لازال ملف مستشفي الطوارئ بنفيشة بالإسماعيلية مغلقا, ولم تجرؤ الأجهزة الرقابية علي فتحه ومعرفة ما بداخله من تجاوزات خطيرة من كل النواحي الإنشائية, والمعدات الطبية قبل أن يغلق أبوابه منذ9 سنوات, ويصبح مبناه الذي يقع علي مساحة ألف متر, مأوي للحشرات الضارة, وملاذا آمنا للخارجين علي القانون, والمشكلة في هذه المنشأة الصحية أنها كانت تستقبل مصابي الحوادث المرورية علي الطرق السريعة فور وقوعها لتخفف العبء عن المستشفي العام والجامعي. وأكد محمود عبدالباسط( مهندس) أنه لم يتخيل علي الإطلاق حرمان المواطنين من خدمات منشأة صحية تم تشييدها بغرض خدمتهم, وهي لم تكن مقصورة علي حوادث الطرق الكثيرة, وإنما يتردد عليها أهالي المناطق الريفية المجاورة لها للعلاج, وحققت نجاحات متعددة, وأصبحت من الأماكن الحيوية البديلة للمستشفيات المركزية بالمحافظة, وبدلا من تطويرها فوجئنا بغلقها, وعندما أشاهدها الآن أشعر بحسرة وألم شديدين. وقال أيمن عطية( مدرس): إنه يتذكر أن سبب توقف مستشفي الطوارئ بنفيشة قبل تسع سنوات يرجع إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية أسفل مبناه, وعدم التعامل معه بالشكل الذي يقضي علي هذه المشكلة بالطرق العلمية السليمة حتي زادت مشكلة الصرف الصحي, وبدلا من حلها صدر قرار من وزارة الصحة في ذلك الوقت, باغلاقه لكن من المسئول عن ضياع ملايين الجنيهات في منشأة صحية متكاملة كان من المفترض أن تعمل وتؤدي خدماتها للمجتمع المحيط بها؟ وأشار صلاح حسانين( تاجر) إلي أن المسئولين عن قطاع الصحة بالإسماعيلية أهملوا متابعة مستشفي الطوارئ, بل أغمضوا أعينهم تجاهه ولم يكلفوا أنفسهم العناء لإيجاد حلول جذرية له وتركوه حتي لا يشغلوا بالهم به منذ توقفه وحتي الآن, مطالبا بضرورة استغلال المبني الحالي سواء بتشغيله كما كان من قبل, أو تحويله إلي مركز طبي أو أي شيء آخر يستفيد منه المواطنون, لكن أن يبقي وكرا للصوص وقطاع الطرق هذا ما لا نرضاه مطلقا. وأوضحت صفية السيد( محاسبة) أن مستشفي الطواري كان يوجد به غرفتان للعمليات الكبري والصغري, وقسم داخلي للرجال والنساء, وآخر متكامل للأشعة والمناظير, ووحدة العناية المركزة, وقسم الأسنان, وهذا المكان الحيوي سابقا قدم خدمات عديدة للمرضي والمصابين, وسبق لي أن تلقيت العلاج بداخله علي أيدي أطباء أشهد لهم بالكفاءة, متسائلة: أين ذهبت الأجهزة الطبية؟ وهل تعمل بالفعل وبكفاءة أم أنها وضعت في المخازن بعد تكهينها بفعل فاعل؟ وقال محمود مصطفي( موظف بالأوقاف): لابد أن يتوجه اللواء جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية في زيارة مفاجئة لمستشفي الطوارئ بنفيشة ويشاهده علي أرض الواقع بنفسه ولا يستعرض مشكلته عن طريق تقرير يقدم إليه حتي يرفع أمره إلي وزير الصحة الجديد لكي يحصل علي الدعم اللازم لإعادة تشغيله, وأتمني ألا ينشغل المحافظ بأشياء أخري ويضع هذه المنشأة في أولويات اهتمامه لأن الارتقاء بالمستوي الصحي من ضمن أولويات الرئيس محمد مرسي. وطالب سعيد عبدالعزيز( أعمال حرة) مدير أمن الإسماعيلية بإصدار أوامره لدي مأمور مركز الضواحي بأن يضع مستشفي الطوارئ المغلق في اهتمامه ويقضي علي الخارجين علي القانون الذين يستخدمونه وكرا لهم, حتي يتم بحث أمر عودته للعمل من جديد, لأنه من العيب أن نشاهد منشأة صحية متوقفة يعبث بها اللصوص الذين قضوا علي الأخضر واليابس بداخله. من جانبه أكد الدكتور مصطفي درويش مدير عام مستشفي القنطرة غرب أن سبب تعطل تشغيل مستشفي الطوارئ بنفيشة هو قرار حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق, الذي ألغي مستشفيات التكامل واليوم الواحد بسبب نقص الكوادر الطبية وعدم وجود معايير للجودة بداخله. وقال: إن الشيء غير المعلن لتوقف عمل مستشفي الطوارئ هو التقشف وضغط الإنفاق الذي كان يتبعه الوزير في ذلك الوقت بعد أن وجد المنشآت الصحية تستهلك جزءا كبيرا من ميزانية الدولة, ويمكن ضغطها لتحسين الخدمة, لكن هذه السياسة خاطئة لأن مستشفيات التكامل, ومن بينها نفيشة التي تتحدث عنها, واليوم الواحد كانت تعمل بانتظام. وأضاف أنه يأمل أن يعود مستشفي الطوارئ من جديد لتخفيف العبء عن المستشفي العام والجامعي ليتفرغ الأطباء فيهما للعمل في مختلف الأقسام, وإجراء الجراحات الكبري, وهذا لو حدث سيقضي نهائيا علي المشكلات التي تحدث في الوقت الراهن من صدام بين المواطنين والأطباء وأطقم التمريض عند دخول أقارب لهم وقع لهم حادث طارئ. أبوابها منذ9 سنوات