يبدأ اليوم انتشار نحو300 ألف من عناصر الشرطة العسكرية والمدنية وقوات الصاعقة والمظلات لتأمين لجان الانتخابات الرئاسية والقضاة المشرفين عليها ومواجهة أي أعمال بلطجة تعوق سير العملية الانتخابية. بينما يتسلم قرابة15 ألف قاض اللجان الفرعية والأوراق والاختام والاحبار الفسفورية وسط تأكيد بفضح أي محاولات تزوير تستهدف إفساد الانتخابات وتشويهها. وشهدت الساعات الأخيرة عشية اجراء أول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر في تاريخها, صراعا خفيا بين القوي الدينية والليبرالية واليسارية, لحشد الاصوات لصالح المرشح الذي تؤيده بعيدا عن تجاوز الصمت الانتخابي, فيما رصد احد الائتلافات المراقبة أول حالة خرق للصمت الانتخابي أمس لصالح المرشح أحمد شفيق بعد نشر إعلان يدعو إلي انتخابه علي صفحات احدي الصحف القومية, في الوقت الذي التزم فيه باقي المرشحين بالصمت. قال مصدر عسكري ان عدد القوات المشاركة في تأمين اللجان من عناصر القوات المسلحة والشرطة يتراوح ما بين250 إلي300 ألف وتتضمن عناصر من مختلف القوات( شرطة عسكرية وصاعقة ومظلات) إضافة إلي مشاركة القوات الجوية والبحرية بعدد من المهام منها تأمين نقل القضاة والصناديق الانتخابية إلي المحافظات النائية. وأكد المصدر ان العملية الانتخابية ستشهد أعلي درجات التأمين, مشيرا إلي أنه تم ابلاغ الضباط بالاماكن التي سيتولون حمايتها والوجود بها, حيث بدأت القوات في الانتشار لمعاينة المقار التي تتسلمها رسميا من صباح اليوم. من جانبه, جدد المجلس الأعلي للقوات المسلحة تأكيده علي انه يقف علي مسافة واحدة من جميع المرشحين وانه يترك للشعب الحرية الكاملة في الاختيار من بين المرشحين في السباق الرئاسي. وقال المجلس في رسالته رقم(10) عبر صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي( فيسبوك): لابد ان نتقبل جميعا نتائج الانتخابات التي سوف تعكس اختيار الشعب المصري الحر لرئيسه, واضعين في الاعتبار ان العملية الديمقراطية في مصر تخطو خطواتها الأولي ولابد ان نسهم جميعا في نجاحها. ودعا المجلس العسكري الشعب المصري إلي صناديق الاقتراع قائلا: أيها الشعب العظيم ان العالم أجمع الآن يراقب ويشاهد بدقة ما يحدث في مصرنا الحبيبة, فلنضرب لهم المثل والقدوة في الاداء وتحمل المسئولية كما كانت مصر عبر تاريخها الإنساني كله. من جانبه, أكد المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة انه تم تخصيص22 خطا تليفونيا لتلقي الشكاوي من القضاة إلي جانب تشكيل غرفة العمليات التي تعقد برئاسة رئيس النادي وعضوية10 أعضاء بمجلس الإدارة يعاونهم15 موظفا لرصد أي تجاوزات في حق القضاة المشرفين علي العملية الانتخابية. اضاف الزند انه تم التنسيق مع المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لتذليل أي صعوبات تواجه رجال القضاء خلال العملية الانتخابية إضافة إلي التنسيق مع اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية وكذلك وزارة الداخلية بشأن تأمين رجال القضاء ومقار اللجان الانتخابية حتي تجري في مناخ آمن ومستقر. في سياق متصل, قال المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة السابق ورئيس لجنة قضاة من أجل مصر التي تم تشكيلها للاشراف القضائي علي الانتخابات ورصد أي تجاوزات وإعلان النتائج بشكل منفصل عن اللجنة العليا, انه سيتم عقد اجتماع يشارك فيه العديد من القضاة من أجل مناقشة الاستعدادات النهائية لمراقبة الانتخابات الرئاسية. وفي سياق متصل قررت اللجنة العليا بعد المداولة وقف إعلان نتائج التصويت للمصريين بالسعودية والتحفظ علي محضري اللجنتين الفرعيتين في لجنتي مصر بالرياض وجدة, بناء علي الشكوي التي تقدم بها مندوبا كل من المرشحين عبدالمنعم أبو الفتوح وخالد علي. وقال المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة في ختام أعمالها الليلة الماضية بعد أكثر من3 ساعات ونصف متواصلة انه في ضوء الجدل الذي اثير حول هاتين اللجنتين فسوف يتم وقف إعلان النتائج وشدد علي ضرورة ارسال الأوراق الدالة علي أي شكوي والتحقق من الأمر تماما مشيرا الي انه لايمكن اعتماد النتائج إلا بعد التحقيق الشامل وفقا للأوراق القادمة من المملكة مؤكدا انه لن يتم فتح هذه الأوراق إلا بحضور مندوبي الطاعنين وقال إن اللجنة طلبت من وزارة الخارجية موافاتها بالأوراق المطلوبة من بعثتيها بالمملكة في أسرع وقت ممكن بما لا يؤثر علي نتائج الانتخابات وفقا لجدولها الزمني, وبحيث يتم الالتزام بنتائج المرحلة الأولي في غضون يوم29 مايو بينما اعترض مندوب المرشح محمد مرسي الفائز بأعلي الأصوات بالسعودية علي قرار اللجنة بوقف اعلان النتائج. في السياق ذاته, تقدم ائتلاف مراقبون لحماية الثورة ببلاغ لرئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ضد الفريق أحمد شفيق لمخالفته قانون الدعاية الانتخابية ونشر إعلان باحدي الصحف القومية خلال فترة الصمت الانتخابي يحمل صورته ورمزه الانتخابي.