لم اكن أتصور.. أن الذي يقف أمامي الآن.. وأنا وحيدا أتأمل الأحداث التي تسابق الزمن بثورة أذهلت العالم منذ يوم25 يناير العام الماضي حتي الآن.. وإستمرارها في مشوارها الثوري المتلاحق.. حتي إختيار أول رئيس مدني في تاريخها الدكتور محمد مرسي ليكون رئيسا لجمهورية مصر العربية.. تأملته في دهشة وهو يقف امامي.. وأمامنا نحن الاثنين كان يقف التاريخ.. بنفسه والذي تعودت كل عام أن ألقاه.. عندما ينشق الزمن.. وأنزل إلي صومعته بين جدران زمن عام يمضي.. وزمن عام يجيء.. ونعيش معها في أحداث ما مضي.. وننتظر أحداث العام الجديد.. وأسرع بالعودة قبل أن تنغلق جدران الزمن الماضي والزمن القادم.. وتلتقي عقارب الساعة الثانية عشرة.. لأصعد علي أرض الحاضر للعام الجديد. وأخرجني من دهشتي.. صديقي التاريخ.. وهو يقول لم أستطع الانتظار لنهاية هذا العام حتي نلتقي يا صديقي العزيز.. لأن الأحداث التي تقع علي أرض مصر.. لا تنتظر الوقت فهي تسبق الزمن وأنا الاحقها كتاريخ لأسجلها للزمن.. وثيقة لا تخضع لأي تلف.. فهي تاريخ حقيقي.. وحضوري إليك جاء تلبية لندائك الذي لم ينقطع بدعوتي بنداء.. سجل ياتاريخ.. واشهد يا زمن.. منذ بداية أحداث ثورة25 يناير وأحداثها التي مرت بها.. وتمر بها منذ بدايتها حتي حلم اختيار أول رئيس مدني لجمهورية مصر أم الدنيا كما تحب ويحب كل مصري أن يناديها!! أسجلها علي شريط خاص.. ليس شريطا سينمائيا.. ولكن للتاريخ أشرطة خاصة اسمها أشرطة الحقيقة.. التي يسجل عليها زمن الأحداث الحقيقية.. التي تحدث في العالم.. ولم انتظر اللقاء الذي يحدث بيننا كل عام لأن الأحداث التي تجري علي أرض مصر.. مذهلة.. مبهرة للعالم.. ومفاجأت الثورة وشعب مصر الذي يفاجئ بأحداثه كل العالم. والذي يحقق أحلامه بقوة تؤكد أن التغيير عادت ولا رجعة فيه.. وإذا الحلم حقيقة والأماني إرادة. وقبل أن أتحدث اليه.. قال بسرعة.. أعرف دعوتك للفن.. وإبداع الفن المصري.. صاحب الريادة والحرية والإبداع ومسئوليته تجاه أحداث ثورتكم الرائعة.. وأنك تطالب الفن بكل فروعه بأن ينطلق في مجالات إبداعه دون خوف أو عتاب.. فمطلوب من الجميع ان يعمل ويسهم بعمله.. وخصوصا الفن في تحريك دوائر الانتاج.. والمبدعون أمامهم مسئولية كبيرة.. وخصوصا السينما.. التي كان لها دور كبير بأفلامها التسجيلية التي شاهدها العالم في المهرجانات العالمية.. والقنوات الفضائية.. وصارت ثورتكم مثلا يحتذي به في العالم.. وللسينما طريق الابداع المطلق الذي يجب ان يقدم أفلاما تهزم أي محاولة لخنق السينما والفن المصري.. نقدم أفلاما لها رسالة تؤكد أن السينما المصرية.. والفن المصري لهما الريادة الحرة في الابداع دون خوف أو تحجيم.. والسينما المصرية الحرة المبدعة هي الريادة المطلوبة.. والتغلب علي مشاكل الانتاج باشتراك كل النجوم في الانتاج بعقود بها أجورهم يتقاضونها من عائدات نجاح أفلامهم وإيرادتها.. أبدا لن تهدأ السينما.. وعروض أفلامها هذه الأيام.. منها ما هو قادر علي تقديم سينما لها الريادة فنيا.. ومنها أفلام يري أصحابها أنها ترفع عن الجمهور بعض الكآبة وتذكرهم بالضحك حتي في عز الآلام.. والجماهير تسهم في إيرادات كبيرة ونجاح كبير لكل فيلم يستحق النجاح.. وسمعت أنا التاريخ عن حركة سينمائية ستبدأ قريبا لتملأ دور العرض في مواعيد يستطيع الجمهور أن يشاهدها.. أبدا لن تهدأ السينما.. وكل الفنون.. التليفزيون.. المسرح.. الموسيقي.. الاستعراض.. حفلات الجمعيات الفنية.. كل الفنون لتعيش مسيرة الثورة ومتطلباتها.. وكم من أزمات مرت علي الفن وإستطاع الفن بنجومه التغلب عليها.. وهزم أي محاولة لوقف حركته. وصمت التاريخ لحظة.. قلت له فيها أكل هذا سجلته يا أعز صديق؟! فقال.. أنا كتاريخ صديق لك.. وأنت الوحيد الذي تعرف سر طريقة لقائي بين فراق زمن يمضي.. وآخر يأتي.. فقد حرصت علي أن القاك في أحداث هذه الأيام.. فإن هذه الأيام تحقق الأحلام.. وإرادة جماعية.. قد تختلف في الوسيلة.. ولكنها تجتمع كلها في قلب واحد.. وشعب واحد.. بعد ظهور النتيجة التي أرادها الشعب.. وتلك التهنئة التي أرسلها المرشح المنافس أحمد شفيق للرئيس الفائز.. أذهلت العالم وضربت المثل لتوافق روح الشعب المصري المبهرة التي لم يتوقعها المغرضون!! أنا التاريخ أيها الصديق.. حركتني أحداث ثورتكم.. وتلاحق أحداثها.. وإنبهرت مع العالم من هذه الأحداث.. وهذه الصلابة المؤمنة بإستمرار ثورتها.. والتلاحم الحادث من القلوب.. وسجلتها لتعيش وثيقة دائما.. يشهدها الزمن.. وتعيها كل الأجيال التي تعيش ثورتها.. والأجيال المقبلة ويعيشها العالم كله.. وثيقة علي شريط الحقيقة.. وليست علي شريط سينمائي.. شريط الحقيقة الذي يبقي أبد الدهر يقظا ولا ينتهي.. ولا يمكن يأن يتوه أو أن يغيب عن واقع سجله علي شريط الحقيقة دائما.. عظيم يا شعب مصر.. ولنا لقاء كل عام يا صديقي الوحيد مع تسجيل كل الأحداث التي ستحدث الأيام القادمة.. والتغلب علي كل الصعاب.. وفتح باب الآمال المشرقة في جميع نواحي الحياة في مصركم الحبيبة.. بمجهودكم.. ومجهود من اخترتموهم ليقوم الكل بواجبهم الصعب جدا.. تجاه مصر.. لتعود بكم جميعا.. مصر أم الدنيا.. ونظرت إلي مياه النيل.. وانعكس ضوء القمر الفضي علي مياه النيل.. وشاهد شعاعا من نور القمر.. يرحل من أمامي.. إلي صومعته التي يعيش فيها.. كتاريخ للعالم كله.. بعد زيارة مفاجئة لصديقه الذي يعيش علي أرض مصر.. فعلا.. أم الدنيا..!! س. ع