أحمد وحسام صديقان جمعتهما ظروف التفكك الأسري علي مائدة المخدرات لينهلا منها قبل أن يتوجها صوب طريق الشيطان ليدخلا عالم الجريمة من أوسع أبوابه.. حتي جاءهما عقاب السماء الذي أوصلهما إلي آخر محطة في قطار الشقاوة عشماوي. فقد افتقد الأول الشعور بدفء وحنان الأم عندما انفصل والداه واستأثر به والده ليعيش وسط أعمامه الذين تعلم منهم تعاطي المخدرات.. بينما كان كل ما يهم والده يأتي له ولده بإيجار الشقة دون أن يسأله عن مصدر أمواله.. ولم يكن صديقه حسام أفضل حالا فهو يعيش وسط أسرة مفككة لم تمنعه من السير في طريق الجريمة حتي وجد نفسه مجرما دون أن يدري. وعلي الرغم من أن أحمد كان يعمل بأحد مصانع الملابس الجاهزة وكان صديقه يعمل سائق توك توك إلا أنهما لم يقنعا بما كانا يتحصلان عليه من عملهما الشريف لإدمانهما المخدرات التي كانت تبتلع كل دخلهما وزيادة, فبدآ يفكران في عالم الجريمة كحل سحري لمشاكلهما المادية.. وفي ليلة ظلماء كانا علي موعد مع الشيطان حينما تعاطيا الأقراص المخدرة وسول لهما ابليس ارتكاب جريمة السرقة للخروج من ضائقتهما المادية فأوقعهما القدر في طريق حمزة22 سنة الشاب المكافح الذي يعمل بالنهار موظفا بسفارة الكويت ثم يهرول مسرعا عقب انتهاء فترة عمله إلي محل إصلاح المحمول الذي يمتلكه بمنطقة سكنه بالعمرانية ليواصل الليل بالنهار في محاولة لبناء مستقبله معتمدا علي الله أولا ثم ذاته في تدبير نفقات زواجه حتي يهنأ بالعروس التي اختارها قلبه ويصبح جديرا بها عندما يتقدم للزواج بها.كان حمزة كعادته قابعا خلف منضدته منكفئا علي موبايل يفحصه حينما لمحه الصديقان موجودا بمفرده داخل محله فنظرا إلي بعضهما البعض وأومأ كلاهما للآخر بما يعني أن هذا هو الضحية المطلوبة لم يدر في خلد أحدهما عندما دخلا عليه يشهران في وجهه مطواتين في محاولة لإرهابه, ومن ثم الاستيلاء علي أمواله أنه سيذهب ضحية لطمعهما وينتهي أمرهما إلي حبل المشنقة.. فهاجماه إلا أن حمزة لم يكن ذلك الفتي الجبان الذي يستسلم لمجرمين يهددانه بالسلاح فبادر أحمد بضربة قوية أسقطت من يده المطواة إلا أن حسام عاجله بطعنتين غادرتين بالصدر والبطن نالتا من قدرة حمزة علي المقاومة وهنا أمسك أحمد بكرسي وهوي به علي رأس الضحية الذي سقط مغشيا عليه.. فأسرع المتهمان بلملمة ما طالته ايديهما من موبايلات بالمحل.. ولكن خاب نيلهما فقد ذهبا بها إلي أحد اصحاب المحلات لتصريفها وهناك اكتشفا انها لا تساوي أكثر من30 جنيها. وكانت محاولة تصريف المسروقات سببا في إلقاء رجال المباحث القبض عليهما وتقديمهما إلي النيابة التي أحالتهما إلي محكمة جنايات الجيزة بمعاقبتهما بالإعدام شنقا جزاء ما اقترفا من إثم في حق نفس حرم الله قتلها إلا بالحق. في لقاء الأهرام المسائي عقب الحكم بإعدامهما, أكد المتهم الأول أحمد انه لم يتوقع أن تكون نهايته علي يد عشماوي وصديقه حسام الذي تعرف عليه منذ عدة سنوات نظرا لتجاورهما بمنطقة العمرانية, أضاف أن المخدرات هي سبب هذه الجريمة, لأنه وصديقه كانا قد أدمنا الأقراص المخدرة نظرا لمرورهما بضائقة مالية, واتفقا علي أن يتجولا بالشارع لسرقة أي حد بالإكراه. وقال المتهم الظروف أوقعتني في هذه الجريمة لأنني أعيش مع والدي بعد انفصاله عن والدتي منذ أن كان عمري5 سنوات بسبب الخلافات العائلية, ومن خلال وجودي وسط اعمامي تعلمت تعاطي الأقراص المخدرة, وأشار إلي أن علاقته بدأت مع المتهم الثاني حسام منذ سبع سنوات وانه ترك عمله في مصنع ملابس.. واتفق مع صديقه علي سرقة المواطنين بالإكراه, بعد أن هدده والده بالطرد من المنزل إذا لم يقم بتسديد الايجار. وقال: ليلة الحادث اشتريت وحسام مخدرات ب50 جنيها, وأثناء تجولنا في الشوارع شاهدنا المجني عليه يدخل محلا لاصلاح الموبايلات, فاتفقنا علي الدخول عليه وتثبيته والاستيلاء علي أمواله والموبايلات التي بحوزته. وأضاف اول ما دخلنا عليه بادرني هو بضربة قوية فسقطت المطواة من يدي, فعاجله حسام بطعنتين في بطنه وصدره بالمطواة, وأمسكت أنا بكرسي حديدي كان موجودا بالمحل ووجهت له ضربة علي رأسه فسقط علي الأرض فطعنته بالمطواة, فسقط مغشيا عليه, وقمنا بجمع الموبايلات وتركناه جثة هامدة, ولم نعرف بوفاته إلا بعد إلقاء القبض علينا. وقال إنه شعر بالندم بعد ارتكابه الجريمة, لأنه وصديقه لم يكن في نيتهما قتل المجني عليه, وقال إنهما سيدفعان حياتيهما ثمنا لبضعة موبايلات لا تساوي30 جنيها. وقال المتهم الثاني حسام شطة إنه شعر بالندم بعد ارتكابه الجريمة, وغير راض عن نفسه لأنه أزهق روح شاب بدون وجه حق, ودفع الثمن هو وصديقه بعد الحكم بإعدامهما. وترجع أحداث القضية إلي ديسمبر2010 عندما تلقي اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة اخطارا من العميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع الجنوب بالعثور علي جثة حمزة محمد حمزة وسط بركة من الدماء بداخل محل موبايلات بالعمرانية, وسرقة محتويات المحل, فأمر اللواء فايز أباظة مدير مباحث الجيزة السابق بتشكيل فريق بحث بقيادة العقيد محمد عبدالتواب مفتش المباحث والمقدم مدحت فارس رئيس مباحث العمرانية, حيث نجح ضباط مباحث العمرانية في ضبط المتهمين وبإحالتهما للمستشار مجاهد علي مجاهد المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة أمر هشام حاتم مدير نيابة الحوادث, بحبس المتهمين علي ذمة التحقيق إلي أن تمت إحالتهما إلي محكمة الجنايات التي أصدرت حكمها المتقدم.