في الوقت الذي واصل فيه الذهب ارتفاعاته المتتالية مسجلا أمس فقط نحو170 قرشا زيادة في الجرام, تراجع الإقبال بشكل كبير علي المعدن النفيس الذي أصبح شراؤه حلما بعيد المنال لشرائح كبيرة من المواطنين, كما أن محلات الذهب أصبحت تعاني الركود والكساد بسبب العزوف الجماهيري عن الشراء. فقد سجلت أسعار الذهب ارتفاعا, حيث وصل سعر جنيه الذهب إلي1372 جنيها, وعيار24 إلي196 وعيار22 إلي180 و21 إلي172 و18 إلي147 جنيها, وهو ما أرجعته شعبة الذهب إلي التأثر بالأسعار العالمية والتعاملات الخارجية, متوقعة مزيدا من الارتفاع خلال الأيام المقبلة, بينما أكد تجار الذهب أن حالة الغلاء تؤثر عليهم, كما أنها تؤثر علي المستهلك لأن الإقبال علي الشراء ينخفض, وتخوفوا من استمرار هذه الزيادة في الأسعار لأنها تهدد بقاءهم في السوق. واشتكي الدكتور خميس الشناوي صاحب محل ذهب من ارتفاع الأسعار لأنه أثر علي حركة البيع والشراء بشكل كبير, لافتا إلي أن متوسط البيع انخفض إلي50 جراما يوميا بعد أن كان400 جرام. وقال: الإقبال علي شراء الهدايا يكاد يكون منعدما وبدأت المحال تعتمد علي الأفراح فقط في بيع الذهب الموجود لديها, مؤكدا أن نسبة دوران رأس المال في سوق الذهب أصبحت منخفضة, مما يؤثر بالسلب علي أصحاب المحال. وأضاف محمود إبراهيم صاحب محل ذهب أن حركة البيع بطيئة جدا وكنا نعتقد أنها ستنشط في عيد الأم, ولكنها جاءت عكس المتوقع قائلا: لو بعنا30 جراما في اليوم يبقي كويس. واقتراح محمد حسن صاحب محل ذهب أن يتم التغلب علي حالة الغلاء الموجودة ببيع الذهب بالتقسيط للعرائس والشباب القادم علي الزواج لإحداث نشاط في سوق الذهب, لافتا إلي أن الشبكة كانت لا تقل عن100 جرام وحاليا يكتفي الناس بخاتم ودبلة فقط بسبب الغلاء الموجود. وأوضح ان الارتفاع الحالي يؤثر علي التاجر كما أنه يؤثر علي المستهلك خاصة أنه يصاحبه انخفاض وتراجع حركة البيع والشراء في السوق مما يهدد استمرارية معظم المحال التي تعمل في هذا المجال. من جانبه, أكد رفيق عباس رئيس شعبة الذهب أن أسعار الذهب سترتفع, مدللا علي ذلك بأن السعر يزيد كل عام عن الآخر, لافتا إلي أنه رغم ذلك لا يمكن لأحد التكهن بالأسعار إلا إذا كان في موقع الحدث كالبنك الدولي. ولفت رئيس الشعبة إلي أن الأسباب وراء ارتفاع الذهب أو انخفاضه تكمن في شراء المؤسسات المالية الكبري للذهب علي أنه استثمار تجنبا للأزمات المالية, كما أن بعض الحكومات تشتريه كمخزون استراتيجي وهذا الجانب يمثل ارتفاعا في السعر, بينما إذا قام البنك الدولي أو المؤسسات بطرح كميات من الذهب للعرض فإن الأسعار تنخفض.