جاء حادث رفح الأليم الذي لم يكن الأول من الأحداث الارهابية المفجعة ليمثل جرس إنذار لضرورة تأمين المناطق الحساسة ومن أهمها تأمين المناطق السياحية خلال الفترة المقبلة التي أصبحت مهمة عاجلة في العيد خاصة مع محاولات العناصر الارهابية استهداف أوقات تمثل فرحة خاصة للمصريين كما حدث برفح كما استهدفوا وقت الافطار بالحادث وهو ما يستوجب علي الجهات الأمنية ضرورة تأمين المناطق التي تشهد تجمعات ومنها المناطق السياحية مع استعداد أغلب شركات السياحة للتجهيز للموسم الشتوي لاستعادة الحركة السياحية في مصر. يأتي ذلك في اطار اعلان وزير الداخلية عن تكثيف الوجود الأمني بالمساجد والمناطق السياحية بالتعاون مع وزارة السياحة في الفترة المقبلة، كما أكد هشام زعزوع وزير السياحة في تصريحات صحفية ان هناك اجتماعا سيعقد برئاسة الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء بحضور وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين وجميع المحافظين، خاصة محافظي المدن السياحية، عقب انتهاء إجازة عيدالفطر المبارك لمناقشة جهود الحكومة في إيجاد حلول سريعة لعودة الحركة السياحية لمصر، والتي تأثرت بالانفلات الأمني وحادث رفح الأخير. أما أصحاب شركات السياحة فطالبوا بضرورة تأمين الأفواج السياحية في فترة العيد وما بعدها لتنشيط السياحة والاستعداد للموسم الشتوي فيقول حسام الدين مصطفي عضو اتحاد الغرف السياحية إن تأمين المناطق السياحية اصبح مهمة لا تستدعي أي تأجيل خاصة بعد حادث رفح الأليم كما تعرض السياح لتحرشات ومضايقات أدت إلي إصدار وزارة الخارجية الإيطالية تحذير إلي رعاياها بتجنب السفر إلي سيناء والغردقة ومرسي علم بعد قطع الطريق أمام السياح الإيطاليين القادمين لمدينة "مرسي علم" وهو ما يستدعي التكثيف الأمني لارسال رسالة طمأنة للشركات في الخارج موضحا ان عملية التأمين علي المدي القريب يجب ان تبدأ في العيد بتكثيف الوجود الشرطي بأماكن التجمعات والمتنزهات اما علي المستوي العام فتحتاج لتنشيط دور شرطة السياحة علي أن تكون تابعة للسياحة بمرتبات مرتفعة للتفرغ لحماية المناطق تحت اشراف وزارة السياحة موضحا ان ليس هناك تنسيق مع شركات السياحة ويجب اجراء تنسيق معها لتأمين الرحلات والأفواج السياحية خاصة في ظل حالة الانفلات الأمني التي تعرضت له المناطق السياحية وأثر علي حركة السياحة ككل. ويقول عماري عبدالعظيم رئيس شعبة شركات السياحة بغرفة القاهرة التجارية ورئيس احدي شركات السياحة ان تأمين المناطق السياحية يرجع لقرار من وزارة الداخلية بأن تعود عمليات التأمين كما كانت لأن الغياب الأمني أثر بشكل كبير خلال الفترة الماضية بسبب حوادث سرقة وبلطجة أثرت علي الرحلات السياحية وهو ما يستلزم تطبيق القانون ليعود الأمن كما كان موضحا أن تأمين المناطق السياحية يحتاج إلي خطة أمنية من وزارة الداخلية والاهتمام بالحركة المرورية لتأمين السياح في الطرق باعتبارها من العوامل المؤِثرة علي تنشيط حركة السياحة. ويطالب وزارة الداخلية بالتدخل سريعا لتأمين المناطق السياحية والاهتمام بالملف السياحي وشرطة السياحة دون الانتظار لحدوث كارثة كما حدث في رفح موضحا ان شركات السياحة الأن تتحمل عملية تأمين السياح ولكن لا غني عن دور وزارة الداخلية للتمهيد للموسم الشتوي وتأمين الرحلات الداخلية بعد استقرار الأوضاع السياسية بمصر. ومن الناحية الأمنية يوضح اللواء حسام سويلم المدير السابق لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في القوات المسلحة أنه لا يجب اعطاء الأمان للجماعات الارهابية الذين يستهدفون أوفاتا حساسة كوقت الافطار أو وقت الأعياد لذلك لابد من الاهتمام بتأمين الأماكن التي تشهد تجمعات في وقت العيد وتكثيف عمليات التأمين لانه ليس مستبعدا استهداف أي منطقة سياحية وهو ما يلزم وزارة الداخلية باتخاذ الخطوات الأمنية المطلوبة وبصورة عاجلة. ويوضح اللواء سويلم آن هناك مهمة صعبة تقع علي عاتق الداخلية في الفترة القادمة لنشر قواتها علي كل الأماكن لذلك لابد من مشاركة القوات المسلحة في عمليات التأمين داخليا وليس فقط في هذه المناسبات الأعياد. ويؤكد اللواء فؤاد علام الخبير الأمني أن الرئيس مرسي عليه ان يشرك القوات المسلحة لتأمين المناطق الداخلية لعدم استعادة الشرطة قوتها بالكامل حتي الأن وتكثيف الجهود للقبض علي عدد من أصحاب هذه التنظيمات التي تسببت في حادث رفح الأليم لإخضاعهم للتحقيقات والتعرف علي أكبر قدر من المعلومات عن قدراتهم وعلاقاتهم وامكاناتهم لتتمكن الأجهزة من التعامل معهم والتعرف علي دوافعهم ولا يجب الانتظار لحدوث كارثة جديدة لتكثيف عملية التأمين بالمناطق. مهمة تأمين المناطق السياحية أصبحت مهمة عاجلة لا تحتمل التأجيل ويجب ان تكون علي رأس أولويات الحكومة في الفترة القادمة وهو ما يحتاج لخطة جدية بالتعاون بين وزارتي الداخلية والسياحة واتحاد الغرف السياحية مع ضرورة الاهتمام بعودة شرطة السياحة بالتنسيق مع الشركات السياحية وتأمين الأفواج السياحية ومعالجة المشاكل الداخلية كقطع الطرق وأزمة المرور والذي كان تأثيره سلبيا علي حركة السياحة خلال الفترة الماضية وان لم نتدارك الأمر فربما يستمر الوضع علي ما عليه.