تتعرض آلاف الأفدنة بكفر الشيخ للبوار, بسبب النقص الشديد لمياه الري, خاصة أننا في موسم زراعة الأرز التي تحتاج إلي كميات كبيرة من المياه, وأكثر المساحات التي تأثرت بنقص المياه توجد في مراكز الرياض والحامول وبيلا وسيدي سالم. وخرج أهالي قري الرياض والحامول أمس علي رافد الطريق الدولي الساحلي كفر الشيخ بلطيم ومنعوا مرور السيارات احتجاجا علي عدم وصول مياه الري إليهم منذ20 يوما تقريبا, يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه وكيل وزارة الري أن زيادة المساحات المزروعة من الأرز هي السبب. ويقول حامد محمد القصاص من قرية(74) بالرياض: ما يحدث لأراضينا كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معان, فلم تصل مياه الري منذ أكثر من20 يوما, مما أدي إلي بوار مساحات كبيرة من الأراضي, خاصة أن الأرز في مرحلة الإنبات ويحتاج إلي كميات كبيرة من المياه, وشكونا للمسئولين دون جدوي, وضاع كل ما أنفقناه من تقاوي, وأسمدة وغيرهما علي الأرض. ويضيف السيد شحاتة فرج من أهالي قرية الرصيف قائلا: إن ترعة أبو مصطفي التي تروي7 آلاف فدان أصبحت خاوية من المياه منذ15 يوما, وبرغم أنه تم الاتفاق علي أن يكون الدور كل ستة أيام, فإن المياه لم تأت, وتعرضت عشرات الأفدنة للبوار, ويفكر أصحابها في زراعتها بمحاصيل أخري لا تحتاج إلي كميات كبيرة من المياه, لافتا إلي أن معظم مزارعي الرياض من البسطاء الذين يزرعون بالنصف عند أصحاب الأراضي, ولا توجد لهم مصادر رزق أخري غير الزراعة, فكيف ينفقون علي أولادهم وأسرهم بعد بوار أراضيهم؟! ويقول خالد حسن من أهالي الرياض: إن أزمة مياه الري في هذا الوقت من السنة شيء متكرر, لكن الأزمة هذا العام شديدة جدا, ومن المتوقع أن يزداد الأمر صعوبة خلال الفترة المقبلة, خصوصا في الأراضي الواقعة في نهايات الترع, لافتا إلي قيام محطة خلط( نمرة5) بالحامول بخلط مياه مصرف كوتشنر التي تحتوي علي عشرات المواد السامة, نتيجة صرف مصانع المحلة وكفر الشيخ بمياه بحر تيرة بنسبة3 إلي1, وبرغم ذلك لا تكفي هذه المياه للمساعدة في ري أراضي الحامول والرياض وبلطيم وأجزاء من سيدي سالم. ويشير عبدالعزيز ماهر اللوزي من قرية(47) غرب تيرة بالحامول, إلي أن نقص مياه الري بالقرية يجعل الفلاحين لا ينامون, آملا في وصول المياه للترع ليلا, ويحدث العديد من المشاجرات بينهم بسبب أولوية ري الأراضي حتي أصبحنا وكأننا في حرب بسبب المياه, وبرغم شكوانا فلم يسأل أحد. ويؤكد شريف عبدالمقصود من إحدي قري الحامول, أن المياه أصبحت تحتاج إلي رقابة, لأنه للأسف الشديد لم تعد لها مواعيد ثابتة, فأحيانا تأتي كل أسبوع, وأحيانا بعد عشرة أيام, وأصبحنا نعيش في حيرة من أمرنا بسبب هذه الأزمة, لافتا إلي وقوعه في أكثر من مشاجرة مع جيرانه في الحقل خلال الأيام الماضية, وكأننا في يوم القيامة والكل يبحث عن مصيره, لافتا إلي أن الفلاحين هم الفئة الوحيدة في المجتمع التي لم تعترض علي أي شيء بعد الثورة, برغم المعاناة في تسويق المحاصيل, وارتفاع أسعار المبيدات والتقاوي والأسمدة, فكان أقل شيء توفير مياه الري لنا حتي لا تبور أراضينا ولا نجد ما نأكله.. من جانبه أكد المهندس شوقي كريم وكيل وزارة الري بكفر الشيخ أن الأزمة سببها زيادة مساحات الأرز المزروعة بأراضي المحافظة بالمخالفة للمساحة المقررة وهي275 ألف فدان, إلا أن الفلاحين قاموا بزراعة أكثر من400 ألف فدان أرز, وأصبح هناك125 ألف فدان تحتاج إلي مياه ري فتم تحميلها علي باقي المساحات, وبالتالي يحدث نقص شديد في المياه, لافتا إلي قيامه بالذهاب إلي ترعة أبو مصطفي بنفسه, وعندما وجدها بلا مياه أصدر توجيهاته بإطلاق المياه فيها لإنقاذ7 آلاف فدان من البوار, وسوف يتابع باستمرار في باقي المناطق حتي تمر الأزمة علي خير.