هذا الحادث هو أروع نموذج للتلاحم العظيم بين المسلمين والاقباط في مصر. وقع الحادث الأليم منذ بضعة أيام في قرية الفرماوي مركز ميت غمر دقهلية. وأسفر الحادث عن وفاة أربعة من الأقباط حاولوا إنقاذ عامل مسلم كان يستغيث من داخل بيارة صرف صحي نزل اليها لتسليكها. ولم يستطع الخروج وكاد يختنق. المتوفون الأربعة هم: ديفيد مجدي معوض( طالب بمعهد الخدمة الاجتماعية), وروماني مراد رزق الله(30 سنة), ونادر كمال فرج طالب بمدرسة ميت غمر الثانوية التجارية, وعمه عيد فرج معوض(35 سنة) سائق. يوضح شهود العيان انه اثناء محاولة المتوفين الأربعة إنقاذ السيد حامد( عامل بالصرف الصحي) بعد اصابته بحالة اختناق داخل البيارة, يتمكنون من اخراجه من البيارة في حالة سيئة وثم نقله إلي المستشفي ووضعه في العناية المركزة, بينما لم يتمكنوا هم من الخروج من البيارة لاصابتهم بالاختناق ويموتون بداخلها. يقول ناصر فتوح( من اقباط القرية) ان ما فعله ديفيد هو أمر معتاد بالقرية التي نصف سكانها من المسلمين والنصف الآخر من الأقباط, وكذلك القري والكفور المجاورة. ويقول رضا شلبي(48 سنة): عندما سمعنا اصوات استغاثة عامل الصرف من داخل البيارة, توجهنا جميعا إلي البيارة, وحاولت النزول إلا أن الرائحة والغازات كانت كريهة جدا, لكن هذا لم يثن روماني من المبادرة بالنزول, وعندما أصيب بالاختناق نزل اليهما عيد فرج ثم نادر ثم ديفيد, وعندما نظرت إليهم من فتحة البيارة وجدتهم محتضنين بعضهم مع عامل الصرف كأنهم شخص واحد, لضيق البيارة, واستطاعوا رفع العامل إلي أعلي وانتشلناه من فتحة البيارة وتم إنقاذه, بينما لم يستطع أحد إنقاذ المنقذين! وقد تم تشييع جنازة الضحايا الأربعة في وجود مكثف من المسلمين وأهالي القري المجاورة, وحرص المشايخ وأئمة المساجد علي حمل نعوش المتوفين حتي مثواهم الأخير, وتقديم واجب التعزية لأهالي المتوفين ولاقباط القرية, هل يحتاج الأمر إلي تعليق بعد ذلك؟. لا أظن