معارف أمنية وعسكرية: نظريات الأمن القومي والأجهزة الأمنية وتشكيلاتها ووظائفها وأهدافها والمخاطر الأمنية الداخلية والخارجية واساليب ومصادر الحصول علي المعلومات الاستراتيجية. ليسمح لي القراء الأعزاء أن أستهل مقالاتي طوال شهر يناير الي الحادي عشر من فبراير بتهنئة شعبنا العظيم وثواره الأحرار وكل أبنائه الأبرار بثورته العظيمة وأري أن أفضل تتويج لتلك الثورة هو أن ننعم بحكم صالح وبحاكم رشيد يصلح ماأفسده الحاكم السابق من مظالم وقهر وممارسات غير حضارية وخيانة للمسئولية حيث لم يكن نعم الراعي ولم يهتم بشئون الرعية, ولذلك قامت الثورة الأبية لرفض الظلم والفساد بسواعد أبنائها الفتية, وقدمنا في المقال السابق توضيحا لمعاني الحكم الرشيد ومقوماته ثم بيان أهم التحديات التي تواجهنا في سعينا لاقامة الحكم الرشيد ومع اكتمال انتخابات مجلس الشعب وانطلاق انتخابات مجلس الشوري وبلورة قانون انتخاب رئيس الجمهورية يحسن بنا أن نخصص هذا المقال لجدارات الحاكم الرشيد حتي يستهدي بها المصريون في الاختيار الرشيد لحاكم مصر المقبل. وأقرر في البداية أن فكر الجدارات ومنهاجه سائد في دول العالم المتقدم في شتي المناحي من تعليم وتوظيف وتدريب وقيادة وحوكمة ونركز في هذا المقال علي فلسفة الحكم القائمة علي الجدارات أو مايعرف بComptencybasedGovernance وهو مدخل شائع في أدبيات الادارة ونظريات التنظيم المعاصرة وسنحاول استعارة بعض المفاهيم والتطبيقات وإسقاطها علي الحكم الرشيد للدولة وبالتالي يمكننا استنباط أهم جدارات أو مواصفات الحاكم الرشيد وببساطة فإن الجدارة أو الكفاية تعني مزيجا من المعارف والمهارات والسمات الشخصية للفرد, وهكذا فإن جدارات الحكم الرشيد تشير الي مجموعة المعارف والمهارات والاتجاهات الشخصية والسمات النوعية التي يجب توافرها فيمن يتولي حكومة مركزية أو محلية أو إدارة المؤسسات العامة وبالتالي فان الحاكم الرشيد يجب أن يلم بكثير من المعارف ويتحلي بمهارات معينة ثم يظهر سمات شخصية واتجاهات سلوكية ايجابية تجعله أهلا لتبني وتطبيق فكر الحكم الرشيد. أولا: المعارف: لكي يكون الحاكم الرشيد حاكما رشيدا يتوجب عليه الالمام بقدر كبير من المعارف في مجالات متعددة حتي تكون له خلفية معرفية وعلمية تمكنه من فهم المتغيرات المحلية والعالمية ومتابعة الأحداث الجارية ومن أهم هذه المعارف: معارف سياسية: أشكال الحكم والقيم الديمقراطية والعلاقة بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية والعلاقات الدولية والمنظمات الدولية والفساد السياسي والتفاوض السياسي والدولي وتحليل النظم السياسية وابعاد السلوك السياسي والحراك السياسي والتعددية الحزبية ودراسات الرأي العام وجماعات الضغط وعلم السياسة المقارن. معارف قانونية: الاطار القانوني للدولة من دستور وقوانين ولوائح وأنظمة وقرارات جمهورية ووزارية, وآليات اصدار التشريعات وواجبات واختصاصات رئيس الجمهورية وآلية عزله ومحاسبته وحقوق الانسان والقانون الدولي. معارف إدارية: مباديء الادارة الرشيدة ووظائف رئيس الدولة وآليات صنع القرارات والسياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي للدولة وآليات مراقبة عمل الحكومة والعلاقات الانسانية مع المواطنين. معارف أمنية وعسكرية: نظريات الأمن القومي والأجهزة الأمنية وتشكيلاتها ووظائفها وأهدافها والمخاطر الأمنية الداخلية والخارجية واساليب ومصادر الحصول علي المعلومات الاستراتيجية. معارف اقتصادية: مفاهيم اساسية في علم الاقتصاد وموارد الدولة واستخداماتها واسس اعداد موازنة الدولة وتبويبها وهيكل الاقتصاد القومي والعلاقات الاقتصادية الدولية وميزان المدفوعات وإدارة الاحتياطي النقدي للدولة والمتغيرات الاقتصادية الكلية من تضخم وتشغيل وبطالة واسعار الفائدة واسواق النقد والرقابة المالية. معارف بروتوكولية وآداب التعامل: الأسبقيات البروتوكولية وقواعد استقبال رؤساء الدول واتيكيت الحوار والموائد وعادات وتقاليد الشعوب واللغة غير اللفظية السائدة في الدول. معارف عامة: ثقافية وأدبية وفنون ورياضة والادب الشعبي والقيم المجتمعية والثقافات المحلية والعالمية. ثانيا: المهارات: وهي مجموعة مهارات تعتبر الأدوات الرئيسية للحاكم في تطبيق معايير الحكم الرشيد وهي: مهارات إدارية( فنية)) وتتعلق بالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة بما يمكنه من حسن ادارة الدولة ومؤسساتها مهارات سلوكية: تتعلق بالتعامل مع الناس كبشر وخاصة التواصل الفعال والتحفيز والقيادة الاستراتيجية مهارات فكرية: وتتضمن الابتكار( تنمية أفكار وحلول مبتكرة وغير تقليدية) التحليل والقياس والتقييم والتقويم والتكامل ومهارات تكنولوجيا المعلومات لانها مهارات عصرية. مهارات لغوية: إتقان لغة وطنه تحدثا وكتابة ومراعاة قواعد اللغة في الحديث والالقاء وفن الخطاب والتأثير وكذلك اللهجات المحلية واللغة العامية, مع ضرورة اتقان لغة أجنبية علي الأقل( الانجليزية الفرنسية الألمانية الأسبانية) ثالثا: الاتجاهات السلوكية( السمات الشخصية) وهي مجموعة من الصفات النوعية والسمات الشخصية التي تعبر عن اتجاهات ايجابية لشخص الحاكم الرشيد ومنها: الثقة بالنفس والتواضع والطموح والمرونة الفكرية والالتزام والثبات الانفعالي والذكاء الوجداني والحماسة والبشاشة واللباقة والكياسة, والعدالة الصبر والمثابرة واللياقة البدنية والمظهر اللائق والتسامح والتعاون والموضوعية والتفاؤل والأمانة. وهكذا فإن علينا كمواطنين أن نقدم الحاكم ذا الكفاية والكفاءة أي حسن اختيار الحاكم الجدير الذي يقود الأمة وهذا واجب وطني وتكليف شرعي طبقا للهدي النبوي من استعمل رجلا علي عصابة وفيهم من هو أرضي لله عنه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ويتوجب علي هذا الحاكم الرشيد أن يراعي معايير الحكم الرشيد وهو موضوع مقالاتنا التالية اذا كان في العمر بقية. أستاذ إدارة الموارد البشرية بجامعة حلوان [email protected]