عيون الحرية علي اسم مصر التاريخ يقدر يقول ماشاء.. انا مصر عندي احب وأجمل الاشياء. هكذا كان حرارة يغني حين فقد عينيه في يناير ثم نوفمبر من أجل مصر. وهكذا كان يحلم أحمد عبد الفتاح حين وثق بالصورة ما كان يكتبه الثوار بدمهم علي أرض محمد محمود أو محمد محمود سابقا كما قرر الثوار, ليردوا الجميل للولاد السمر الشديد ويكون اسم ارض المعركة شارع عيون الحرية. حبل المسيل النشر في بعض الأحيان رسالة وأمانة, والمعايشة ضرورة ملحة لنقل الحدث الحقيقي وربط كل الصديقنا الثورجي.. عايش المعركة علي بوابات محمد محمود, ووثق كل ما حدث بعد أن أخذ فمين غاز, ولتكتمل الصورة كان عليه أن يفض أحراز القضية وينشرهاللجمهور للبحث وراء الفاعل بعد الوصول الي أول خيوط الجريمة.. التزحلق علي الرصيف سنوات من العمر مرت.. وأثقلت هذا الوجه المجعد بكل تفاصيل القمع والقهر.. سنوات.. دون أن تري هاتان العينان الفقيرتان ضي الثورة, ولم يسر ذاك الجسد النحيل علي أرض تحترمه حتي وهو يتكئ علي عكازين. شوق كبير لتلك الأرض وذاك الوطن وهؤلاء البشر.. دفعه الي زيارة التحرير.. ولو سعي اليه متزحلقا علي الرصيف. عدساكي عدساكي.. هكذا كان شعار ثوار التحرير علي أرصفة الميدان طولا وعرضا, ولأن غالبية سكان التحرير من أبناء الدرجة الثالثة كان إختيارهم الوحيد هو طبق الكشري العدساكي. ليرتفع هتاف البياعين علي نصبة الكشري... ومعاك واحد ميدان.. من غيرفلول..وكتر الهتاف ومعاه واحدة ثورة كمالة.. رافع راسك ورغم أنه زبون قهاوي.. بعد الدراسة والدكتوراه, راح الميدان وبسماعاته كشف علي جرح شاب ودواه..ورغم أنه راسه كانت منحنية.. مفكرش يبقي جبان او اناني, وشال قلبه فوق كفه ليلة ماشاف الشهيد في العيادة الميداني غنائم حرب جاء إلي هنا ليطالب بتسليم السلطة.. مر علي الكعكة الحجرية واستنشق الغاز المسيل فقرر زيارة شارع محمد محمود ليصبح هدفا في مرمي الباشا. عاد في نوفمبر وهو يعلم أن ضربا ورقعا في انتظاره, فهل يعود دون كل ما حمله من غنائم وكل ما حققه من انتصارات أنه لبس الخوذة؟!. وعد وكأنهما يقفان في الميدان لتوجيه رسالة للمستقبل.. إنهما تعلما الاعتراض في المهد, ولن يقبلا بالخنوع أو بديكتاتور جديد يأتيهما ليسرق شقاهم, بوعد للوطن أن يقفا للقادم لينذروه.. اننا ها هنا جالسان بعد أن تعلمنا قواعد الثورة.