روي أهالي قرية صنصفط بالمنوفية,التي يبلغ عدد سكانها نحو5 آلاف أسرة بالقرية, مأساتهم مع تلوث مياه الشرب التي كادت تودي بحياة المئات منهم بعد أن أصيبوا بالتسمم, فلم تخل اسرة واحدة من إصابات بالتسمم أو إعياء شديد ومغص بالبطن وقيء وإسهال, وهو ما أثار الذعر بين الأهالي لتزايد الأعداد بمرور الوقت, حالة شديدة من الغضب كانت واضحة علي الجميع بينما قام أطباء متطوعون وأصحاب الصيدليات السبع بالقرية بنجدة الأهالي وعلاجهم وساعدوا علي تقليل حالات الإصابة. وأكد الأهالي أن هناك عددا كبيرا من الشباب أصيبوا وأن هناك عددا كبيرا أيضا كان من المفترض أن يكون عرسهم خلال ساعات ولكنهم أصيبوا فتم تأجيل افراحهم, ومنهم, عبودي الجبالي, وعمرو شاهين. ويقول إبراهيم عبد الباقي, ميكانيكي,43 سنة: لقد أصيب6 من أفراد أسرتي بحالة إعياء شديدة, أحدهم أصيب عصرا وبعد أن حصل علي الجرعة العلاجية عادت إليه الإصابة مرة أخري. وأكد الأهالي أن هناك نقصا في العلاج سواء بالوحدة الصحية أو بالصيدليات وان ما أرسلته مديرية الصحة بالمنوفية لم يكن كافيا. وبين المرضي أطفال صغار تحملهم أمهاتهم وسط دموع لا تفارقهن علي مصير أبنائهن وآباء مرضي لا يدري الأبناء من أين يعيشون إن أصابهم مكروه في ظل عدم وجود مساعدا ت عينية أو مادية لهم من قبل مسئولي المحافظة. وزاد من المشكلة انتشار الخبر بالقري المحيطة بقرية صنصفط, عن تسبب المياه في ذلك, واعتقد البعض أن العملية التي تغذي قرية صنصفط بالمياه, هي نفس العملية التي تغذي القري المجاورة مثل دمليج وزاوية رزين وسدود وكفر السنابسة وجزي وهو ما آثار حالة من الرعب والذعر أيضا في هذه القري وامتنع سكانها عن استخدام المياه, بعد أن طالبت المساجد من خلال مكبرات الصوت أهالي القري بعدم استخدام المياه بل وصل الأمر إلي مدينة منوف وسرس الليان والحامول. ومن داخل الوحدة الصحية بالقرية أكد السيد سعيد عبد المعبود, ويعمل فني صيانة بمترو الأنفاق, أن حالات الإصابة بدأت منذ أول يوم في العيد, ولم يتوقع أحد أن يتطور الوضع بهذه الصورة, وأنها حالات بسيطة بسبب أكل العيد, مؤكدا أن محطة المياه الموجودة بالقرية لا توجد بها أي تنقية, وأن المياه ينزل بها صديد أحمر ورواسب حديدية, وأنها تسببت فيما حدث للأهالي. وقال السيد عبود: قام أحد أهالي القرية بإنشاء عملية لتنقية المياه منذ3 سنوات ويذهب إليها الأهالي للحصول علي المياه مجانا, وأنها عليها إشراف شديد جدا, ولكنها تستخدم للشرب فقط, أما باقي الاحتياجات من غسل وطبخ فتستخدم فيه العملية الأساسية للقرية والمملوكة للحكومة. وأكد أهالي القرية أن عملية المياه الخيرية لم تتسبب فيما حدث, وأن هناك عينات شهرية تؤخذ منها ويتم تحليلها للتأكد من صلاحيتها, وأنها عليها إجراءات شديدة جدا لضمان نقائها. أما خالد عبد الواحد,45 سنة, فيقول أن محطة المياه بالقرية أنشئت عام1952, ولم يكن بها أي مشاكل. وقرية صنصفط لها3 مصادر مياه بحاري, المصدر الأول قادم من قرية بهواش من خلال مواسير8 بوصات, وساعد في إيصاله للقرية الدكتور اسماعيل سلام عندما كان وزيرا للصحة, إلا أن الخط تم تحويله بعد ذلك ليخدم قرية زاوية رزين المجاورة فقط, المصدر الثاني للمياه, وهو المواسير المقبلة من قرية كفر بلمشط, ولكن لا تمد القرية بالماء رغم أن المسافة بينها وبين صنصفط8 أمتار فقط, المصدر الثالث من قرية جزي, وهذا الخط به مشكلة وهي أن المواسير به مساحتها4 بوصات والمفترض أن تكون16 بوصة, ولكن للأسف كل هذه المصادر لا تمد القرية بالمرض. عبد المرضي راغب, مشرف تغذية بمدرسة, أكد أن القرية كان من المفترض أن يكون بها صرف صحي ولكن المشروع توقف بعد أن تم إنشاء محطة الصرف التي ستستقبل الصرف من قري دمليج وبهواش وزاوية رزين وصنصفط, و المشروع توقف دون اسباب بعد أن اكتمل الحفر وزرع المواسير في قري دمليج وزاوية رزين, ولم يتم الحفر في صنصفط وبهواش, بعد أن سمعنا أن هناك أخطاء بالمشروع, وأن الصرف بدل من اتجاهه نحو المحطة الرئيسية سيعود للبيوت مرة أخري, مؤكدا أن الأهالي ليس لديهم ما يضعون فيه مخلفاتهم, فيتم إلقاء المياه في الشوارع وغيرها, مما يتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض, علاوة علي عدم وجود تنقية لمياه الشرب, مشيرا إلي أن أهل البلد يشربون مياها ملوثة, وهو ما تسبب في ارتفاع الإصابات بالفشل الكلوي والكبد بين أهالي القرية. أما لطفي غنيم,36 سنة, عامل, فيصرخ علي إصابة أقاربة بالتسمم وعدم وجود مساعدات من قبل مسئولي المحافظة والصحة سواء مادية أو عينية. أما الدكتور أحمد ربيع وهو طبيب متطوع, فقال إنه توصل للفيروس الذي أصاب أهالي القرية واسمه باسيلري ديزنتريbacillarydysentry وهو فيرس ينتقل عن طريق الفم سواء بالأكل أو الشرب وهو غير معد, ولا ينتقل بالهواء, ولكن حتي الآن لم يعرف مصدره, كما أن درجة خطورته عادية, فهو يسبب نزلة معوية, ويكون خطيرا فقط علي بعض كبار السن ومن لديه نقص بالمناعة.