365 يوما من الثورة.. عام كامل مر علي ثورة25 يناير المجيدة, وخرجت دعوات العودة الي ميدان التحرير بأكثر من توجه وهدف ورأي.. أحدهم حصل علي اغلبية المجلس التشريعي يدعو للاحتفال. وآخرون حصلوا علي اغلبية الإصابات واعداد الشهداء يدعون الي الاحتفاء بشهدائنا وكذلك يريدون استكمال أهداف الثورة.. وبين الدعوتين كانت ثالثة تؤكد احتمالية وجود احداث تخريب وعنف في الميدان تحت مصطلح الاناركية الرنان. وبين هذا وذاك, استقبل ميدان التحرير الذكري الأولي للثورة بليلة ممطرة.. كادت تصيب البعض بالاحباط, فزخات المطر تصدر دويا يكاد ينطق قائلا: مافيش نزول بكره وبحيرات المياه الراكدة تستقبل المزيد من حبات المطر وتصنع عوائق أمام المارة. وأمام كل ذلك تسيطر الشخصية المصرية علي الوضع فتستخرج من جعبتها حرفة النكتة وخفة الظل لتعبر تلك اللحظات وتحول الصمت والكرمشة تحت البنايات وعلي الارصفة الي هتافات تذكرنا ب25 يناير2011. محمد صفاء الدين خريج كلية الحقوق قال مبتسما: هذه مؤامرة علي الثورة, وانا اشك ان غاز الميثان انطلق في سماء التحرير لمنعنا من التظاهر, أدي الدنيا كمان بتمطر.. يسقط يسقط حكم العسكر, هكذا علت أصوات الهتاف من الشاب كريم كرم علي زخات المطر, وحولت الاقدام المرتعشة من شدة البرد سيرها من فوق الارصفة الي قلب الميدان لتبدأ ليلة التحرير. كانت الخطة المتفق عليها أن يقوم شباب الميدان بعمل معارض صور للشهداء وللانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون والمحتجون في أركان الميدان وعلي حوائط مبني الجامعة الامريكية ومجمع التحرير و مدخل شارع طلعت حرب, لكن مياه الامطار الغزيرة حولت مقر المعرض الي ارصفة مترو الانفاق ليرتاده الثوار بحثا عن ملاذ من قسوة الامطار من جهة ومن جهة أخري يقومون بدعوة رواد المترو إلي النزول إلي ميدان التحرير في يوم الخامس والعشرين لاستكمال اهداف الثورة من جهة الثوار أو الاحتفال بها من جهة الاخوان والسلفيين والحق جذبت الفكرة العديد من الركاب ليتحول المترو في لحظة الي اتيليه الثورة وتتحول ارصفته وممراته الي كعكة حجرية جديدة. محمد الصافي عامل افترش الأرض علي بوابة مدخل المجمع والتي منع الخروج منها منذ احداث مجلس الوزراء وأمسك باحدي الصحف وهو يتكيء علي ظهره ليقرأ ويستكشف ويحلل ما سيحدث, قاطعنا مغازلته للصفحة الاولي لنسأله عن سبب وجوده اليوم في ميدان التحرير ليقول.. السبب هو انني منذ عام استمع في التلفاز عن قيام ثورة يناير واستشهاد الشباب من اجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وبعد مرور عام لم نصل إلي أي من تلك الاهداف ولم تتحقق, ولذلك جئت الي التحرير لأسدد دين الشهداء واستكمل أهداف الثورة. أحمد سلامة شيخ سلفي قال: الهدف من الوجود في التحرير اليوم هو تأمين المنشآت العامة التي يمتلكها الشعب اثناء الاحتفال بالعام الاول علي ذكري الثورة. محمود الصابر عامل قال إن سبب مجيئه للمبيت في ميدان التحرير اليوم هو رغبته في استكمال اهداف الثورة, واضاف انه لم يكن مشاركا في يناير الماضي لكن دماء الشهداء الذين سقطوا في التحرير في رقبته وهو مدين باستكمال الثورة لذلك. لحظات ويعلن ناظر محطة مترو التحرير عن اقتراب موعد غلق المحطة ويطلب علي استحياء من المواطنين مغادرة ارصفة المترو مستخدما صوت شادية وهي تغني ياحبيبتي يا مصر.. وخارج محطة المترو وداخل خيام الكعكة الحجرية التقينا هدير هشام خريجة خدمة اجتماعية التي قالت إن تعرية نساء مصر هو سبب نزولها اليوم للاعتراض علي حكم العسكر وعلي المماطلة في محاكمة مبارك التي بدأت تتضح معالمها التمثيلية والتي قد تنتهي بكارثة حقيقية ستؤدي الي خراب البلد فوجودنا في التحرير بعد مرور عام علي الثورة هو تحذير لفلول النظام وكل من يعتقد ان الثورة يمكن الالتفاف عليها. ووسط هتافات المعتصمين في الميدان.. ظهر أفراد جماعة الاخوان المسلمين وهم يحاولون بناء منصة للجماعة والحزب ليستقبلهم الثوار باستهجان شديد وتتطور المشادات الكلامية بعد دقائق إلي رشق بالحجارة وبعد خمس عشرة دقيقة من الشد والجذب يتوقف أفراد الاخوان عن بناء المنصة ومحاولة تأمين الميدان بالكامل ليؤمنوا فقط مدخل مجلس الشعب وشارع الشيخ ريحان ويتركوا بقية مداخل الميدان للجان الشعبية فيتم نزع فتيل الأزمة. هكذا إذا مر اليوم بسلام علي ميدان التحرير.. خيام وسط الكعكة الحجرية وأصوات تتعالي وسط برك السيول لتنادي باستكمال الثورة.