عشية الإجتماع الثاني اليوم للجمعية التأسيسية لوضع الدستور برئاسة د. سعد الكتاتني وأول إجتماع لتدشين لجنة تأسيسية بديلة لصياغة دستور يكتبه شعب مصر أعلنت جماعة الإخوان عن أنها تبحت التخلي عن بعض المقاعد في اللجنة لمصلحة من وصفتهم ب الرموز التي ترغب في التمثيل عن بعض المؤسسات. وأكد الدكتور محمود غزلان; المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين, أن الجماعة تسعي لإنهاء أزمة التأسيسية عن طريق التخلي عن عدد من المقاعد لصالح من وصفهم بالرموز التي ترغب في التمثيل عن بعض المؤسسات, قائلا إن الإخوان توافقيون أما الآخرون هدفهم إما أن تنفذ ما يريدون أو يسعوا لإفشال كل شئ. وأكد الدكتور محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية العدالة وعضو الجمعية التأسيسية واللجنة المنبثقة للتفاوض مع الأعضاء المنسحبين أن إجتماع اليوم سيتم رغم فشل المفاوضات مع الزملاء المنسحبين مشيرا إلي أن حزبي الحرية والعدالة والنور قدما مرونة كبيرة في التفاوض ولكن هناك تعنت من الجانب الآخر وقال إن اللجنة المنبثقة من الجمعية التأسيسية ستبلغ الجمعية خلال الإجتماع بتفاصيل هذه المفاوضات مشيرا إلي أن اللجنة علي استعداد للتفاوض من جديد إذا ما رأت الجمعية التأسيسية ذلك. وكشف المستشار سامي مهران الأمين العام لمجلس الشعب عن أنه وصل للجمعيةالتأسيسية طلبات رسمية من12 عضوا للانسحاب منها مؤكدا أن عدد الأعضاء طالما كان فوق ال50% فإن إجتماعات الجمعية التأسيسية تكون صحيحة وأنه يمكن تصعيد الأعضاء الإحتياطيين مكان المنسحبين من الأعضاء الأساسيين. ومن جانبه, أكد الدكتور وحيد عبد المجيد المنسق العام لأحزاب التحالف وعضو مجلس الشعب والجمعية التأسيسية أنه في ظل إصرار الأزهر والكنيسة علي الإنسحاب من الجمعية التأسيسية يستحيل خروج دستور جديد للبلاد مطالبا بحل هذه الأزمة التي تواجه الجمعية التأسيسية. من ناحية أخري يعقد نخبة من المثقفين وأساتذة القانون الدستوري وممثلي المجتمع المدني وبعض القوي السياسية إجتماعا اليوم لتدشين لجنة تأسيسية بديلة لصياغة دستور يكتبه شعب مصر, وبحث المشكلات التي تواجه عمليات صياغة الدستور. ويعرض الدكتور أحمد كمال أبو المجد الفقيه الدستوري ورقة عمل حول دور الجمعية التأسيسية في صياغة الدستور ويقوم أحمد البرعي وزير القوي العاملة السابق أهمية مشاركة المجتمع المدني. كما يشارك في الإجتماع الفقيه الدستوري إبراهيم درويش والدكتور يحيي الجمل والدكتور عمرو الشوبكي والنائب عمرو حمزاوي وعماد جاد والدكتور حسام عيسي وعصام الإسلامبولي المحامي ونجاد البرعي وعدد من ممثلي النقابات المهنية. وقال الدكتور البرعي في تصريح ل الأهرام المسائي: لاشك أن الجمعية التأسيسية التي شكلها البرلمان سقطت وفقدت مصداقيتها بعد انسحاب مقاطعات مهمة منها اعتراضا علي طريقة تشكيلها مشيرا إلي أن مبدأ المساومة الذي نسمع عنه بتخفيض تمثيل قوي الأغلبية في البرلمان داخل الجمعية, التأسيسية أم غير مقبول. وأضاف مساومة ايه هو احنا في سوق التلات احنا بنتكلم عن دستور بلد قام بثورة ضد ديكتاتورية الحاكم والحزب الواحد. أشار الدكتور أحمد كمال أبو المجد الفقيه الدستوري إلي أن ما يحدث حاليا من جانب الأغلبية في البرلمان الذي فرض هيمنته علي الجمعية التأسيسية رغم إنسحاب العديد من القوي السياسية والمؤسسات المدنية. وقال سأستعرض في ورقتي دور الجمعيات التأسيسية في وضع الدساتير وطرح مقترحات للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد وسط حالة من التناحر بين القوي الإسلامية واللبرالية.