تعاني العديد من قري ومراكز مدينة بني سويفالجديدةشرق النيل وطريق الكريمات والزعفرانة من الغرق الكامل بمياه صرف المصانع بالمناطق الصناعية شرق النيل واغتيلت مئات الأفدنة الخصبة علي امتداد7 كم. وهجر العديد من أهالي العزب والقري بيوتهم والبقية شرعت في شراء المراكب ليستطيعوا الوصول لبيوتهم داخل القرية حيث وصل عمق المياه بها الي أكثر من3 أمتار وأصبح ماء الصرف علي مشارف أبراج الضغط العالي بمحطة محولات الكهرباء الرئيسية بالمحافظة الأمر الذي ينذر بكارثة. يقول نادي علي محمد حجار بارت كل الأراضي الزراعية بعزبة مطير وعزبة خالد درويش ومدينة وقرية الأمل وقري بياض والعلالمة والأراضي الزراعية الملاصقة للطريق الزراعي الشرقي بطول7 كيلو مترات وهي تقدر بمئات الأفدنة بسبب مياة الصرف المصانع وبسبب ملوحة التربة فقدت المحافظة أجود زراعات القمح والموز وبرسيم الماشية. ويضيف أحمد خالد مزارع أن تلك المياه أصبحت مصدرا لكل أنواع الحشرات الضارة والثعابين المائية التي تخرج علينا في كل وقت وحين وتغيرت ملامح الأطفال بسبب حساسية الوجه وحالة الاعياء الملازمة لهم باستمرار وهجر العديد من أهالي قرية الأمل التي نسكنها إلي أماكن أخري والبقية تستخدم المراكب في التنقل داخل القرية ويشهد الطريق السريع الزراعي الغربي العديد من الحوادث بسبب غرقه بمياه الصرف وأصبح مهددا بسقوطه حيث أن طبيعة الأرض صخرية وتسمح بانتقال المياه لكل جزء أسفل الأرض وأكمل قائلا بارت الأراضي الزراعية التي داومت علي مراعاتها واستصلاحها علي مر سنوات وبعد أن قمت بالتجهيز بدق شجر الموز فتكت مياه صرف المصانع بحلم عمري في استثمار تلك الأرض لأنفق علي أولادي ووالدتي التي أعولها. يقول سيد محمد جاب الله عامل أرزقي بقرية عرب مطير لا نستطيع دخول القرية بسبب غمر المياه لكل الطرقات والبيوت وجميع البيوت بالقرية بدون أسقف بسبب عدم ثبات التربة وتشقق الحوائط فالماء يجعل البيوت تهبط وتخشي الأهالي من بناء الأسقف من سقوطها فوقهم وتساءل لماذا لا يتعامل معنا المسئولون كبقية أبناء مصر وعاب علي شركة الكهرباء بتوصيل أسلاك تمررها من فوق البيوت دون أن تقوم بإنشاء أعمدة إنارة لتصل الكهرباء بشكل فني سليم ومعظم الأهالي لا يقومون بتعليم أطفالهم بسبب عدم وجود مدارس بقرانا والبعد الشديد لأقرب مدرسة فضلا عن عدم توفر المواصلات التي ننقل بها أبناءنا ليتلقوا الدراسة والتعليم. ويضيف أحد الموظفين بمحطة محولات بني سويف للكهرباء رفض ذكر اسمه أن مياه صرف المصانع تعدت كل الحدود واقتربت من المحطة وهو يمثل كارثة حيث تغذي المحطة المحافظة وجميع مصانعها فهي تعمل بجهد عال جدا يصل إلي220 ك ف وأبراج الضغط العالي بها مهددة بالانهيار في حالة وصول مياه الصرف إليها حيث تتسبب الأملاح الموجودة بتلك المياه في تآكل القواعد الأسمنتية الخاصة بتلك الأبراج. واستطرد منصور سليمان مزارع من قرية بياض العرب قائلا أنه قدم اقتراحا لمسئولي الصرف بالمحافظة لحل مشكلات الصرف بها دون أن يكترث بالحل أحد حيث قال: يوجد واد بالقرب من المنطقة الصناعية الثانية داخل الصحراء يبعد حوالي20 كم من أقرب منطقة سكنية بالمحافظة وهو عبارة عن وادي مغلق تتعدي مساحته6 كم مربع ويمكن له أن يستوعب مياه الصرف الصحي وصرف المصانع عدة سنوات دون أن تتسرب منه المياه وأضاف أنه من عرب المنطقة ويعرف طبيعية الصحراء والوديان بها كما يمكن للمسئولين أن يقوموا بعد ذلك بتعمير المنطقة المحيطة لهذا الوادي عن طريق تنقيه تلك المياه لزراعة الأراضي المحيطة أو عمل عدة مصانع للسماد العضوي الذي يحتاج إليه الفلاحون. ومن جانبه أكد العميد محمود طه رئيس قطاع التشغيل والصيانة لمنطقة شمال بشركة مياه الشرب والصرف الصحي أن غرق تلك المناطق بمياه صرف المصانع يعود إلي تأخر وزارة الصناعة في إنشاء الغابة الشجرية التي كان من المفروض أن تكون جاهزة عند بدء المنطقة الصناعية شرق النيل في العمل وتقوم شركة المياه بتحمل كل المشكلات التي أنشأها وخطط لها الغير وذلك تحت الأوامر والضغط السياسي تقوم شركة المياه بالمحافظة بعمل السواتر الترابية من ميزانية الشركة لمنع وصول المياه لمناطق أخري خاصة محطة محولات بني سويف وقامت المحافظة بتوفير مساحة أرض للغابة الشجرية بالمنطقة الصناعية ولم يتوفر بعد الاعتماد المالي لإنشائها من وزارة الصناعة. وفجر طه مفاجأة من العيار الثقيل حين قال كلفت معهد بحوث الري والصرف لعمل دراسة لتحلية مياه الصرف لري الزراعات وتصريف ما يتبقي منها في مياه النيل بعد عمل المعالجات اللازمة لها وبالفعل تسلم دراسة شاملة تكلفت80 ألف جنيه لاعادة تحلية تلك المياه قدم الدراسة لوزارة الري ولكنه فوجئ بأن الوزارة لم تأخذ بما جاء بها من حلول وظلت الأزمة قائمة.