جلست مع صديقي النجم.. هو ليس الصديق الوحيد الذي التقي به مع يوميات ممثل.. ولكنه مجموعة كبيرة من الأصدقاء النجوم الذين أعيش معهم طوال السنين الماضية.. والحالية.. في يوميات الممثل! ودائما مايسبق حكايتنا الصمت انه سمة من سمات كثير من أصدقائي النجوم.. بعدها ينطلق الحوار.. والحديث... قال.. غريبة جدا تلك اللحظات الساحرة التي تسيطر علي كيان الممثل.. وتجعل منه إنسانا آخر يسعي إليها طوال مشواره الفني.. وعندما يعيش تلك اللحظات.. فكأنه يرتوي بإكسير الحياة. تسلم أوسكار عن دور فيلم.. استقبال جمهور لممثل ناجح.. تصفيق الجمهور عند إنتهاء عرض وإسدال الستار.. رائحة النجاح التي يعشقها ويعيش من أجلها كل ممثل أو ممثلة.. السيطرة علي دور عنيد ظل ينتظر طوال حياته ونجح به وسجل نجاحه علي شريط سينمائي. الأضواء اللاهثة التي تجري خلفه في كل مكان.. الأخبار التي تملأ الأبواب الفنية في الجرائد والمجلات.. تؤكد كلها نجاحه الفني.. خطابات الإعجاب التي يحملها إليه البريد. كلها لحظات السحر التي من أجلها يعيش الممثل وكل فنان.. يبقي طوال حياته في إنتظار تلك اللحظة الساحرة مهما طالت سنين عمره السينمائي.. عندما جاءت اللحظة وتسلمت النجمة جائرة الأوسكار مثلا في هذا العام.. سكت الكلام.. ونسيت تلك الخطبة التي أعدتها طوال السنين لتلك اللحظة.. ولم يبق إلا الدموع... تعبر بها عن سحر تلك اللحظات الساحرة.. يصنع الممثل المعجزات.. ويتغلب علي آلام أمراضه.. ويواصل.. يتغلب علي عجز السنين.. ويواصل.. يقف أمام كل التحديات.. ويواصل.. وعندما يصل إلي تلك اللحظة.. يرتوي.. ويواصل. وعندما يفقد الممثل تلك اللحظات الساحرة.. يفقد كل شيء.. يختفي أو يتوقف.. وتنساه الحياة.. ويفضل الرحيل عن الدنيا... عندما يشعر أن اللحظات الساحرة في طريقها إلي الزوال.. يفضل أن يبتعد عن منطقة السحر هذه وهو في عز توهجه.. يعتزل.. محتفظا بحلاوة ماعاشه مع تلك اللحظات.. غير مستعد أن يراها من بعيد.. ولايعيش بداخلها مستمعا بسحرها العجيب.. وهناك نجوم لاتستسلم أبدا للحرمان من تلك اللحظات.. ويصر علي العيش بداخلها عن طريق إستمراره في تحدي الزمان.. ويعيش في مشواره السينمائي الطويل الماضي الذي هو مستقبل حاضره.. الذي يسعي إلي إستمراره... ونجاحه حتي آخر لحظة من حياته.. التي يرحل فيها بعد آخر لقطة سينمائية يقدمها في فيلمه الأخير. ونظرت إلي صديقي النجم الذي.. صمت فجأة.. وكأنه يشاهد في صمته رحلات كثير من نجومنا.. العباقرة.. ونجماتنا المبدعات المبهرات ورحيلهم.. ثم قال.. غريبة تلك اللحظات الساحرة.. التي من أجلها يعيش الفنان.. ومن أجلها تنتهي حياته.