(عبدالرحيم ومني) طفلان في عمر الزهور, يسكنان في شارع واحد وعمارتين متجاورتين, اعتادا صباح كل يوم اللهو في مدخل عمارة الطفلة يعيشان احلاما بريئة في ظل رعاية أسرتيهما. وفي أحد الأيام توجه عبدالرحيم إلي منزل جارته للعب في مدخل العمارة كالمعتاد.. كانت لعبتهما هذا اليوم مختلفة عن الأيام السابقة, حيث قررا أن يلعبا لعبة الاستغماية. غمت( مني) عينيها وحاول عبدالرحيم أن يختفي في مكان يشغل بالها في العثور عليه, فانطلق مسرعا إلي فناء العمارة الواسع ليبحث عن مكان يختبئ فيه حتي لا تجده جارته إلا بعد مشقة وعذاب وحيرة, ولكن شاء حظه العاثر أن يختبئ بجوار بيارة الصرف الصحي ذات الغطاء المكسور والواسع, وفي أثناء محاولته التحرك سقط في البيارة التي ظل غطاؤها لفترة طويلة بدون إصلاح في ظل تجاهل الأسرة لخطورة هذا الموضوع. فتحت( مني) عينيها لتبحث عن جارها وصديقها وظلت بصوتها الرقيق تهتف: أنت فين ياعبدالرحيم, وظلت تبحث طويلا, وعندما فشلت في العثور عليه هرولت إلي والديها وهي تبكي وتقول: مالقياش عبدالرحيم.. هو راح فين يا بابا؟! بدأت الشكوك تراود والديها وتساءلا في نفسيهما عما إذا كان تم اختطافه. هرع الأب بخطوات سريعة إلي مدخل العمارة والشارع بحثا عن الطفل ويصرخ ويقول: ماحدش شاف عبدالرحيم لكن دون جدوي, فقد باءت محاولته بالفشل فقرر العودة إلي مسكنه لتهدئة صغيرته.. وبعد أيام قليلة, حدث ما لم يكن بالحسبان, فقد طفت جثة عبدالرحيم من بيارة الصرف الصحي ودب الخوف في نفس والد الطفلة من توجيه أصابع الاتهام إليه بقتل المجني عليه.. فقام بانتشال الجثة, وأعد العدة فقام بحفر حفرة أسفل العمارة ودفن فيها الطفل لابعاد الشكوك عن الأسرة. بعد أيام قليلة, استدعت أجهزة الأمن الرجل وزوجته لسؤالهما حول الواقعة فأنكرا معرفتهما بارتكاب الواقعة, قائلين إنهما كانا يبحثان عن الطفل مع والديه ليلا ونهارا ولكن بعد تضييق الخناق عليهما, اعترفا تفصيليا بإخفائهما جثة الطفل, بعد اكتشافهما سقوطه في البيارة, وبررا جريمتهما بخوفهما من إلصاق أسرة الطفل التهمة بهما. أحداث الواقعة تعود إلي تلقي اللواء عبدالعزيز النحاس مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج إخطارا من العميد عاصم حمزة مدير إدارة البحث الجنائي عن بلاغ من محمد عبداللاه43 سنة عامل من قرية عرابة أبوالدهب, بغياب ابنه عبدالرحيم(3 سنوات) وترددت كثرة الشائعات بأنه تم خطفه لسرقة بعض أعضائه وكذلك مقابل دفع فدية. تم تشكيل فريق بحث ضم العقيد كمال الضبع رئيس مباحث مركز سوهاج والمقدم مصطفي النحاس معاون المباحث بإشراف العميد محمود العبودي رئيس مباحث المديرية لكشف غموض الواقعة وضبط الجناة. وتوصلت التحريات إلي أن عبدالرحيم اعتاد اللعب مع طفلة جاره عماد كهربائي.. ويوم غيابه توجه الصغير إلي المنزل ليلهو مع الطفلة وظل يلهو عدة ساعات وبعد فترة دخل دورة المياه لقضاء الحاجة وللاختباء من صديقته حتي لا تعثر عليه فسقط في دورة المياه لاتساعها ليلقي مصرعه. بعد عدة أيام طفت الجثة وخشية من بطش أسرة الطفل والانتقام منه فكر تفكيرا شيطانيا لإخفاء الجثة تماما فقرر انتشالها وحفر حفرة بعمق مترين أسفل الحائط داخل المنزل وقام بخلع ملابسه التي كان يرتديها وأشعل النيران فيها لإخفاء الجريمة, ثم ألقي الجثة بالحفرة. تم تحرير محضر بالواقعة وإحاله المتهمين إلي النيابة التي باشرت التحقيق.