يعاني أهالي بني سويف من حالة فزع بعد انتشار الباعوض والحشرات بشكل كبير مع دخول فصل الصيف, مما دفعهم إلي شراء المبيدات الحشرية وتخصيص جزء كبير من رواتبهم لرش تجمعات القمامة أمام المنازل دون فائدة, في الوقت الذي شهدت فيه المستشفيات زحاما بسبب إصابة العديد من الاطفال بأنواع مختلفة من الحساسية بسبب لدغات الباعوض. وكان الاهرام المسائي قد فتح علي مدار عدة أشهر ببني سويف كلا من ملفات تلوث الترع والمصارف وانسداد معظمها وركود المياه بها وما تهدد به الأهالي من أمراض وحساسية وكذلك حذر من تراكم جبال القمامة المنتشرة أيضا بالعديد من المناطق السكنية كحي الرمد وعبد السلام عارف وغيرها حتي بات الامر يمثل خطرا علي الشعب السويفي بعد أن أعطي جميع المسئولين ظهورهم للتلوث بالمحافظة. و تقول إسراء ابو العلا محمد ربة منزل إن الناموس أكل ابنتي وانا حيث فوجئت بصراخها وتورم جسدها كله وذهبت بها للمستشفي وظلت لعدة أيام تخضع للعلاج بعد إصابتها بصدمة من الحساسية الحشرية المفرطة بعد الهجوم الضاري من الباعوض الذي نعاني منه ليل نهار. وتضيف مايسة السيد مدرسة كمياء أن السبب في انتشار الناموس والحشرات بالشكل المرعب الوبائي الذي نعيشه في المحافظة يعود في الاساس الي إهمال مديرية الري التي لا تقوم بتطهير الترع والمصارف فضلا عن ركود الماء داخل معظم مصارف المحافظة الخاصة بالري وتصافي الزراعات بسبب الانسداد الدائم بها لذا تعتبر تلك المياه أفضل حضانة ليرقات الباعوض وغيرها من الحشرات الضارة كما أن الاستخدام المفرط للمبيدات سيكون حلا لمشاكل انتشار الباعوض ولكن سيؤثر بشكل سلبي آخر علي صدور الأهالي وصحتهم بشكل عام خاصة مع اختلاط تلك المبيدات بمياة ري الزراعات بالقري. ويؤكد بعض العاملين بمحطات الملاريا التابعين لمديرية الصحة أن قرار الكتاب الدوري لتشغيل العاملين بنسبة5% تم تطبيقه علي عمال محطة الملاريا دون ناقلات الأمراض مما تسبب في زيادة الحشرات لعدم التطهير طوال أيام الاسبوع نظرا لتغيير نظام الاجازات فضلا علي أن الرشاشات التي تمت تسلمناها للقيام بالتطهير غير صالحة وطالبوا بإعادة عمل أيام الجمعة والعطلات الرسمية والسبت نظرا لثقل حجم العمل وقلة العمالة والحد من كثرة انتشار يرقات البعوض. وتقول الدكتورة سهام الديب مديرة إدارة البيئة والسلامة المهنية بمستشفي الجامعة ببني سويف إنه يجب أن تخرج حملات مكثفة من مديرية الصحة لرش أماكن المستنقعات وطفح مياه الصرف كما يجب أن تقوم أيضا برش جميع الهيئات الحكومية والمستشفيات ضد الحشرات والقوارض بالمجان حيث ان الامر يتعلق في النهاية بصحة المجتمع بأثره حتي لا تنتشر الاوبئة والامراض خاصة بعد أن عزفت العديد من المستشفيات عن رش المبيدات بسبب التكلفه الباهظة. ويضيف الطبيب محمد جابر أن الباعوض والذباب المنتشر بشكل سرطاني بالمحافظة علي غير العادة يتسبب بشكل مباشر في نقل أمراض التيفود والكوليرا والملاريا والفلاريا ناهيك عن الحساسية الحشرية للأطفال والكبار كما تسبب المبيدات التي يستخدمها الأهالي داخل المنازل في إبادة للحشرات المتواجدة بالمنزل فقط وتؤثر تأثيرا سلبيا علي صدور الاطفال وتسبب الحساسية والشعور بالاختناق. ويؤكد المهندس أسامة الشافعي مدير عام البيئة أنه أرسل مذكرة رسمية للدكتورة عفاف حسن مديرة إدارة مكافحة الحشرات وناقلات الامراض بأهمية قيام الادارة بواجباتها الخاصة برش المبيدات للقضاء علي الناموس المنتشر علي غير العادة وجاء ذلك بعد شكاوي المواطنين وفحص البيئه لتلك الظاهرة وعاب الشافعي في نفس الوقت علي تحول ادارة مكافحة الحشرات الي وحدة إقتصادية منذ2005, حيث تقوم برش المبيدات في المصالح والهيئات مقابل فلوس. وعندما توجه الأهرام المسائي للوقوف علي حقيقة التقصير من قبل إدارة مكافحة الحشرات بمديرية الصحة رفضت الدكتورة عفاف حسن مديرة الادارة الحديث إلينا متعللة بتعليمات الدكتور هشام شيحة مسئول الاعلام بوزارة الصحة الذي أمرهم علي حد قولها بعدم إعطاء أي تصريحات صحفيه. من جانبه, أكد الاستاذ الدكتور عاطف عافية وكيل وزارة الصحة ببني سويف أن جهود المكافحة الخاصة بالحشرات قد تأثرت بسبب النقص الحاد في السولار حيث تحتاج المواد الكميائية والمبيدات المعدة للقضاء علي الحشرات الي السولار لذوبان تلك المواد لذا قمت بالاجتماع مع كل من مدير عام التموين والمحاسب شريف الجمسي سكرتير عام محافظة بني سويف لتدبير السولار وتم الاتفاق علي أن تخصص محطة وقود محددة بكوبونات لصرف السولار الذي نحتاجه للمكافحة. وأضاف عافية أنه من الطبيعي أن تقوم إدارة المكافحة برش المبيدات بمقابل مادي للأفراد والشركات لأن ذلك يكون وفقا لطلبهم أما رش الاماكن العامة والمصارف وأماكن تجمع وانتشار يرقات الباعوض فبالمجان ويرجع ذلك لضعف وتحجيم الموارد المالية بالوزارة.