, وهو من استقدم العديد من اللاعبين الاجانب خلال ولايته الاولي لم تحقق أي نجاح علي الاطلاق. ففي الولاية الأولي لحسام البدري في قيادة الفريق في الفترة بين عامي2010,2009 ووقتها كان معروفا للجميع أن الاهلي يعاني هجوميا منذ استغنائه عن خدمات فلافيو امادو الانجولي والمنتقل في صيف عام2009 الي الشباب السعودي. وبمتابعة رحلة حسام البدري في الولاية الاولي نجد أنه كان صاحب قرار التعاقد مع الليبيري فرانسيس دورفوركي, الوافد من الدوري الامريكي بدون اختبارات فنية, ورشحه لأن يكون خليفة فلافيو أمادو والذي كلف الاهلي خلال ارتدائه قميصه لموسمين كاملين اكثر من300 الف دولار وكان علي الدوام مصابا وعندما شارك لم يقدم اوراق اعتماده. وللبدري تجربة اخري فاشلة بطلها محمد غدار المهاجم اللبناني الذي ضمه الاهلي ل6 اشهر فقط في النصف الاول من موسم2010/2009 ورحل اللاعب بعد استقالة البدري من تدريب الفريق بالاضافة الي الجزائري أمير سعيود صانع الالعاب الذي لم يقدم شيئا علي مدار3 سنوات ارتدي فيها القميص الاحمر. وليست الاختبارات الفنية هي الميعار الذي يجب التعامل به مع صفقات الاجانب التي يريدها حسام البدري في الفريق في ظل فشل التجارب من قبل في منح الاهلي صفقة ناجحة وخسر بسببها خدمات لاعب موهوب كان سيجني من ورائه آلاف الدولارات بطل هذه الواقعة هو أوتو بونج مهاجم الاتحاد السكندري حاليا والهلال السوداني سابقا وقتها وفي عام2010 ووقت بحث الفريق عن مهاجم افريقي, كان حسام البدري المدير الفني في إجازة قصيرة في كندا برفقة أسرته, وترك مهمة ادارة الفريق الي مساعده علاء ميهوب في ذلك الوقت, وظهر لاعب كاميروني في حسابات الاختبارات الفنية وهو أوتو بونج الذي لم يكن تجاوز الثالثة والعشرين من عمره وقتها. ولم يوقع الاهلي عقدا مع أوتو بونج بداعي عدم اقتناع الجهاز الفني به وجري تسريحه والغاء التفكير في ضمه. ولم يهتم أحد بهذا الاسم لأشهر قليلة حتي ظهر أوتو بونج برفقة الاتحاد السكندري مع انطلاق موسم2011/2010, وظهر اوتوبونج بمستوي مميز, وبات المهاجم الافريقي الاول في تشكيلة فريق زعيم الثغر وتصدر لائحة هدافي الدوري. وقتها كان الاهلي يعاني هجوميا وظهرت مفاجأة عرضه علي مسئولي النادي القاهري الكبير دون اهتمام كاف من جانب الجهاز الفني وقتها بقيادة حسام البدري. المثير ان الاهلي وقبل ان ينتهي موسم2011/2010 حاول شراء أوتو بونج ووصل عرضه الي600 ألف دولار, ولكن لم تكتمل فصول الصفقة بعد أن تلقي اوتو بونج عرضا للانتقال الي الهلال السوداني وصل الي875 ألف دولار حاز عليها الاتحاد نظير الاستغناء عن اللاعب, والمثير ان اللاعب الكاميروني لم يكلف الاتحاد مليما عندما تعاقد معه. ومن أكبر الفضائح ايضا في تاريخ الاهلي واللاعبين الافارقة, واقعة كافي أباي المهاجم النيجيري الذي ارتبط اسمه بالنادي القاهري في النصف الاول من عام2009. وقتها كان كافي أباي لاعبا نيجيريا وافد من نادي واجادوجو البوركيني للاختبار فنيا في الاهلي وخضع للاختبارات لمدة3 اشهر كاملة تحت اشراف مانويل جوزيه الذي رشحه ليكون خليفة فلافيو امادو مستقبلا, والمثير ان جوزيه اختبر اللاعب وأوصي بقيده لدي لجنة الكرة وبالفعل ذهب مسئولو الاهلي لحسم صفقة انتقاله وانفق النادي350 الف دولار اي مايعادل مليونا و500 الف جنيه وقتها مابين رسوم لواجادوجو نظير الاستغناء عن اللاعب ومقدم تعاقد لكافي أباي نفسه. وفجأة قرر مانويل جوزيه الرحيل من الاهلي في صيف عام2009 ولم يجدد عقده, ليأتي مساعده حسام البدري ليكون المدير الفني ويقرر الاستغناء مجانا عن اللاعب. والمثير ان حسام البدري طوال فترة اختبار اللاعب لم يكن له كلمة معلنة تفيد ان كافي أباي ليس هو المهاجم السوبر للاهلي, واكتفي فقط باستبعاد اللاعب فور توليه منصب الرجل الاول ورحل في النهاية كافي اباي عن الاهلي. للاهلي تاريخ حافل من الخسائر المالية الضخمة في الاعوام الاخيرة مع صفقات اللاعبين الاجانب وارتكب اخطاء فادحة في عملية انتقاء اللاعبين ومنحهم ارقاما مالية فلكية فشل فيما بعد في تعويضها عندما قرر الاستغناء عن هذة المجموعة.مانويل جوزيه المدير الفني الاكثر حصولا علي الالقاب في تاريخ الاهلي يعد في الوقت نفسه من أكثر المديرين الفنيين الذين كبدوا الاهلي خسائر مالية من وراء صفقات الاجانب. فهو عندما ترك النادي في مايو2012, ترك قنبلة موقوتة في الوقت نفسه بطلها فابيو جونيور الجناح الايسر البرازيلي الذي اشتراه النادي صيف العام الماضي بتوصية من جوزيه مقابل650 الف يورو اي اكثر من4 ملايين جنيه بخلاف عقد اللاعب السنوي الذي يصل الي4 ملايين جنيه, ولم يقدم فابيو جونيور شيئا في اول اعوامه مع الفريق وسجل هدفين فقط احدهما في المباراة المشئومة امام المصري البورسعيدي الذي خسرها الاهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف, وانتهت بنهاية درامية بسقوط اكثر من70 قتيلا من مشجعي النادي في احداث بورسعيد الشهيرة, وهدف آخر في شباك البن الاثيوبي في دوري ابطال افريقيا, وحسام البدري فور توليه المسئولية أبدي عدم قناعته باستمرار اللاعب. وبخلاف فابيو جونيور توجد اسماء اخري شهيرة لمانويل جوزيه, فهو في عام2002 طلب التعاقد مع الانجولي افيلينو رأس حربة بترو اتلتيكو مقابل350 الف دولار, ولعب افيلينو للاهلي موسما ونصف الموسم قضي اغلبها يعاني من الامراض ليتم الاستغناء عنه مجانا. والطريف ان مانويل جوزيه اختار وقتها افيلينو علي حساب فلافيو امادو الذي كان مرشحا بدوره للانضمام الي الاهلي بعد ان اختير افضل لاعبي دوري ابطال افريقيا2001. وفي سيناريو مكرر يأتي البرازيلي جيلبرسون بينيو الذي ضمه مانويل جوزيه في النصف الثاني لموسم2004/2003 والذي كان افتتاحية الولاية الثانية للمدرب البرتغالي في قيادة الفريق ووقتها دارت خلافات بين جوزيه وادارة النادي من اجل هذا اللاعب الذي كلف النادي في صفقة اعارة لمدة6 اشهر فقط مليوني جنيه. والمثير ان بينيو لعب للاهلي في تلك الفترة شهرين فقط وقضي4 اشهر اخري مصابا وعندما كان يشارك في المباريات لم يظهر أي موهبة تشير الي انه صفقة هجومية سوبر. وكان اسوأ صفقات الاهلي مع اللاعبين الاجانب علي الاطلاق. وتم الاستغناء عنه في نهاية فترة الاعارة من جانب لجنة الكرة ومانويل جوزيه نفسه بعد الانتقادات الواسعة التي تعرض لها المدرب البرتغالي من الجماهير والاعلام. وهناك الكولومبي رافائيل كاستيلو الذي كبد خزينة الاهلي نحو150 الف دولار خلال موسم واحد لعب فيه وهو موسم2005/2004, وهو لاعب اجنبي تعاقد معه جوزيه في تلك الفترة ولم يشارك كثيرا وظل احتياطيا لفترات طويلة ورحل ايضا بعد انتهاء عقده مجانا. وفي الموسم نفسه استقدم جوزيه للاهلي في النصف الاول مهاجما نيجيريا يدعي ماكي هنري والذي كلف خزينة النادي40 الف دولار, ولم يسجل سوي هدف واحد وفشل ماكي في ان يكون المهاجم السوبر وجلس بديلا في النصف الاول والاخير له في موسم2005/2004 بديلا للصاعد وقتها عماد متعب ورحل في الانتقالات الشتوية. ولكن اسوأ الصفقات علي الاطلاق واكبرها خسارة صفقة التعاقد مع الغاني اكوتي مانساه الذي ضمه الاهلي من المصري البورسعيدي مقابل5 ملايين و500 الف جنيه في صيف عام2005 بعد منافسة شرسة مع الزمالك. وانفق الاهلي اكثر من7 ملايين جنيه علي مدار موسم ونصف الموسم هي رحلة اكوتي مع الاهلي كان فيها مصابا بقطع في الرباط الصليبي ثم بديلا علي دكة الاحتياطي قبل ان يطيح به المدرب البرتغالي جوزيه من القائمة في نهاية عام2006. ورحل اكوتي عن الاهلي مجانا ليخسر النادي الكبير رقما ماليا ضخما يعد من اكبر خسائره المالية في صفقات الاجانب عبر تاريخه مقارنة بالفترة التي لعب فيها اكوتي مع الاهلي وعدم استفادة الفريق منه شيئا خلال فترة لعبه للفريق. وهناك انيس بوجلبان لاعب الوسط المدافع التونسي الجنسية الذي ضمه الاهلي في يناير2007 وبعد رحيل اكوتي وكلف الاهلي علي مدار عامين اكثر من200 الف دولار دون ورحل في عهد جوزيه ايضا الذي تعاقد معه دون ان يقدم شيئا للفريق.